أعرب أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان (رئيس الوزراء)، الكاردينال بيترو بارولين، عن ارتياحه للهدنة في غزة. وقال إنّ الاتفاق الموقّع بين إسرائيل وحركة حماس بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن حوالي 50 رهينة، هو “خطوة إلى الأمام، ذات أهميّة كبيرة”.
وعلق نيافته بشكل إيجابيّ على الهدنة لأنّه، على حد قوله، “يبدو لي أنّ مسألة الرهائن كانت القضية الرئيسيّة أيضًا فيما يتعلّق بالتدخل العسكري الإسرائيلي”. لذلك، “إذا بدأنا بحلّ هذه القضية، نأمل أن يتم الاتفاق على هدنة نهائيّة وبدء المفاوضات من أجل حلّ سلميّ للصراع الدموي في الشرق الأوسط”.
“إبادة جماعيّة”
ثم سُئل الكاردينال بارولين عن لقاء البابا فرنسيس، الأربعاء 22 تشرين الثاني 2023، مع وفد فلسطيني، والجدل الحاصل حاليًا أنّه، وبحسب ما أشار إليه هذا الوفد في مؤتمر صحفي عقب اللقاء، فقد استعمل البابا في حديثه معهم مصطلح “إبادة جماعيّة”.
وسبق أن صرّح مدير المكتب الصحفي التابع للكرسي الرسولي، ماتيو بروني، على هذه النقطة قائلاً: “لا أعلم إذا كان (البابا) قد استخدم هذا المصطلح. لقد استعمل المصطلحات التي عبّر عنها خلال (المقابلة العامة) والكلمات التي مع ذلك تمثّل الوضع الرهيب الذي تعيشه غزة”.
وفي هذا الشأن، قال الكاردينال باولين: “لا أعلم بالضبط. لقد اطلعت على البيان الذي صدر بعد المقابلة ولكنني لم احصل على معلومات مباشرة عن اللقاء الذي تمّ مع الأب الأقدس. وبطبيعة الحال، فإنّ الإبادة الجماعيّة هي مصطلح تقني للغاية ينطبق على حالات معينة. لا أعرف إذا كان بإمكاننا في هذه الحالة التحدّث عن الإبادة الجماعيّة”.
وبحسب أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، فأشار إلى أنّه من غير المرجح أن يستخدم الحبر الأعظم هذا التوصيف، وقال: “أكرّر: إنه مصطلح يُطبّق على بعض المواقف المحدّدة للغاية، الأمر الذي له أيضًا تبعات دقيقة جدًا على المستوى الدولي”.
“إرهاب”
وحول أيضًا “خيبة الأمل” التي أشار إليها أحد أفراد مجموعة أقارب الرهائن الإسرائيلين، الذين استقبلهم البابا أيضًا، بشأن الكلمات التي قالها قداسته في مقابلته العامة يوم الأربعاء حول “الإرهاب”، من دون تحديد الجهة، فقال الكاردينال باولين أنّه “من الصعب دائمًا إرضاء الجميع”.
أضاف: “عادةً ما يتحدّث البابا بعبارات عامة جدًا. ومن الواضح أنّ الذين يريدون أن يفهموا، فهم يفهمون. ليست هناك حاجة للدخول في التفاصيل”. تابع “أعتقد أنّ هذا أسلوب عام للكرسي الرسولي إلى حد ما”، موضحًا بأنّه “إذا رأينا تصريحات البابا فهو لا يدخل في التفاصيل أبدًا، في تسمية الأشخاص والظروف بالاسم واللقب. لكن من الواضح أنّه يشير إلى حالات محدّدة”. وكرّر مؤكدًا: “من يريد أن يفهم، فليفهم”.