البابا فرنسيس يستقبل وفد القوات الجوية الإيطالية في الذكرى المئوية لتأسيسها

تاريخ وعمل القوات الجوية من منظور التطور العلمي والخدمة والإنسانية. هذا ما تمحورت حوله كلمة البابا فرنسيس إلى أعضاء وفد القوات الجوية الإيطالية الذين استقبلهم اليوم لمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسها.
استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم السبت في الفاتيكان وفد القوات الجوية الإيطالية لمناسبة الذكرة المئوية لتأسيسها. ورحب الأب الأقدس في بداية كلمته بعناصر سلاح الطيران والمرشدين المرافقين لهم مشيرا إلى ما مرت به هذه القوات من تاريخ، حيث شاركت بمبادرات عديدة في تاريخ أمتهم في تداخل أيضا مع أمور أوروبا والعالم. وتابع قداسة البابا إن هذا التاريخ يمكن قراءته من أكثر من منظور، وتحدث أولا عن منظور التطور العلمي والذي بدَّل خلال هذه السنوات المئة حياة البشرية، فأشار إلى التأثير الخاص لهذا التطور على الطيران من خلال تقدم كبير في الوسائل والأساليب، تطور مكَّن الطيارين، وبدءً من طائرات بسيطة وصولا إلى أنظمة هندسة طيران دقيقة، من القيام بمهام صعبة وصولا حتى إلى الفضاء. إلا أن هذا التطور وكما يحدث دائما قد أدى أيضا إلى مشاكل ومخاطر، قال الأب الأقدس، وشدد في هذا السياق على أن البحث والتجديد والتقنيات الحديثة لا يجوز أبدا أن تكون خاضعة لمصالح سلطة أو أن تُستخدم بشكل يلحق الضرر، بل يجب دائما توجيهها لصالح الخير المتكامل للإنسان وتنمية جميع الشعوب وعدالة أكبر. وقال قداسته لأعضاء الوفد إن عملهم على هذه الدرب يكون دائما خدمة ثمينة للسلام.
المنظور الثاني لقراءة تاريخ القوات الجوية الذي توقف عنده البابا فرنسيس في كلمته هو الخدمة. وقال قداسته إن وجود قوات عسكرية كان في البداية ضروريا بسبب زمن الحرب المأساوي، أما اليوم فإن رجال ونساء القوات الجوية ومثل غيرهم من عناصر القوات المسلحة يعملون في أطر أخرى كثيرة. وأشار الأب الأقدس على سبيل المثال إلى ضمان سلامة الطيران والإغاثة، وأيضا إلى التعاون مع هيئات دولية في مهمات إنسانية أو لدعم السلام، هذا إلى جانب التدخل في حالات الكوارث الطبيعية الخطيرة، وذلك أيضا في بلدان أقل عدادا ولشعوب تعيش في أوضاع أصعب. وأراد البابا التذكير هنا بدور القوات الجوية الإيطالية خلال جائحة كوفيد ١٩ حيث ساهمت في الحفاظ على قدرة المستشفيات على العمل ودعمت حملة التلقيح وضمنت نقل المرضى جوا. وقال الأب الأقدس لأعضاء الوفد إن هذا نشاط يشرفهم ويعكس مدى خدمتهم للأمة، خدمة تتوسع لتشمل العائلة البشرية الكبيرة.
ثم انتقل البابا فرنسيس إلى الحديث عن منظور ثالث ألا وهو الإنساني. وقال قداسته لضيوفه من سلاح الطيران الإيطالي إنهم يدافعون عن الأشخاص ويستقبلونهم ويغيثونهم ويخدمونهم وذلك أيضا بدعم من الخدمة التي يقدمها المرشدون. وتابع الأب الأقدس مشيرا من جهة أخرى إلى النشاط التكويني للقوات الجوية التي توفر من خلاله الكفاءات المتخصصة التي يتم نقلها من خلال مدارس سلاح الطيران، وأيضا الإرث الثقافي وإرث القيم الذي يمَكن عناصر هذه القوات من الحفاظ على هويتهم كخدام للدولة وللمواطنين. وأراد البابا الإشارة هنا إلى ما يميز ضيوفه ما بين رجال ونساء من شغف كبير والتزام، شجاعة وعزم، ومن استعداد لبذل الجهد بل وحتى الحياة في بعض الأحيان مذكرا بمقتل ١٣ عشر من العسكريين الإيطاليين في الكونغو خلال مشاركتهم في نقل مساعدات إنسانية بإشراف من الأمم المتحدة. وواصل قداسة البابا مشيرا إلى أن حماية هذا الثراء الإنساني يُمثل في زمننا الذي تتألم فيه البشرية جراء نزاعات رهيبة الضمان الأفضل لكون التزامكم، قال الأب الأقدس لضيوفه، يهدف إلى حماية الحياة والعدالة والسلام.
وفي ختام كلمته إلى أعضاء وفد القوات الجوية الإيطالية لمناسبة الذكرى المائوية لتأسيسها، والذين استقبلهم اليوم السبت، أوكل ابابا فرنسيس ضيوفه وعائلاتهم وخدمتهم إلى شفيعة الطيارين والمسافرين جوا عذراء لوريتو التي يُحتفل بعيدها غدا. ثم بارك الأب الأقدس الجميع سائلا إياهم الصلاة من أجله.