جمعيّة “عدل ورحمة” تستذكر الاب عبد الساتر في أربعينه: كان محبا وسموحا وحياته مقدسة

أقيم قداس في دير مار الياس الكنَيسة، لمناسبة ذكرى مرور أربعين يومًا على رحيل الأب جوزف عبد الساتر (الرئيس الأسبق لدير مار الياس الكنيسة وعضو في الهيئة العامة لـ جمعيّة “عدل ورحمة”، بدعوة من رئيس الدير ورئيس الجمعية الأب نجيب بعقليني، ترأسه النائب العام للرهبانيّة الأنطونية الاب بطرس عازار وعاونه الأب بعقليني وأمين صندوق الجمعية الأب أنطوان صعب، وشارك فيه كهنة ورهبان وأهل الفقيد وأصدقاء وتلاميذ ومحبو الأب عبد الساتر.
بداية القت السيدة جورجيت الفرن كلمة جاء فيها:
“رحلَ … ذكراهُ، اليوم، قصيدةٌ حزينةٌ، تُسجّل بِأسطُرِها مرورَ الزمن. يا له من رجلٍ جسّد في شخصيّته جِسرًا للحُبّ… رحل وتركنا نبكي غياب الطيبة والنجاح”.
اضافت: “الأب جوزف عبد الساتر، بصمة في حياتنا لا تمحوها الأيام. صحيح أن فقدان الأب تجربة مؤلمة، فكيف إذا كان الأب جوزف، الكاهن والمرشد الروحي بمعنى الكلمة. لم يكن على لسانه إلا: “لا تحزن منه،لا يقصد، فقط صلِّ له…في لحظة رحيله اختلطت السماء بالألوان الداكنة والصوت الهادئ. أجل، فراقه ترك فراغًا كبيرًا، لكن ستبقى لنا ذكراه، التي نقشت على صفحات الإنسانيّة الحقّة، مصدر قوّة لإكمال المسيرة بثقة وإيمان. علّمنا أن الحياة الماضية فانية، والحياة الجديدة تبدأ بقبول مرضنا وآلامنا بصبر ومحبّة. الأب جوزف حاضرٌ بفكره وتعاليمه في عقولنا، وساكنٌ بروحه الجميلة في قلوبنا… لذا لا ولن يغيب عنا.”.
الأب عازار
وفي موعظته التي ألقاها بعد الإنجيل المقدس، شكر الأب عازار “رئيس الدير الأب بعقليني الذي لم يترك مناسبة عودة الأب عبد الساتر إلى بيت الآب تمرّ من دون أن يكون لهذا الدير موقف صلاة من أجل راحة نفسه، أولا لأنه كان رئيس هذا الدير، وثانيًا لأنه كان في الجمعية التي يشرف عليها الأب نجيب ويرأسها وهي تهتم بإخوة يسوع الصغار في السجون والمرتهنين للمخدِّرات، وتنقل إليهم كلمة الرَبّ وتعزز فيهم الأخوّة الإنسانية التي نحتفل بيومها العالمي اليوم”.
اضاف: “نحن مدعوون إلى الالتفات إلى بعضنا البعض، الفقير ليس فقير المال، الفقير من يحتاج إلى عاطفة، إلى إصغاء، إلى محبة إلى تشجيع. نحن مسؤولون عن بعضنا البعض وندعم بعضنا ونحب بعضنا البعض، هذا بالتحديد شعار جمعية “عدل ورحمة” أن ترحم وتجعل الخطأة يتوبون وتناصر المظلومين. إنه عمل مبارك ومقدس”.
تابع: “لم يقتصر عمل الأب جوزف على الرهبانية الأنطونية في هذا الدير أو ذاك، في بعبدا أو الكنَيسة، أو مار روكز أو مار شعيا أو فتقا… إنما فتح قلبه للجميع كما يقول النبي أشعيا: “ها أنا ذا فأرسلني”. سافر إلى العراق ليكون في خدمة الرهبان الأنطونيين هناك وبقي فترة طويلة لتصويب أمورهم ووضع الوحدة بينهم، وكان مكرّمًا ومحترمًا من الجميع، وكان مرشدًا لعدد كبير من الرهبانيات النسائية والرجالية، بالإضافة إلى عمله في المحكمة الروحية وجهوده في قلب الرهبانية الأنطونية”.
وأكد أن الأب عبد الساتر “لم يكن هذا العبد البطال، بل كان هذا الإنسان صاحب البسمة الجميلة، الحاضر لفعل المحبة وللخدمة، خدمة كل إنسان. عاش مرضه بإيمان ثابت، ورغم آلامه ومعاناته لم تفارقه الابتسامة والصلاة وفعل المحبة للإخوة وللمحيطين به من أصدقاء ومعارف”.
ختم: “ستبقى ذكراه في قلوبنا لأن ذكر الصالح يدوم إلى الأبد، وكما يقول لنا سفر الرؤيا: طوبى للذين يموتون في الرَبّ فإن أعمالهم تتبعهم”. مع أشقائه و”جمعيّة عدل ورحمة” نرفع صلاة شكر للرب لأننا تعرفنا على الأب جوزف، وشكر لأبونا نجيب الذي دعانا لنعيش هذا اللقاء، لقاء الصلاة، لقاء الاعتبار من قيم أبونا جوزف، لنمشي على طريق الملكوت كما مشى الأب جوزف بفرح وسلام ورجاء وخدمة ومحبة”.
بعقليني
في الختام القداس توقف الأب نجيب بعقليني عند بعض المحطات التي جمعته مع الأب جوزف عبد الساتر منذ أن كانا سويًّا على مقاعد الدراسة ومن ثم تحملهما المسؤولية سويًا في المعهد الأنطوني-بعبدا- الحدث ومشاركتهما سويًا العيش في دير مار الياس الكنَيسة على مدى ثلاث سنوات.
أضاف: “كنت على تواصل دائم معه ، وكنا نلتقي على القيم الإنسانية قبل القيم الرهبانية والكنسية واللاهوتية… كان محبًّا وسموحًا ويتحلى بكل الصفات الحميدة، كانت حياته هنية ومقدسة”.
وأضاف: “عرف الأب جوزف كيف يخلّص نفسه، كذلك ساهم في ارشاد ومساعدة الكثيرين نحو الخلاص”.
وختم: “رافقنا الأب عبد الساتر في جمعيّة “عدل ورحمة” وكان يهتم بنشاطاتنا، وقد عرف قيمة الجمعية فكان مدماكًا وداعمًا لها، تمامًا مثل الأب بطرس عازار الذي يرافقنا ويدعمنا في الجمعية التي ولدت من رحم الرهبانية الأنطونية”.
في نهاية القداس، أقيمت صلاة وضع البخور لراحة نفس الأب عبد الساتر.