رئيس أساقفة كييف للروم الكاثوليك يلتقي وفداً من المؤسسة الحبرية “مساعدة الكنيسة المتألمة” في ليوبولي

استقبل رئيس أساقفة كييف للروم الكاثوليك بأوكرانيا المطران سفياتوسلاف شيفشوك وفداً من المؤسسة الحبرية “مساعدة الكنيسة المتألمة” خلال زيارة قام بها إلى ليوبولي، وحدثهم عن الأوضاع الراهنة في البلاد معرباً عن خشيته من أن ينسى العالم الحرب الدائرة في أوكرانيا، في وقت يستعد فيه السكان إلى مواجهة شتاء ثانٍ بدون تيار كهربائي ووسائل التدفئة، وأكد أن الحقد هو ردة فعل طبيعية حيال العدوان الذي تتعرض له البلاد، لكنه لفت إلى أن الاستسلام لهذا الحقد يعني أنه سينتصر في نهاية المطاف.
قال رئيس الأساقفة شيفشوك إن السكان الأوكرانيين تعبوا كثيراً من الحرب، فالناس باتوا منهكين، لأنهم لا يجدون أي مؤشرات تُنبئ بانتهاء الصراع في المستقبل القريب وأضاف أن السكان يعانون من صدمة كبيرة بسبب الحرب وهم لا يعرفون كيف ينبغي أن يتعاملوا مع الوضع الذي يعيشونه، مؤكدا أن مستقبل البلاد مرتبط بحالتهم هذه.
تابع رئيس أساقفة كييف مشيرا إلى أن ثمانين بالمائة من الأوكرانيين تقريباً يعانون من الحرب، فهناك أشخاص تعرضوا لإصابات جسدية، لكن الجميع أصيبوا نفسياً ومعنوياً، ولفت في هذا السياق إلى الصدمة السيكولوجية التي لمسها لمس اليد، مضيفا أنه في كل مرة يقوم بها بجولة على بعض المناطق لا يستطيع أن ينام لبضعة أيام، كما أنه بات معتاداً على دوي الأسلحة. ورأى سيادته أن الحرب التي تعيشها أوكرانيا لم تعد حرباً مفتوحة وليست عبارة عن هجوم مباشر، إذ تحولت اليوم إلى حرب استنزاف. وتساءل الأسقف الأوكراني كيف يستطيع السكان تفادي الانهيار بسبب التعب، مجيباً أن المحبة الأصيلة وحدها لا تتعب أبداً من النضال وأن القيم الأصيلة تساعد الأشخاص على تخطي اليأس.
في هذا السياق شدد رئيس الأساقفة شيفشوك على الأهمية التي تكتسبها كلمات الأمل والرجاء التي هي أساسية في وطن يعاني من أهوال الحرب. وتحدث عن وجود خطوط تماس تعتمد على خبرة الحرب التي يعيشها كل مواطن. وقال إن ثمة انقساماً اليوم بين من تركوا البلاد ومن قرروا البقاء فيها، بين الأزواج الذين يقاتلون على الجبهات وزوجاتهم اللواتي أجبرن على إخلاء المدن والبلدات، وبين من اختبروا الحب في الشرق ومن اختبروها في الغرب. من هذا المنطلق اعتبر سيادته أنه لا بد من أن تتكاتف جهود جميع الأوكرانيين كي يتم تخطي الاختلافات ويُبنى مجتمع جديد يرتكز إلى الاحترام والتسامح وذكّر بأن مشاعر الحقد تجاه الآخرين هي نوع من الأسلحة السيكولوجية التي تُستخدم في الحروب. ومن السهل أن نبحث عن كبش محرقة نحمّله مسؤولية كل شيء.
بعدها أطلق رئيس أساقفة كييف للروم الكاثوليك نداء من أجل المصالحة والمغفرة كركن أساسي من عملية تخطي الصدمات، وقال: مع أن المغفرة ستكون صعبة ينبغي ألا نترك الحقد يسيطر على قلوب الأشخاص مضيفا في الختام أنه عندما يوجه الحقد والخوف قراراتنا نصبح عبيداً لهما.
في أعقاب زيارته لمدينة ليوبولي ولقائه برئيس أساقفة كييف للروم الكاثوليك أصدر وفد المؤسسة الحبرية “مساعدة الكنيسة المتألمة” بياناً جاء فيه أن سيادته عبر عن مخاوفه حيال مسألتين رئيستين: أولا قدوم فصل الشتاء، للسنة الثانية على التوالي منذ اندلاع الحرب، والناس يفتقرون إلى التيار الكهربائي نتيجة الأضرار التي تعرضت لها محطات التوليد وشبكات التوزيع، وتشير التوقعات إلى أن خمسة وسبعين بالمائة من المواطنين سيعتمدون هذا الشتاء على مولدات الكهرباء لتأمين وسائل التدفئة. أما المسألة الثانية التي عبر عن خشيته منها هي أن ينسى العالم الحرب الدائرة في بلاده، ما سيؤدي إلى تراجع حجم المساعدات الإنسانية، ليصبح السكان في وضع من الحاجة القصوى.