البيان الختامي للدورة الربيعية للمجلس الدائم لمجلس أساقفة إيطاليا

اختُتمت يوم أمس الأربعاء أعمال الدورة الربيعية للمجلس الدائم التابع لمجلس أساقفة إيطاليا والتي التأمت في روما برئاسة الكاردينال ماتيو زوبي وتطرق الأساقفة الإيطاليون إلى مجموعة من القضايا الآنية من بينها الالتزام لصالح السلام، ومخاوف الشبان والتحديات الراهنة، فضلا عن المسيرة السينودسية.
على مدى ثلاثة أيام ناقش أعضاء اللجنة سبل العمل من أجل السلام في عالم مطبوع بالحروب والتوترات، وشددوا على ضرورة اتخاذ خطوات عملية ملموسة تصب في هذا الاتجاه، من أجل التوصل إلى سلام حقيقي. واعتبروا أنه من الأهمية بمكان أن يُربى الأشخاص على السلام وأن تُقدم للجميع مسارات بديلة لمنطق الهيمنة، مع تسليط الضوء على أهمية العمل من أجل بناء الأخوة وتعزيز الحوار، لاسيما الحوار المسكوني وما بين الأديان، وأيضا مع المجتمع والمؤسسات.
للمناسبة توقف رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال ماتيو زوبي عند المادة الحادية عشرة من الدستور الإيطالي التي تتحدث عن نبذ الحرب كوسيلة لحل الخلافات الدولية وترى فيها إساءة إلى حريات الشعوب الأخرى. وحثّ نيافته المؤمنين على المشاركة بسخاء في حملة جمع التبرعات من أجل الأرض المقدسة التي تُنظم سنوياً يوم الجمعة العظيمة، خصوصا وأن الحملة باتت اليوم ضرورية أكثر من أي وقت مضى.
في بيانهم الختامي شاء الأساقفة أن يتوقفوا عند ضرورة الحفاظ على التقاليد الكنسية مشيرين في هذا السياق إلى الدور الهام الذي يُسند إلى العرابين والعرابات خلال المعمودية، إذ إنهم مدعوون للإشراف على النمو المتكامل للشخص الذي ينال هذا السر الكنسي، وعليهم أن يساهموا في العملية التربوية بالتعاون مع الجماعة الكنسية.
فيما يتعلق بالمسيرة السينودسية لفت الأساقفة إلى أن الأبرشيات نظرت إلى البعد الإرسالي كنمط لتطبيق الإصلاحات الكنسية، لافتين إلى أننا وصلنا إلى المراحل النهائية لعملية التمييز الناتجة عن فترة الإصغاء. وتطرق البيان الختامي أيضا إلى بعض التحديات المطروحة اليوم مشيرا إلى أن مواجهتها تتطلب بعد النظر والشجاعة. ودعا الأساقفة إلى إرساء أسس التضامن والدعم، والسعي إلى تحقيق المساواة، ومن هذا المنطلق أُسندت إلى هيئة كاريتاس المحلية مهمة دراسة مشروع لمنح القروض الصغيرة لمناسبة سنة اليوبيل، والذي يسمح بمساعدة الأشخاص المحتاجين ومرافقتهم في الآن معا. وتطرق الأساقفة أيضا إلى موضوع العلاجات التخفيفية التي يحصل عليها أقل من نصف المرضى حالياً داعين إلى توفيرها للجميع، لأنها تحافظ على كرامة المريض وتعضده في مرضه وتدعم عائلته، وعاد الأساقفة ليعبروا عن موقف الكنيسة المعارض للموت الرحيم مسلطين الضوء على قدسية الحياة البشرية.
وذكر الأساقفة في الختام ببعض المواعيد الكنسية الهامة المرتقبة هذا العام من بينها الأسبوع الاجتماعي الخمسون للكاثوليك الإيطاليين والمزمع عقده في مدينة ترييستيه من الثالث وحتى السابع من يوليو تموز المقبل حول موضوع “في صلب الديمقراطية: المشاركة بين التاريخ والمستقبل”.
على هامش المؤتمر الصحفي الذي عُقد في ختام الدورة تحدث أمين سر مجلس أساقفة إيطاليا المطران جوزيبيه باتوري إلى الصحفيين عن مسألة أثارت السجال في إيطاليا ألا وهي قرار إحدى المدارس بمحافظة ميلانو بالإقفال لمناسبة انتهاء شهر رمضان وأول أيام عيد الفطر، وقال سيادته إن احترام الديانات أمر إيجابي، وهذا ما يميز النموذج الإيطالي لأن العلمانية في إيطاليا لا تهدف إلى تحجيم الديانات بل إلى تعزيزها. ومع أنه لفت إلى ضرورة أن يُتخذ القرار ضمن سياق إداري يحترم القوانين، قال إننا نحترم الحرية الدينية ونريدها للآخرين كما نريدها للمسيحيين في كل أنحاء العالم.
فاتيكان نيوز
21 مارس 2024