عاد البابا فرنسيس بعد فترة توقف قصيرة إلى زيارة رعايا أبرشيته، حيث توجه أمس الجمعة إلى كنيسة القديس هنري في حي كاسال موناستيرو في ضاحية في شمال روما. والتقى قداسته الكهنة والشمامسة وتعرَّف على عملهم وأجاب على أسئلتهم.
قام قداسة البابا فرنسيس بعد ظهر أمس الجمعة بزيارة إلى رعية في شمال روما، كنيسة القديس هنري في حي كاسال موناستيرو، ليعود هكذا إلى زياراته رعايا أبرشيته ولقاء الكهنة والشمامسة بعد فترة توقف. وكان اختيار الأب الأقدس هذه المرة أيضا لرعية في ضواحي روما وتحديدا في حي يعاني سكانه من الشعور بالتجاهل والإهمال إلا أنهم يتميزون بقوة الروابط الاجتماعية، وتشكل رعية القديس هنري مركزا دينيا للتجمع بالنسبة لعائلات الحي. هذا وكان في استقبال البابا فرنسيس الأسقف المعاون لمنطقة شمال روما المطران دانييلي ساليرا وراعي الكنيسة الأب ماسيميليانو ميمّا، وقد التقى الأب الأقدس خلال الزيارة خمسة وثلاثين من الكهنة والشمامسة وذلك في حوار صريح سبقته الصلاة والتضرع إلى الروح القدس وأجاب قداسته على العديد من الأسئلة.
هذا وكان من بين المشاركين في اللقاء عدد من مرشدي السجون والذين كانوا قد التقوا البابا فرنسيس في سجن ريبيبيا للنساء الذي قام فيه قداسته بالاحتفال بقداس عشاء الرب ورتبة غسل الأرجل. وقد كانت مشاركة هؤلاء المرشدين في لقاء الأمس فرصة للتطرق إلى المصاعب التي يواجهها السجناء وانتشار حالات الانتحار في السجون، هذا إلى جانب التأمل في كيفية مرافقة المساجين. وقد أطلع بعض المرشدين قداسة البابا فرنسيس، وانطلاقا من خبراتهم، على أهمية العمل والدراسة كفرص لتحسين مسيرات السجناء وإعدادهم لحياة جديدة، وذلك حسبما ذكر الأسقف المعاون المطران ساليرا والذي أشار في حديث إلى موقع فاتيكان نيوز إلى سعادة الكهنة والشمامسة الذين التقوا قداسة البابا أمس، وذلك بشكل خاص لإصغاء الأب الأقدس إليهم وإجابته على أسئلتهم.
وواصل الأسقف المعاون مشيرا إلى مواضيع أخرى تم التطرق إليها مثل تكوين الشباب وتنشئة الكهنة والرحمة إزاء تلك الفئات من الأشخاص الذين يشعرون بكونهم بعيدين عن الكنيسة. تم التطرق أيضا إلى الاستعداد للاحتفال بيوبيل العام القادم ٢٠٢٥، وذكر المطران دانييلي ساليرا أن البابا فرنسيس قد أعرب عن سعادته أمام كيفية عيش أبرشية روما للسينودس ولمسيرة الاستعداد لليوبيل. وتجدر الإشارة إلى أن البابا، وفي إجابته على سؤال حول كيف يمكن أن نعيش بشكل جيد فترة الانتظار والاستعداد هذه، قد تحدث عن طريقين: الإبداع والشجاعة، وهو ما يعني بشكل عملي عيش مسيرات قرب من الجميع وعدم البقاء في الأطر القديمة التي تكبح الشهادة للإنجيل وإعلانه. هذا وتم التطرق من جهة أخرى إلى مشاركة النساء في تنشئة الكهنة حسبما ذكر الأسقف المعاون.
وتابع المطران دانييلي ساليرا حديثه إلى موقع فاتيكان نيوز مشيرا إلى ما بدا على قداسة البابا فرنسيس من تأثر بأجواء الصفاء والسكينة في هذه الرعية، وأيضا بما قدَّم الكهنة من شهادات وذلك بفرح بخدمتهم التي يقومون بها ببساطة وسط أشكال فقر تتطلب صبرا كبيرا. هذا وقد أعرب البابا فرنسيس عن ذلك عقب اللقاء لدى تحيته الصحفيين حيث أجاب أولا على سؤال حول أوضاعه الصحية مكررا رده “لا زلت حيا”، ثم وصف بالجميل جدا التعرف على خبرة هؤلاء الكهنة والذين، وحسبما ذكر قداسته، يعملون كثيرا وذلك دائما في الصفوف الأمامية.
هذا وقد توقف الأب الأقدس أكثر من مرة للحديث إلى المؤمنين والذين بلغ عددهم قرابة الخمسين، وكان أغلبهم من المسنين والأطفال الذين كانوا يخرجون من المدرسة، كما وكان هناك عدد من الراهبات اللواتي يعملن في الرعية، وقد توجه الجميع على الفور إلى الكنيسة بمجرد سماعهم خبر زيارة البابا فرنسيس. وخلال مغادرته الرعية توقف الأب الاقدس لتحية الكثير من الأشخاص وتحدث إليهم كما وبارك الأطفال.
وتجدر الإشارة إلى أن البابا فرنسيس هو ثاني حبر أعظم يزور كنيسة القديس هنري في هذا الحي في شمال روما، حيث كان قد سبق وزارها البابا يوحنا بولس الثاني سنة ٢٠٠٢ وترأس الاحتفال بالقداس الإلهي في أول أحد من زمن الصوم. وقال البابا القديس حينها لأبناء الرعية إنهم جماعة شابة تتألف في المقام الأول من عائلات تكونت للتو حيث هناك الكثير من الأطفال الذين يجعلون الجماعة فرِحة وحيوية.
وقد قال كاهن الرعية الأب ماسيميليانو ميمّا عقب زيارة البابا فرنسيس أنه من الجيد لمس تشجيع الأب الأقدس ومن الجميل الإصغاء إلى كلمات رجاء من أسقف أبرشيتنا، وأضاف: نحن نعرف البابا فرنسيس وأسلوبه، وهذا هو ما نحن في حاجة إليه.