البابا فرنسيس يوجه رسالة إلى البطريرك برتلماوس الأول لمناسبة الاحتفال بعيد القديس أندراوس

اللقاء التاريخي بين البابا بولس السادس والبطريرك أثيناغوراس في القدس سنة ١٩٦٤ والخطوات التي يتم القيام بها من أجل الشركة الكاملة بين كنيستَي روما والقسطنطينية، كان هذا محور رسالة وجهها البابا فرنسيس إلى البطريرك المسكوني برتلماوس الأول لمناسبة الاحتفال بعيد القديس أندراوس.
لمناسبة الاحتفال بعيد القديس أندراوس وجه البابا فرنسيس اليوم ٣٠ تشرين الثاني نوفمبر رسالة إلى بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول. وبدأ الأب الأقدس رسالته موجها أحر التمنيات إلى غبطة البطريرك، الذي وصفه البابا بأخي العزيز في المسيح، وذلك انطلاقا من مشاعر محبة أخوية من القلب ومن روابط الإيمان والرجاء والمحبة التي تجمع كنيستَي روما والقسطنطينية. وأضاف الأب الأقدس أن تحياته هذه تشمل جميع أعضاء السينودس المقدس للبطريركية المسكونية والإكليروس والرهبان والراهبات والمؤمنين المجتمعين في الفنار للاحتفال بعيد القديس أندراوس.
ذكَّر البابا فرنسيس بعد ذلك بأن احتفال اليوم يسبق الاحتفال بحدث تاريخي بالفعل، ألا وهو اللقاء الذي جمع في القدس في كانون الثاني يناير ١٩٦٤ البابا بولس السادس والبطريرك أثيناغوراس. وتابع الأب الأقدس واصفا ذلك اللقاء بخطوة أساسية إلى الأمام في إزالة عقبة سوء الفهم وعدم الثقة بل وحتى العداوة التي كانت متواجدة لألفية من الزمن تقريبا. وأراد البابا لفت الأنظار إلى أننا اليوم لا نتذكر كلمات هذين الراعيين بقدر ما نتذكر في المقام الأول عناقهما الحار، وتابع أنه من الهام جدا أن مسيرة المصالحة هذه، التي زادت القرب وتجاوزت العقبات التي تعيق الشركة الكاملة والمرئية، قد بدأت بعناق، بلفتة تُعبِّر بشكل واضح عن الاعتراف المتبادل بالأخوّة الكنسية. ويرى الأب الأقدس أن مثال البابا بولس السادس والبطريرك أثيناغوراس يكشف لنا أن أية مسيرة صادقة من أجل استعادة الشركة الكاملة بين تلاميذ الرب تتميز بالعلاقة الشخصية وبالوقت الذي يُمضى معا، وتابع البابا فرنسيس أنه من خلال الحوار الودي والصلاة المشتركة والعمل معا في خدمة البشرية، وخاصة في خدمة المتألمين بسبب الفقر والعنف والاستغلال، يكتشف أعضاء الكنائس المختلفة بشكل أكثر عمقا ثقتهم المتقاسَمة في العناية العطوفة لله الآب، والرجاء في مجيء الملكوت الذي بدأه يسوع المسيح، ورغبتهم المشتركة في ممارسة فضيلة المحبة المستلهَمة من الروح القدس.
وعقب تذكيره بالتمكن، بمعونة الله، من مواصلة السير على الطريق الذي رسمه البابا والبطريرك، أكد البابا فرنسيس تذكره بفرح اللقاء الذي جمعه مؤخرا في روما بغبطة البطريرك برتلماوس الأول. وجدد الأب الأقدس شكره للبطريرك المسكوني على مشاركته في أمسية الصلاة المسكونية عشية افتتاح الجمعية العامة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة حول السينودسية، وموضوعها “من أجل كنيسة سينودسية: شركة، مشاركة ورسالة”. وتابع البابا أن ما قدمه غبطة البطريرك والبطريركية المسكونية من دعم، وذلك أيضا من خلال مشاركة وفد في أعمال الجمعية العامة، هو مصدر تشجيع كبير من أجل مواصلةٍ مثمرة للمسيرة السينودسية الحالية للكنيسة الكاثوليكية.
وفي ختام الرسالة التي وجهها اليوم ٣٠ تشرين الثاني نوفمبر إلى غبطة البطريرك برتلماوس الأول بطريرك القسطنطينية المسكوني لمناسبة الاحتفال بعيد القديس أندراوس أكد البابا فرنسيس رفع الصلاة، مع الاحتفال بهذا الرسول، إلى الله الآب الرحوم كي يتوقف ضجيج السلاح الذي يسفر فقط عن الموت والدمار، وكي يسعى القادة السياسيون والدينيون إلى درب الحوار والمصالحة. وتابع الأب الأقدس طالبا شفاعة القديسَين بطرس وأندراوس الرسولَين من أجل كل الشعوب طالبَين لها عطايا الشركة الأخوية والسلام. وجدد قداسته في الختام أحر التمنيات للأخ الحبيب في المسيح بطريرك القسطنطينية المسكوني، مبادلا إياه عناقا أخويا، عناق سلام في ربنا يسوع المسيح، قال البابا.
هذا وتجدر الإشارة إلى إصدار الدائرة الفاتيكانية لتعزيز وحدة المسيحيين بيانا أشارت فيه إلى توجه عميد الدائرة الكاردينال كورت كوخ إلى إسطنبول على رأس وفد للمشاركة في الاحتفال بعيد القديس أندراوس، وذلك في إطار التبادل التقليدي للوفود بين الكرسي الرسولي والبطريركية المسكونية والتي يشارك سنويا وفد عنها في الاحتفال بعيد القديسَين بطرس وبولس شفيعَي روما في ٢٩ حزيران يونيو. وتابع البيان أن وفد الدائرة الفاتيكانية قد شارك في الاحتفال الليتورجي الذي ترأسه البطريرك برتلماوس الأول، كما والتقى الكاردينال كوخ غبطة البطريرك هذا إلى جانب مشاركته في لقاء مع اللجنة السينودسية للبطريركية للعلاقات مع الكنيسة الكاثوليكية. وختم البيان مشيرا إلى تسليم عميد الدائرة البطريرك المسكوني الرسالة الموقَّعة من البابا فرنسيس والتي قُرئت في ختام الاحتفال الليتورجي.