احتفلت أبرشية طرابلس المارونية، اليوم، بعيد مارمارون، فأقيم للمناسبة قداس احتفالي في كنيسة مار مارون في طرابلس، ترأسه السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا ورئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، بمشاركة رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، النائب العام للابرشية الخوراسقف انطوان مخائيل، وخادم الرعية الخوراسقف نبيه معوض، وعاونهم لفيف من الكهنة، وخدمت القداس جوقة LUMINARI.
حضر القداس وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار ممثلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والنواب: اللواء اشرف ريفي، ميشال معوض، ايلي خوري، جميل عبود، ميشال الدويهي وحيدر ناصر، وفد من حزب “القوات اللبنانية” ممثلا رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، ضم النائبين : فادي كرم وغياث يزبك، النائب جيمي جبور ممثلا رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، رئيس اقليم الكتائب في طرابلس والمنية والضنية عزيز ذوق ممثلا رئيس الحزب النائب سامي جميل، جان خوري ممثلا النائب اديب عبد المسيح، كميل قصير ممثلا النائب فيصل كرامي، سمير سلوم ممثلا النائب فراس سلوم، الوزير السابق روني عريجي ممثلا رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية والنائب طوني فرنجية، العميد كابي كتور ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، المقدم هادي الحريري ممثلا المدير العام للامن العام اللواء الياس البيسري، الشيخ محمد عبد الكريم ممثلا رئيس المجلس الاسلامي العلوي علي قدور ، مسؤول التواصل مع المرجعيات الروحية في حزب “القوات اللبنانية” الدكتور انطوان مراد، قائد اللواء الثاني عشر العميد الركن فادي بو حيدر، النواب السابقون: مصباح الاحدب، اسطفان الدويهي رامي فنج، احمد الصفدي ممثلا النائب السابق احمد الصفدي، قاضي التحقيق الاول في الشمال سمرندا نصار، القاضي احمد الحاج، مدير المراسم في القصر الجمهوري نبيل شديد، نقيب المهندسين في الشمال بهاء حرب، نقيب المحامين في الشمال سامي الحسن، نقيبة المحامين سابقا ماري تراز القوال، النقيب راحيل الدويهي، رئيس مكتب تيار المردة في طرابلس رفلي دياب، رئيس “جمعية بيروت للتنمية” وجمعية “امكان” احمد هاشمية، منسقة المكتب التربوي في تيار المردة دكتور بوليت ايوب، كارول دحدح منسقة الانتشار في تيار المردة، منسق منطقة طرابلس في “القوات” فادي محفوض، وفد من هيئة قضاء طرابلس في “التيار الوطني الحر” ضم كلا من: جورج دعبول، داني سابا، طوني فياض، نسرين عطالله، محمد الابيض ومحمد موصلي، رئيس مؤسسة “شاعر الفيحاء” الدكتور سابا زريق، رئيس “تجمع رجال الاعمال اللبنانيين – الفرنسيين” انطوان منسى، رئيس “الرابطة الثقافية” في طرابلس رامز الفري، مدير مستشفى “الهيكيلة” ريتشارد هيكل وحشد كبير من الفاعليات السياسة والدينية والبلدية والاجتماعية والثقافية والاجتماعية ومؤمنون.
بعد الانجيل المقدس، توجه سويف الى المؤمنين سائلا الله ان “يمن عليهم جميعا بشفاعة القديس مارون بالسلام والأمان وراحة البال والاسقرار”، وقال: ايها الإخوة والأخوات الأحباء في هذا العيد نردد يا رب … زدنا إيماناً” (لوقا (۱۷ (۵) ، وهو شعار أبرشية طرابلس المارونية لهذه السنة، فنسير معاً رافعين الصلاة حتى نزداد ثباتاً في شهادة الإيمان ونحن في لبنان لا سيما الجنوب وفي غزة وبلدان الشرق الأوسط ما زلنا نتألم من جراء الحروب والدمار والموت. لذلك، نحن نواصل صلاتنا قائلين: زدنا إيماناً يا رب وحقق الأمن والسلام. من طرابلس نحيي غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي متحدين معه بالصلاة لأجل خلاص لبنان، هذا الوطن الذي بناه الموارنة مع جميع العائلات اللبنانية وسيبقى بإذن الله وطناً يفتخر به أبناؤه. وعبر أخينا سيادة السفير البابوي المطران باولو بورجا الذي يسعدنا أن نستقبله معًا في طرابلس، نوجه أيضاً الى قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس تحية محبة وشكر على صلاته الدائمة لأجل لبنان وعلى عمل الكرسي الرسولي الدؤوب لإنقاذ وطننا الحبيب الذي في نظر الفاتيكان لم يزل نموذج اللقاء والحوار ووطن الإيمان والإنسان. وما حدث وضع أيقونة – موزاييك مار شربل في بازيليك القديس بطرس في روما، إلا علامة لرسالة لبنان القداسة والقديسين”.
اضاف:” القديس مارون علامة إيمان ساطعة، فمن قفره يجثو على ركبتيه ليعبد الله بالروح والحق (يوحنا ٤: ٢٣-٢٤) وعيناه شاخصتان الى السماء يتضرّع لأجل إنسان يقبع في الوثنية حتى يلاقي المسيح المخلص والفادي الذي حرّر الجنس البشري من قيود الخطيئة والعبودية. هذا التكرس الذي عاشه مارون رجل الله ورجل الصلاة، تحقق بكاهن رفع ذبيحة الإفخارستيا لأجل حياة العالم، وبفكر تأمل في كلمة الحياة التي تروي قلب كل عطشان الى البر والحق، وبقلب محب أمين يلاقي الناس في آلامهم الجسدية والنفسية والروحية ويرافقهم ليحقق الرب فيهم نعمة الشفاء فالحرية. إنها ثوابت تعبر عن إيمان بعيد عن التسطح، متجذر في الحب، أصبح قاعدة لشعب سُمّي لاحقاً “بيت مارون” لا تستمر رسالته إذا ابتعد عن هذه الثوابت الإيمانية. نشكر الله في هذا اليوم لأن المسيرة تتواصل من مار مارون الى مار يوحنا مارون فمار شربل، الى كل إنسان يعي أن المارونية هي اختبار متجذر في كنيسة المسيح الأنطاكية السريانية التي أظهرت للبشرية محبة الله المتجسدة، وهي مدعوة اليوم أمام الإنسان المعاصر أن تشهد للكلمة وتعمل للوحدة وتنهج الإنفتاح لبناء السلام وتنحني لخدمة الكرامة الإنسانية ضمانة للحب وصوناً للحرية. هذه هي معالم الهوية التي ساهم الموارنة مع إخوانهم من العائلات الروحية الأخرى في نشرها وتثبيتها حتى أصبحت هوية شعب وأمة ووطن هو لبنان”.
وتابع: “نحن نشهد للإيمان الذي نعلنه حول المائدة المقدسة، ومنها ننطلق لتلاقي الإنسان حول مائدة الحياة اليومية فنتضامن مع الأكثر حاجة والملقى على قارعة الطريق، فنبادر ونهتم، ونعتني ونترافق ونصغي ويقود الواحد الآخر الى مراعي الحياة الخصبة. فحول المائدة الإنسانية نحن إخوة في تنوّعنا ، تجمعنا قواسم روحية أساسية وتوحدنا إنسانية تعبر عن غنى الخالق وعن التعددية التي يجب علينا أن نتمسك بها في لبنان. فالآخر المختلف ليس تهديداً لنا بل هو طريق للقاء الله ولقاء كل أفراد العائلة اللبنانية مع بعضها البعض بتشارك وتساو وبتفاعل وتكامل حتى يتجدد جسم هذا الوطن المنهك ويدخل في العالم الحديث وفق حوكمة مبنية على القيم الروحية والأخلاق وعلى الشفافية والإدارة السليمة للخير العام”.
واردف:” أيها الأحباء، لقد سبقنا بعض الأصدقاء الذين كانوا يتطلعون إلى لبنان الثقافة والحرية والعلم والتطور وحسناً فعلوا. فتعالوا نأخذ القرار الجريء لبناء لبنان العيش الواحد، لبنان الإنسان، لبنان الأخلاق، لبنان الحوار والسلام وثقافة الحرية. هذا هو معنى طرابلس عاصمة الثقافة العربية. إنه نداء الأصدقاء لنا كي نجدد ذواتنا ونستعيد دورنا المنتظر . فنحن لسنا تباع منهج الحرب والموت، نحن رواد ومبشرون بثقافة السلام والحياة”.
وختم: “نجدد إيماننا بالرب كي يلهم جميع المسؤولين والقيمين ونواب الأمة لتحمل مسؤولياتهم الدستورية والديمقراطية ويُسرعوا بانتخاب رئيس للجمهورية. فهذا الشغور يزيد الدولة تفككاً وانهياراً، مما يسهم في هجرة الشباب اللبناني وهي الخسارة الأكبر. كما وأن عدم استقامة المؤسسات الرسمية يعمق فقدان الثقة بلبنان فيخسر المواطنون إمكانية العيش اللائق والكريم. فإن لم يبن الرب البيت فباطلا يتعب البناؤون” (مزمور ۱۲۷ (۲۱). فلا للارتهان الى الخارج بل الإنتماء النهائي إلى لبنان وفقط لبنان، لبنان الميثاق والعيش المشترك، هذا الاختبار الفريد من نوعه الذي يحترم مشاركة كل المكونات، فلا يستقوين واحد على آخر، وإذا حدث ذلك، فيُعتبر فورة زائلة ومضيعة للفرص وهدراً للطاقات. تعالوا نأخذ العبر من إختبارات الماضي، فنشبك الأيدي لتنقذ الوطن لئلا تصبح الأرض ملاذاً للآخرين الذين يترقبون هذه الساعة. زدنا يا رب صلابة وتكاتفاً، زدنا وعياً فنكثف الصلاة والعمل لنخرج من النفق المظلم نحو قيامة جديدة بشفاعة العذراء مريم ومار مارون وجمع الشهداء والقديسين”.
بعد القداس، تقبل بورجيا وسويف وضاهر والاباء التهاني بالعيد في قاعة الكنيسة من المشاركين في القداس.