غابت شجرة الميلاد الضخمة والاحتفالات والفرح الأحد في مدينة بيت لحم الفلسطينية.
ولا يرغب المسيحيون الفلسطينيون بالاحتفال بينما ألغت بلدية بيت لحم مظاهر الاحتفالات بالعيد بسبب قطاع غزة. وتقول نيكول نجار (18 عامًا) في ساحة المهد التي بدت فارغة إلى حد كبير “كثيرون يموتون من أجل هذه الأرض. من الصعب جدًا الاحتفال بشيء ما بينما يموت شعبنا”.
قبالة كنيسة المهد حيث ولد الطفل يسوع، استبدلت المغارة والشجرة الضخمتان بعمل فني يذكّر بالكارثة في قطاع غزة المحاصر: مغارة “الميلاد تحت الأنقاض” مع تمثالين رماديين لمريم ويوسف وسط ركام خلف أسلاك شائكة. على جدار بناء قريب، لافتة كتب عليها “أوقفوا الإبادة الجماعية. أوقفوا التهجير القسري. ارفعوا الحصار”، وأخرى كتب عليها “أجراس الميلاد في بيت لحم تدعو لوقف إطلاق النار في غزة”.
في قطاع غزة حيث نزح 1,9 مليون شخص، لجأ المسيحيون الذين يقدر عدد الباقين منهم بقرابة الألف، إلى كنائس لم تسلم من القتال. ففي 16 كانون الأول، قتلت امرأة وابنتها في كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة برصاص إسرائيلي. وندّد البابا فرنسيس بأن “مدنيين من دون حماية يستهدفون بقصف وإطلاق نار”.
وتقول ميرفت مرة (50 عامًا)، وهي مصممة أزياء من بيت لحم، لوكالة الأنباء الفرنسيّة فرانس برس، “هذا العام مختلف عن كل السنين. هناك حزن وأسى ودمار”. وتضيف “لا يوجد عيد ميلاد. عيد الميلاد داخل القلب وليس بالشجرة ولا غيره”.
صباحًا، رفع علم فلسطيني ضخم في ساحة المهد حمله فلسطينيون من مختلف الأعمار والديانات.
في محيط الكنيسة، قامت عائلة جقمان بفتح متجرها للتحف دون أي أمل في تحقيق مبيعات. ويقول أمير جقمان (29 عامًا) “لن يأتي أحد. فتحنا لأنه يجب علينا ذلك. إنه عيد الميلاد”. ويتابع “مرّ علينا عامان سيئان خلال كوفيد ولكن لا شيء مقارنة بهذا” الوضع.
ويقول القس متري الراهب، راعي كنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية، “لسنا مستعدين للاحتفال بينما يعاني شعبنا في غزة إبادة جماعية. هنا في الضفة الغربية، نحزن على العديد من الشبان الذين يقتلهم الإسرائيليون وغيرهم من المعتقلين يوميًا”.
ويتابع الراهب حديثه لوكالة فرانس برس “كل ما نريده في عيد الميلاد الآن هو وقف لإطلاق النار، وقف إطلاق نار مستدام لوقف هذه الفظائع”. ويتابع “بيت لحم أعطت يسوع للعالم، وقد حان الوقت ليمنح العالم بيت لحم وغزة السلام”.