بعث البابا فرنسيس هذا الخميس برسالة إلى كهنة الرعايا لمناسبة اختتام لقائهم الدولي من أجل السينودس توقف فيها عند ثلاث دروب لا بد من اتباعها ألا وهي: التعرف على بذار الروح القدس لدى المؤمنين، اللجوء إلى التمييز داخل الجماعة وإقامة شركة بين الكهنة والأساقفة وقال إن الهدف من هذا اللقاء الدولي هو الاصغاء إلى كهنة الرعايا.
الوثيقة التي سلمها البابا إلى كهنة الرعايا خلال لقائه بهم صباح الخميس جاءت بمثابة رسالة يوجهها أب إلى أبنائه مدركاً تماماً الجهود التي يقومون بها ويحثّهم فيها على متابعة السير إلى الأمام من أجل خير الكنيسة والرسالة المدعوين إلى القيام بها. ضيوف البابا هم ثلاثمائة كاهن قدموا من مختلف أنحاء العالم وشاركوا على مدى الأيام الثلاثة الماضية في اللقاء الذي عُقد في روما حول موضوع “كهنة الرعايا من أجل السينودس”، نظمته أمانة سر السينودس بالتعاون مع الدوائر الفاتيكانية المعنية بالإكليروس والكرازة بالإنجيل والكنائس الشرقية.
سلط البابا في رسالته الضوء على ضرورة وجود كنيسة سينودسية تحتاج إلى رعاتها وقال إن هذا الأمر لن يتحقق بدون سعي كهنة الرعايا إلى حمل جميع الأشخاص المعمدين على جعل إعلان الإنجيل عنصراً يميز حياتهم. وتمنى الحبر الأعظم أن يرى رعايا تتضمن تلامذة مرسلين ينطلقون ويعودون مفعمين بالفرح، وتتضمن جماعات تتميز بالصلاة والتمييز والحماسة الرسولية. ومن الأهمية بمكان أن يتم الإصغاء إلى الروح القدس وإعلان الكلمة واللقاء كجماعة وكسر الخبز معا. وأضاف الحبر الأعظم أن الرب الذي دعانا وقدسنا يدعونا اليوم إلى أن نصغي إلى صوت روحه وأن نسير في الاتجاه الذي يدلنا عليه. لذلك – تابع يقول – أدعوكم إلى أن تقبلوا دعوة الرب يسوع هذه لتكونوا كهنة رعايا، وبناة كنيسة سينودسية مرسلة، وأن تلتزموا بحماسة في هذه المسيرة.
هذا ثم أوصى البابا ضيوفه بأن يقطفوا الثمار التي ينمّيها الروح القدس وسط الشعب وكتب أنه واثق بأن الكهنة يمكنهم بهذه الطريقة أن يميطوا اللثام عن كنوز كثيرة مخبأة، ولا يجدون أنفسهم وحيدين في مهمة الكرازة بالإنجيل، ويختبرون فرح الأبوّة التي تُبرز لدى الرجال والنساء قدرات ثمينة. وفي هذا السياق دعا فرنسيس إلى ممارسة “الحوار مع الروح القدس” الذي ساعد مسيرة السينودس، وقال إن التمييز هو عنصر أساسي في العمل الرعوي لكنيسة سينودسية لأنه ينير واقع الحياة الكنسية ويتعرف على المواهب، ويوزع بحكمة الأدوار والمهام ويخطط – في ضوء الروح القدس – لمسارات رعوية، متخطياً البرمجة البحتة للأنشطة.
لم تخل رسالة البابا إلى كهنة الرعايا من الحديث عن أهمية الأخوة والمقاسمة مع الأخوة الكهنة والأساقفة وقال بهذا الصدد: لا يمكننا أن نكون آباء حقيقيين إذا لم نكن أولا وقبل كل شيء أبناء وأخوة. ولسنا قادرين على تحقيق الشركة والمشاركة في الجماعات الموكلة إلينا إذا لم نعيشها أولا فيما بينا”. ولفت إلى أن هذا الخيار قد يبدو صعباً لكنه في الواقع ليس كذلك لأنه بهذه الطريقة فقط نتمتع بالمصداقية، وعملنا لا يؤدي إلى التفريط بما سبق أن بناه الآخرون.
في ختام الرسالة حثّ البابا فرنسيس كهنة الرعايا على توجيه الأنظار نحو الدورة الثانية للجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة والتي ستلتئم في شهر تشرين الأول أكتوبر المقبل، وشدد على ضرورة أن يصبح الكهنة مرسلين للسينودسية حتى في خدمتهم اليومية. وقال: أدعو الذين شاركوا في اللقاء الدولي أن يكونوا مرسلين سينودسيين ويحفزوا التأمل في تجديد خدمة كاهن الرعية بأسلوب سينودسي وإرسالي. وبعد أن أكد البابا أنه يرافق الكهنة منحهم بركاته الرسولية ومؤكدا أنه يحتاج إلى صلواتهم ثم أوكلهم إلى شفاعة العذراء مريم التي تقود إلى من هو الطريق والحق والحياة.