المطران عبد الساتر : نصلي معًا على نية بلدتنا وعلى نية وطننا والمنطقة فلا يعود فيهم انقسامات ونزاعات وحروب من أجل متر أرض أو نقطة بترول أو حزب أو زعيم.

تكريمًا لكبار السنّ في الرعيّة، وبمناسبة عيد مار نعمة الله الحرديني وبدء تساعية الميلاد، احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر بالقدّاس الإلهي في الكابيلا الجديدة على اسم الطوباوي البطريرك إسطفان الدويهي في كنيسة مار شليطا في شرتون، عاونه فيه المتقدّم بين الكهنة في قطاع الجبل الخوري فادي صادر ومدبّر الرعيّة الأب الياس الصيّاح ر.ل.م، بمشاركة النائب العام المونسنيور اغناطيوس الأسمر، ورئيس دير مار يوحنا المعمدان – رشميا الأب أنطوان بدر ر.ل.م، ورئيس مار مارون – مجدل المعوش الأب عادل العلم ر.ل.م، ورئيس دير مار الياس – رشميا للروم الملكيين الكاثوليك الأرشمندريت أنطوان قسطنطين، وعدد من الرهبان والكهنة، وبحضور عدد من الراهبات، والنائب سيزار أبي خليل، والنائب مارك ضو، والنائب نزيه متى ممثلًا برئيس رابطة مخاتير عاليه السيد زياد الاصفر، والنائب راجي السعد ممثلًا بالأستاذ جان سعد، ومنسق حزب القوات اللبنانية في منطقة عاليه الدكتور طوني بدر، ورئيس بلدية شرتون الدكتور جوزيف مارون وأعضاء المجلس البلدي، ومختار البلدة سمير الشرتوني، ورئيس بلدية كفرعميه يوسف أبو موسى ومختارها داوود عساف، ونائب رئيس بلدية رشميا السيدة سلوى أبي صابر خطار، وفعاليات المنطقة والبلدة، وأبناء رعيّة شرتون والرعايا المجاورة.
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها:
“إخوتي وأخواتي،
-نعمة كبرى أعطاني إياها الرب أن أكون معكم في هذا النهار لنحتفل معًا بالقداس في بلدة شرتون العزيزة مع أهلها وأهل الجوار في بداية تساعيّة الميلاد. وفي هذا الوقت، لا أستطيع إلا أن أشكر معكم الرب يسوع الذي جاء أرضنا مخلصًا، متجسدًا من عذراء، ليهب الحياة الإلهية التي لا انتصار للموت عليها، لكل إنسان في هذا العالم مهما كان جنسه ولونه وعمره ووضعه الاجتماعي. لنشكره على خلاصه أوّلًا الذي تحقّق بتجسّده وموته وقيامته، ولنشكره ثانيًا على حضوره معنا في كلّ آن ومكان ليشجّعنا في المحن ويعزينا في الحزن ويُفرحنا بحبّه لنا فنكون علامات رجاء وسبب فرح وسلام لمن حولنا. ونصلي معًا على نية بلدتنا وعلى نية وطننا والمنطقة فلا يعود فيهم انقسامات ونزاعات وحروب من أجل متر أرض أو نقطة بترول أو حزب أو زعيم.
-نجتمع في هذا النهار لنحتفل أيضًا بالمسنين والمسنات من آبائنا وأمهاتنا ونشكرهم على جهدهم وكدّهم وعلى تضحياتهم من أجل عائلاتهم وبلدتهم وبلدهم. ولهم أقول: إنكم أصلنا فمنكم نحن جئنا. وأنتم مثالنا الأعلى. إنكم الذخيرة التي تحمينا في ذهابنا وإيابنا فلولا صلواتكم وإيمانكم لزلنا ربما من زمان وزال لبنان معنا.
-نشكركم على عنايتكم بنا لسنين طويلة وحتى اليوم. نشكركم على محبتكم التي لا تطلب شيئًا مقابل التضحيات والتعب. نشكركم على صبركم وأملكم فينا الذي ما خاب يومًا على الرغم من هفواتنا وجهلنا وسوء تصرفنا. نشكركم على سهركم علينا وفي انتظار عودتنا إلى البيت سالمين. نشكركم على فرحكم لفرحنا وعلى حزنكم لدموعنا وعلى افتخاركم بنا في كلّ وقت وأمام الجميع ولو كنّا أحيانًا نخجل من أنفسنا. نشكركم على اهتمامكم بأولادنا، أحفادكم، على نصائحكم لهم وعلى تعليمهم الصلاة ومحبة الرب يسوع وأمه مريم العذراء. لا تظنوا اليوم وقد كبرتم في السنّ أنَّكم ما عدتم تنفعون أو أنَّه يمكن الاستغناء عنكم في حياتنا. أنتم البركة. وحضوركم أمان لنا. والبسمة التي تظهر على شفاهكم هي الفرح لنا. وصوتكم في أذنينا هو سلام في قلبنا.
-يتحدث القديس بولس في رسالته إلى أهل روما عن الكنيسة فيقول إنها تشبه الجسد ونحن جميعًا، صغارًا وكبارًا أعضاء في هذا الجسد، متساوون في الكرامة وأساسيون في بنيان ملكوت الله. فالعجوز مهمٌّ لازدهار الكنيسة وقداستها كما الطفل، والغني كما الفقير والعلماني كما الكاهن فلنتذكَّر ذلك دومًا. ولنعمل جميعًا بحسب المواهب التي أعطانا إياها الروح القدس وكلٌّ في مكانه وبحسب قدرته على تقديس العالم ونموه في الإنسانية. حضارتنا اليوم هي حضارة استهلاكية تتخلى عن الضعيف والمعوق وكبير السن لأنَّه غير منتج “وغير نافع” اقتصاديًا وماليًّا. نحن الحاضرين هنا مدعوون إلى مناقضة هذا المنطق وتغيير هذه الحضارة لتصير أكثر إنسانيَّة ويكون الخير للجميع. فلنعمل من أجل خير كلّ إنسان وليس من أجل تحقيق أرباح طائلة وتأمين حياة رفاهية. لنتقاسم خبزنا مع من لا خبز عنده. لنتخلَّ عن بعض ما يحقّ لنا حتى لا يكون نزاع وانقسام في البيت الواحد.
-أشكر للأب الياس الصياح دعوته ومبادرته وأشكر كلَّ الآباء الذين يخدمون رعايا هذه المنطقة بكثير من الحب والمجانيَّة. وأشكر أيضًا أصحاب السعادة على وجودهم إلى جانب أهلنا وحضرة رئيس بلدية شرتون ومختارها وكذلك رؤساء البلديات ومخاتير القرى المجاورة الذين أرادوا أن يشاركونا الاحتفال في هذا النهار. وأشكركم جميعًا أنتم المشاركين في هذا القداس، أنتم الكنيسة وبدونكم لا كنيسة.
وُلِد المسيح، هللويا!”
وفي ختام القدّاس الذي خدمته جوقة الرعيّة، كانت كلمة للأب الياس الصيّاح قال فيها: “باسمكم جميعًا، أخواتي وإخوتي، وبإسم لجنة وقف مار شليطا شرتون، نشكر لكم يا صاحب السيادة هذه اللفتة الكريمة للجبل كلّه ولرعيّة شرتون، إذ تحتفلون في عيد أبينا القدّيس نعمة الله الحرديني بالقدّاس الإلهي في الكابيلا الجديدة التي تحمل اسم الطوباوي البطريرك إسطفان الدويهي وبافتتاح تساعية الميلاد. نصلّي مع سيادتكم ومع أمّنا الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة لكي ينعم الله علينا بالسلام والخير والعدالة والمحبّة في لبنان والعالم كلّه، ونطلب من الله، بشفاعة الطوباوي البطريرك إسطفان الدويهي أن يرسل إلى الكنيسة دعوات مقدّسة”.
وبعد القدّاس، كان لقاء ومائدة محبّة على شرف كبار السنّ في الرعيّة بحضور صاحب السيادة.