المطران عبد الساتر : كم من هيرودس حولنا؟

احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر بتساعيّة الميلاد في كنيسة السيّدة- بدادون، بمشاركة خادم الرعيّة الخوري جورج فارس، وبحضور النائب سيزار أبي خليل وأبناء الرعيّة.
وفي عظته، انطلق صاحب السيادة من موضوع التأمّل الذي وضعه مكتب الشؤون اللاهوتيّة في الأبرشيّة لليوم الثامن من التساعيّة وهو بعنوان “الهروب إلى مصر” (متّى ٢: ١٣ – ١٥)، ليقول:
– هرب يسوع طفلًا إلى مصر بسبب فجع هيرودس إلى السلطة والمال. أمر بقتل أطفال أبرياء وهو يتأمّل أن يقتل يسوع معهم فقط من أجل الحفاظ على عرشه لذاته.
– الأطفال الأبرياء الضعفاء صاروا خطرًا على سلطته فقرّر القضاء عليهم غير عابئ بالألم الذي سيسبّبه لأهلهم ولمحبّيهم ولله الذي خلقهم. القوي الفاسد في هذا العالم لا يعبأ بالصغير والضعيف في هذا العالم.
– حين نسمع هذه القصّة ونتصوَّر المشهد، تشمئز نفوسنا ويملؤها الغضب ونبدأ بإطلاق النعوت على هيرودس ونستمطر اللعنات عليه.
– ولكن، كم من هيرودس حولنا؟ وكم من مرّة كنّا نحن هيرودس؟ كم من أخ قضى على أخيه من أجل حفنة تراب؟ وكم من أخت كرهت أختها وأبعدتها عنها فصارت كالميتة بالنسبة إليها فقط لأنّها لم تتمّم لها إرادتها في مسألة ما؟
– ومن ناحية أخرى، كم من مرّة ساهمنا في تقوية أمثال هيرودس حين صمتنا عن ظلم أو تسلّط أو استقواء.
– إخوتي وأخواتي، فلنطلب من الربّ يسوع في هذا المساء أن يقوّي فينا محبّة الآخر وخصوصًا الصغير والضعيف، وأن يعطينا الجرأة لنقف بوجه أي هيرودس نلتقيه حتى لا يهرب يسوع من بيننا ومن بلدنا. آمين.