في الواقع وفي السينما… لبنان وطن القداسة

جوزيفين حبشي
لبنان الملقّب «بقطعة سما»، وقبل وصوله بكثير الى الاوسكار مرتين، وصل الى الفاتيكان والى السماء مع قديسين وطوباويين أصبحوا هم هويته المجيدة. قديسو لبنان، باسمهم تبنى كنائس وتتحقق عجائب، وتنتج افلام. افلام كثيرة سلّطت الضوء على حياتهم ومسيرتهم الايمانية، بأسلوب فني يعكس بساطة عيشهم، وضخامة صداهم، وجمالية ارثهم الديني. أفلام سينمائية وتلفزيونية ووثائقية كثيرة قُدِّمت عن قديسينا، من مار شربل، ورفقا ومورين وغيرهم، وصولاً اليوم الى الطوباوي الأخ اسطفان نعمة من خلال فيلم «الرب يراني» الذي تنطلق عروضه في الصالات اللبنانية ابتداء من 29 شباط. الفيلم ليس مناسباً لفترة الصوم فقط، بل لكافة الأوقات لأنه شعاع نور على حياتنا الروحية، إضافة لإضاءته على محطات تاريخية واجتماعية مرّت على لبنان، مثل المجاعة خلال الحرب العالمية الأولى، ودور الرهبنة بمساندة الشعب خلال تلك المحنة الصعبة.
تُرافق الفيلم صورٌ ساحرةٌ من لبنان الذي سيبقى «قطعة سما» بفضل قديسيه، ومن اديرته وطبيعته وقراه (مثل لحفد مسقط رأس الطوباوي). صور تتناغم مع موسيقى تصويرية رائعة من توقيع الفنان نادر خوري والمؤلف الموسيقي فادي أبي هاشم.
الفيلم من اخراج طوني نعمة ومن كتابة منير معاصري الذي استند واستلهم سيرة الطوباوبي من كتب عديدة، منها كتاب «في أثر الأخ اسطفان نعمة» للأب الدكتور إيلي قزي. الفيلم من انتاج شركة VMP لجان حداد، وتوزيع هيام صليبي ‏(HES films). ويضم مجموعة كبيرة من الممثلين مثل جوزف ساسين وميشال حوراني وميراي بانوسيان وسعد حمدان ورالف معتوق، إضافة الى إطلالات خاصة لممثلين كبار مثل رندة كعدي وفؤاد شرف الدين وبرناديت حديب وجان قسيس وبول سليمان وعصام الاشقر وغيرهم. الفيلم ابتداءً من اليوم في كافة الصالات اللبنانية، فكونوا كثراً لمشاهدته، لأن الافادة الكبيرة لا تقتصر على الاستمتاع الفني والروحي فقط، بل على تقديم المساعدة لجمعية «منسيين» التي يعود ريع الفيلم لدعمها.