أصدرت “جمعيّة عدل ورحمة” كتيّبا بعنوان “بناء القدرات في مجال تقليل الأذى للمهنيين الصحيين العاملين في الصفوف الأمامية”. يحتوي الكتيّب أربعة أقسام: مقدمة عن برنامج العلاج بالبدائل للأفيون، الاستجابة وعلاج حالات التسمم بالنالوكسون والبدائل، مقدمة حول مرض نقص المناعة المكتسبة/فيروس الإيدز (HIV/AIDS) والحقائق، التمييز والوصمة.
قدّم للكتيب رئيس “جمعيّة عدل ورحمة” الأب الدكتور نجيب بعقليني واستُهلّ بكلمة لرئيس عام الرهبانيّة الأنطونيّة والرئيس الفخري للجمعيّة لأباتي جوزف بو رعد. توقف الأب نجيب بعقليني عند رسالة “جمعية عدل ورحمة” التي “تلتزم الدفاع عن حقوق الإنسان، وسعيها إلى نظام جديد يستند إلى العدالة والرحمة والمساواة والحياة الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، وإلى مواطنة عالمية تقوم على حب العائلة والاهتمام بالمجتمع والتعاون للتصدي للجوع والفقر وتغير المناخ وغيرها…”. شدّد على “الحاجة إلى مواطنين مسؤولين وقادة يروّجون لمجتمع يرتكز على الحوار وحقوق الإنسان والقانون الدولي، وإلى رسل سلام وقادة إنسانيين وروحيين ذوي رؤية نبوية مستمدة من حقوق الإنسان، توفر فرصة لبناء عالم أفضل تتحقق فيه العدالة بشفافية، والرحمة بأفضل صورة”.
في ختام كلمته، ركز الأب بعقليني على “الدور الحيوي للتوعية والتوجيه في إبعاد الأفراد، بخاصة الشباب، عن التأثيرات الضارة للمخدرات والآفات الاجتماعية”.
بو رعد
وأكد الاباتي بو رعد على أن “الرحمة تظهر في صبر الله وولائه لعهده رغم خيانات الإنسان”. وتحدث عن “أهمية الصبر والرحمة في الحياة الاجتماعية والتطلع إلى الأمل كجزء من الغفران”. وأشار الى أن “الرحمة هي جوهر اسم الله وتعتبر العدالة أحد جوانب الرحمة التي تشجع الإنسان على النمو والنضج”. توقف عند رسالة “جمعية عدل ورحمة” والجهود “الجبارة” التي تبذلها في “دعم حقوق الإنسان والتصدي للارتكابات ضد الإنسانية والتزامها محاربة الظلم والفقر وتغير المناخ”، مشددًا على “أهمية العدالة والرحمة في بناء مجتمع يقوم على مبادئ الديمقراطية والحرية”. وأثنى الأباتي بو رعد على “الجهود المستمرة للجمعية” وشجع على “تعزيز مفهوم المواطنة العالمية والتعاون في حل قضايا الجوع والفقر”.
ووجه تحية، في ختام كلمته، إلى رئيس الجمعية ورفع الدعاء “بالبركة والرضا الإلهي لكل الذين يسعون لتحقيق رسالتها”.
أما أقسام الكتاب فهي كالآتي: القسم الأول “مقدمة عن برنامج العلاج بالبدائل للأفيون” يتناول برنامج علاج الإدمان على الأفيون (OST) التابع لـ “جمعية عدل ورحمة” والخطوات التي نفذها منذ إطلاقه عام 2012 في مركز رومية كجزء من برنامج تقليل الأذى، واتساعه ليشمل عام 2014 مراكز في الرابية والشياح، من ثم إغلاق هذه المراكز في تشرين الثاني 2020، وحصر المرضى في مركز بيت الايواء في الرابية. كذلك يضيء هذا القسم على الهدف من البرنامج وهو تخفيف الأذى المرتبط بسوء استخدام المخدرات، بخاصة في ما يتعلق بمخاطر نقل العدوى عن طريق المشاركة في الإبر، وكيفية تقديم رعاية متعددة التخصصات من قبل فريق طبي يشمل طبيبًا نفسيًا متخصصًا في علاج الإدمان والاستبدال، وأخصائيّة نفسيّة، ومساعدة اجتماعية، وممرضين. أيضًا يتضمن هذا القسم مراحل البرنامج الذي يعمل بالتعاون مع وزارة الصحة العامة في لبنان، ومعايير التأهيل والاستبعاد للمرضى المحتاجين إلى العلاج البديل لتعويض الأفيون والذين يعانون من تحولات متكررة وصعوبات في الامتناع عن استهلاك المخدر، فضلًا عن الأدوية المستخدمة في البرنامج وهي البوبرينورفين والسوبوكسون. -القسم الثاني “الاستجابة وعلاج حالات التسمم بالنالوكسون والبدائل” يتناول العلاج البديل للأفيونات من خلال أدوية معتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، بعضها يعتمد على البوبرينورفين، الميثادون، والنالتريكسون. يتضمن هذا القسم الوقاية من تسمم الأفيون الذي يحدث عندما يتناول الشخص كمية من الدواء أو مزيجًا من الأدوية يتجاوز قدرة جسمه على تحمله، وكيفية استخدام النالوكسون (دواء معتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء FDA) كمضاد للأفيونات، ويعدّد أنواع الأفيونات وطريقة استخدام مركباتها لأغراض طبية كمسكن للألم ومهدئ ومنوّم. -القسم الثالث “مقدمة حول مرض نقص المناعة المكتسبة/فيروس الإيدز (HIV/AIDS) والحقائق” يتضمن إحصائيات عالمية حول فيروس الإيدز لعامي 2022-2023، فضلًا عن بيانات وبائية عالمية لفيروس الإيدز/الإيدز لعام 2022 (UNAIDS، 2023)، فئات الأشخاص الذين يعيشون مع فيروس الإيدز في عام 2022 (UNAIDS، 2023)، وإحصائيات وطنية حول فيروس الإيدز لعام 2023 (NAP، 2023). أيضًا يتضمن هذا القسم تعريفًا بفيروس الإيدز (HIV)، ومتلازمة نقص المناعة المكتسبة (SIDA)، العلاج المضاد للفيروسات القهقرية في لبنان، وأخيرًا الوقاية من فيروس الإيدز. -القسم الرابع في عنوان “التمييز والوصمة”، فيه تحديد نفسي للوصمة والتمييز، الأولى هي عملية اجتماعية تؤدي إلى رفض، تمييز، أو التعامل بشكل مختلف مع بعض الأفراد أو الفئات، والثانية هي معاملة الشخص بشكل غير عادل أو ضار بسبب سمات محددة مثل العرق، الجنس، الدين، الصحة العقلية، الإدمان، أو الإصابة بفيروس الإيدز. يعالج هذا القسم نقطتين مهمتين: الأولى الوصمة والتمييز في ما يتعلق بتعاطي المخدرات، والثانية تأثيرهما على الصحة والحياة والرفاه وعلى الصحة العقلية بشكل خاص.