قتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب العشرات بجروح جراء تفجير استهدف قداسًا للكاثوليك، الأحد 3 كانون الأول 2023، في جنوب الفليبين حيث تنشط جماعات مسلحة، في هجوم اتهم الرئيس فرديناند ماركوس “إرهابيين أجانب” بالضلوع فيه.
ووقع الانفجار خلال قداس في القاعة الرياضية لجامعة ولاية مينداناو بمدينة مراوي، أكبر المدن ذات الغالبية المسلمة في الفيليبين، وفق قائد الشرطة الإقليمية ألان نوبليزا. وأعلن قائد في الشرطة أن التفجير أدى الى مقتل أربعة أشخاص وإصابة نحو 50 آخرين، مشيرًا الى أنه نتج عن عبوة ناسفة.
ودان الرئيس فرديناد ماركوس “بأشد العبارات الممكنة، الأعمال الخرقاء والشنيعة التي ارتكبها إرهابيون أجانب ضد جامعة ولاية مينداناو ومجتمعات مراوي في وقت مبكر الأحد”. وأظهرت صور نشرتها حكومة مقاطعة لاناو ديل سور الحامن مامينتال أديونغ وهو يعود “الضحايا المصابين في التفجير” في مستشفى. وقال أديونغ للصحافيين إن “أكثر من 40 شخصًا” يتلقون العلاج.
وبحسب الصور، ألحق الانفجار أضرارًا بمكان إقامة القداس، حيث ظهرت كراسٍ بلاستيكية مبعثرة على الأرض.
وقال الطالب في الجامعة كريس جورادو (21 عامًا) لوكالة فرانس برس من المستشفى حيث كان يتلقى العلاج، إن الانفجار وقع خلال القداس الصباحي عند الساعة السابعة (23,00 ت غ السبت). وأضاف “كان الأمر مفاجئًا للغاية وبدأ الجميع بالجري… عندما نظرت الى الخلف، كان الناس على الأرض”، مؤكدًا “لم ندرك ما جرى لأن كل شيء حصل بشكل سريع جدًا”.
“السلام والوحدة”
وأصدرت جامعة ولاية مينداناو بيانًا دانت فيه “العنف” الذي طال القداس. وأعلنت عن تعليق الدروس وزيادة عديد الأفراد المولجين بالأمن في حرمها. وأكدت “تضامنها مع مجتمعنا المسيحي وكل الذين تأثروا بهذه المأساة”.
من جهته، دان رئيس بلدية مراوي مايول غاندامرا الهجوم، داعيًا المسلمين والمسيحيين الى الوحدة. وقال “لطالما كانت مدينتنا منارة للتعايش السلمي والوئام، ولن نسمح لأعمال عنف مماثلة بأن تطغى على التزامنا الجماعي حيال السلام والوحدة”.
وأتى التفجير بعد ساعات من إعلان الجيش الفيليبيني أن غارة جوية نفّذها الجمعة، أسفرت عن مقتل 11 متشددًا إسلاميًا، مؤكدًا أن ذلك أدى الى القضاء على واحدة من الجماعات المسلحة الناشطة في جنوب البلاد. وقال متحدث عسكري السبت إنه بناء على بلاغ مدني، هاجمت طائرتان عسكريتان قرية جبلية في جزيرة مينداناو، حيث كان مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية-الفيليبين يجتمعون الجمعة.
وتقع ماغوينداناو ديل سور ولاناو ديل سور في منطقة مينداناو ذات الغالبية المسلمة والتي تتمتع بحكم ذاتي. وخلال عقود من الاضطرابات في هذه المنطقة، تكررت الهجمات المسلحة التي تستهدف الحافلات والكنائس الكاثوليكية والأسواق العامة.
وتعدّ الجماعة الإسلامية التي أعلن الجيش القضاء عليها السبت، فصيلا منشقا عن جبهة “تحرير مورو الإسلامية”، أكبر فصيل جهادي في الفيليبين.
ووّقعت الجبهة اتفاق سلام مع مانيلا العام 2014 انهى عقودًا من التمرد. لكن مجموعات صغيرة من المسلحين المعارضين لاتفاق السلام لا تزال تنشط في المنطقة، تشمل فصائل تضم مقاتلين بايعوا تنظيم الدولة الإسلامية. وتشهد المنطقة كذلك نشاطا لمتمردين شيوعيين.
وفي أيار 2017، سيطر المئات من المسلحين المحليين والأجانب الموالين لتنظيم الدولة الإسلامية، على مدينة مراوي. وبعد معركة امتدت خمسة أشهر وراح ضحيتها آلاف الأشخاص، استعاد الجيش الفيليبيني السيطرة على المدينة التي تعرضت لدمار كبير.
وأكد قائد الشرطة نوبليزا أن السلطات تحقق في ما اذا كان تفجير الأحد مرتبطًا بالقصف الجوي الذي تمّ الجمعة.