البطريرك يونان يلتقي ممثّلي الشبيبة في رعية مار بهنام وسارة السريانية الكاثوليكية في لندن، المملكة المتّحدة

في تمام الساعة الثامنة من مساء يوم الجمعة ١٠ أيّار ٢٠٢٤، التقى غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، ممثّلي الشبيبة في رعية مار بهنام وسارة السريانية الكاثوليكية في لندن، المملكة المتّحدة، وذلك في قاعة الرعية.
حضر اللقاء صاحبا السيادة مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار فلابيانوس رامي قبلان المعتمَد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي في أوروبا، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب أنطوان الأشقر الذي يقوم حالياً بخدمة الرعية السريانية الكاثوليكية في لندن بصورة مؤقّتة.
افتتح غبطته اللقاء بكلمة روحية أبوية توجيهية متأمّلاً بدعوة الرب يسوع للمؤمنين به، ولا سيّما لفئة الشباب، لمتابعة الشهادة له رغم التحدّيات الكثيرة أينما كانوا، والرب يسوع يدعو المؤمنين به أحبّاء وليس عبيداً، لذا تجب المحافظة على الأمل والرجاء بالرب الذي سيرسل إلى هذه الرعية الكاهن الصالح، فيعمل مع المؤمنين، ويبدأ معهم بداية جديدة، مع التمنّي أن تكون لهذه الرعية كنيسة خاصّة بها.
ولفت غبطته إلى أنّ التحدّي الكبير هو كيفية مرافقة الأولاد الصغار والشبيبة كي يبقوا متعلّقين بكنيستهم الأمّ في الشرق، ويحافظوا على تراثهم السرياني العريق الموروث منذ عهد الرسل والآباء الأوّلين، ومن المهمّ جداً الحفاظ على اللغة السريانية – الآرامية التي كانت اللغة الدولية المعروفة منذ ألفي سنة قبل المسيح، كما هي الإنكليزية في أيّامنا.
وحثّ غبطته الشباب على إيقاظ الدعوات الكهنوتية والرهبانية لديهم ولدى إخوتهم وأصدقائهم، مشيراً إلى الأهمّية القصوى التي أولَتْها ولا تزال البطريركية توليها لكنيسة الانتشار في بلاد الغرب، مادّياً وروحياً ورعوياً.
ونوّه غبطته إلى أنّه شاء أن يلتقي الشبيبة لأنّ له ملء الثقة بأنّ الشبّان والشابّات الأعزّاء يحبّون الله، وهم الشهود للرب يسوع في مجتمعهم وكنيستهم حيثما وُجِدوا، وهم الذين سيتابعون بناء الكنيسة ويؤسّسون عائلات مسيحية صالحة ويربّون أولادهم في المستقبل التربية الصالحة.
وأوصى غبطته الشبيبة بثلاث “تاءات” Three Tees، هي: Time، Talent، Tresor، أي: الوقت، المواهب، والمال، مشدّداً على أنّه يجب على الشبّان والشابّات أن يعيشوا بمقتضى هذه الطرق الثلاثة الضرورية لحياة الكنيسة والرعية واستمراريتها، فيعطون من وقتهم، ويثمّرون مواهبهم، ويقدّمون من مالهم، ليساهموا في خدمة الكنيسة وتنميتها، متحلّين بالغيرة الوقّادة على الكنيسة.
وختم غبطته كلمته موجّهاً الشكر الجزيل والامتنان باسم الكنيسة السريانية الكاثوليكية ورعية مار بهنام وسارة في لندن إلى الرهبانية اللبنانية المارونية عامّةً، وإلى دير سيّدة لبنان في لندن خاصّةً، ولا سيّما إلى الأب أنطوان الأشقر، على تفانيه في خدمة الرعية طوال الفترة الماضية، وعلى جهوده الكبيرة في رعاية الشبيبة، واعداً بتسريع الخطى لتعيين كاهن لهذه الرعية يكون الرسول الذي يخدمها بالأمانة والإخلاص.
ثمّ استمع غبطته إلى تطلّعات ممثّلي الشبيبة، والذين أكّدوا على أهمّية عيش الانتماء إلى الكنيسة السريانية والحفاظ على الهوية واللغة السريانية، مثمّناً محبّتهم وتعلّقهم بالكنيسة وغيرتهم على الرعية.
وفي نهاية اللقاء، منح غبطته الشبيبة بركته الرسولية عربون محبّته الأبوية، وسط جوّ من الفرح الروحي الكبير بلقاء ممثّلي الشبيبة مع أبيهم العام، وقد تعطّشوا إلى هذه الزيارة الأبوية.