الكاردينال بيتسابالا يختتم زيارته الراعويّة إلى مادبا: كونوا جسدًا واحدًا للمسيح

استهلّ الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، زيارته الراعوية إلى مادبا، يوم الأربعاء 22 أيار 2024، وكان في استقباله البطريرك فؤاد طوال، وكاهن الرعيّة الأب طارق أبو حنا، والكهنة المساعدين، وكهنة مادبا من الكنائس الشقيقة، ومحافظ محافظة مادبا، ورئيس البلدية، بالإضافة لوجهاء العشائر والأجهزة الأمنية وحشد من المؤمنين والكشافة.
وخلال حفل الاستقبال الذي أُجري في ساحة المدرسة، تمّ عرض فقرات تاريخية وفنية تعكس عادات وثقافة المدينة. وعبّر الكاردينال عن سعادته لوجوده في مادبا، وهي “مدينة ذو أهمية عاليّة كونها قدّمت الكثير من الكهنة، ومنهم من أصبح بطريركًا”. وأشار إلى أنّ “مادبا ليست فقط عبارة عن مدينة ذو ماضي وتاريخ عريق، بل علامة متجذرة للحضارة العربية التي لا تفرق بين مسيحي ومسلم”.
اليوم الثاني
في بداية اليوم الثاني، الخميس 23 أيار، التقى الكاردينال بيتسابالا مع الطاقم الإداري والتربوي لمدرسة البطريركية اللاتينية في مادبا، حيث كان في استقباله الاستاذة لبنى هلسة، مديرة المدرسة. وقد قدّمت كل من الاستاذة رشا سماعين والاستاذة لينا حجازين كلمة ترحيبية تمّ خلالها عرض لتاريخ المدرسة وتطلعاتها المستقبلية. كما قام غبطته بجولة في مختلف أقسام المدرسة.
من ثمّ توجه غبطته إلى بيت اللقاء الذي يعتني بذوي الإحتياجات الخاصة والتابع لأخوية الرجاء ممثلة برئيستها الأخت كيارا جيورجيو، حيث إلتقى بالاخوات المكرسات والطاقم التعليمي، وقدمّوا لغبطته هدية من انتاج الطلبة، وهي عبارة عن لوحة فسيسفاء بعنوان “السلام” باللغتين العربية والإيطالية. لاحقًا، قام غبطته برفقة كاهن الرعية ومساعديه بزيارة راهبات سيّدة الرحمة وإلتقى برئيسة الدير الأخت تيرزا دا سليفا.
وفي المساء، ترأس غبطة الكاردينال حفل تخريج طلاب الثانوية العامة، بحضور طاقم المدرسة الإداري والتعليمي ومختلف رؤساء الكنائس والاجهزة الأمنية وأهالي الطلبة. وخلال الحفل عبّر غبطته عن سعادته الكبيرة بهذا العدد الكبير من الخريجين متمنيًا لهم التوفيق والنجاح في خطواتهم القادمة. وقال: “خطواتكم المستقبلية بدأت من هنا، سأكون سعيدًا جدًا في المستقبل عندما ألتقي بكم في وظائفكم المستقبلية وتعرفّون عن أنفسكم انكم خريجي مدرسة البطريركية”.
اليوم الثالث
في اليوم الثالث، الجمعة 24 أيار، زار الكاردينال بيتسابالا كنيسة القديس يعقوب الرسول، في بلدة ماعين، حيث استقبله رئيس الدير الأب باول بارابينو الذي عبّر عن سعادته بهذه الزيارة. كما قام غبطته بزيارات لعدد من العائلات والمرضى من أبناء الرعيّة.
وترأس غبطته قداس أول مناولة والتثبيت الأقدسين في كنيسة الروح القدس، في منطقة حنينا، حيث منح السّرين المقدسين لـ39 طالبًا وطالبة من أبناء الرعيّة. وأشار غبطته في عظته إلى أهميّة تنمية هبّات الروح القدس في حياة المؤمن.
من ثمّ اجتمع غبطته بمختلف فعاليات الرعية، حيث تم عرض المشاريع المستقبلية لتطوير فعاليات الرعية، من ضمنهم مشروع تطوير مبنى المدرسة والمسرح الذي يعد من أوائل المسارح في المملكة الأردنية الهاشمية. كذلك قدّم الكشاف، الشبيبة، الجوقة والأخوية نبذة عن فعالياتهم وأهدافهم مستقبلية.
اليوم الرابع
بدأ غبطته اليوم الرابع، السبت 25 أيار، بزيارة راهبات الوردية كما وزار منطقة مكاور حيث موقع استشهاد القديس يوحنا المعمدان، وقد كان في استقباله النائب مجدي اليعقوب، ونائب رئيس بلدية مادبا بسمة سلايطة، ورئيس بلدية جبل بني حميدة محمد الشخانبة، ومدير سياحة مادبا وائل جعنيني، ومدير آثار مادبا عبدالله البواريد.
وفي ذات المنطقة، قاموا بزيارة مشروع نساء بني حميدة للنسيج وكنيسة الأسقف ملاخيوس التي يعود تاريخها للقرن السادس، ثم توجهوا إلى جبل نبيو حيث كان في إستقباله الآباء الفرنسيسكان. كما وقام غبطته بزيارة روضة ومدرسة البطريركية الثانوية للبنين على طريق ماعين، ومقرّ الكشاف الدائم للتخييم. ثمّ زار مجموعة من أبناء الرعيّة. واختتم اليوم بالقداس الإلهي.
اليوم الخامس
اليوم الخامس والأخير، ترأس غبطته القداس في ماعين ومن ثم ترأس قداس الأحد الصباحي في كنيسة مادبا.
من ثمّ قام بزيارة محافظة مادبا حيث كان في استقبله محافظ محافظة مادبا نايف الهدايات، ونائب المحافظ عبير الخزوز، ووفد المحافظة، وخلال الزيارة شكر المحافظ غبطته على هذه الزيارة التي تعكس العلاقة المتينة والتعايش بين المسيحيين والمسلمين.
من جهته، أشاد الكاردينال بالإنجازات الحضارية التي تسعى المحافظة على تحقيقها، وقال: “زيارتنا مهمة لأنها جعلت مدينة مادبا أوضح في نظري، ونثمن دور المحافظة في إهتمامهم والدعم الذين يقدمونه للمحافظة بإهتمامهم في كنائسها وزوارها وتاريخيها”.
ثم زار غبطته بلدية مادبا، كان في استقباله رئيس البلدية عارف الرواجيح، ونائب رئيس البلدية بسمة السلايطة. لاحقًا، قام بزيارة كنيسة الروم الأرثوذكس وكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، واختتم زيارته بالاحتفال بقداس الأحد الرابع من الفصح (أحد الراعي الصالح) في كنيسة الرعيّة.
وشدد غبطته في العظة على ضرورة الوحدة بين الراعي والقطيع، مشيرًا إلى أنه من الضروري أن يحافظ الرعاة على وحدتهم مع السيد المسيح، فيقودوا شعب الله إلى الوحدة الحقيقية، لتكون بالحق رعية واحدة وارعٍ واحد: “نعم كثيرة ومتنوعة هي النشاطات الرعوية ولكن يجب ان يسعى الراعي إلى وحدتها حتى تبقى متماسكة وتعمل سوية من أجل الخير العام وبشرى الإنجيل وتحقيق الوحدة التي نسعى لها في حياتنا”. وأنهى غبطته طالبًا من المؤمنين أن يصلوا من أجل الحبر الأعظم والأساقفة والكهنة جميعهم، لكي يبقوا أمينين على رسالتهم ودعوتهم وأن يسعوا هم أيضًا ليكونوا جسدًا واحدًا لراعٍ واحد وهو المسيح.