ابراهيم احتفل بقداس الشكر لعودة أهالي رياق: لتكن هذه المحنة فرصة لتجديد إيماننا وسلامنا

احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بقداس الشكر لعودة اهالي رياق سالمين الى بلدتهم، في كنيسة القديس جاورجيوس، بمشاركة الأرشمندريت عبدالله عاصي، كاهن الرعية الأب اومير عبيدي، الآباء طوني الفحل، ايلياس ابراهيم، ايليا عون وايلي البلعة، وبحضور نائب رئيس بلدية رياق – حوش حالا كرم شمعون، المختار وسام مقدسي، اعضاء اخويات ام المعونة الدائمة، سيدة البشارة، الحبل بلا دنس، قلب يسوع، سيدات ماراندراوس والقديسة رفقا، وعدد من ابناء الرعية.
وألقى ابراهيم عظة هنأ فيها الأهالي قائلا: “في هذا اليوم، نقف جميعًا في هذه الكنيسة المباركة، كنيسة القديس جاورجيوس، التي صمدت كرمز للإيمان والرجاء رغم قسوة الحرب وظلمتها. نتأمل كلمات بولس الرسول في رسالة اليوم التي تتردد في أعماق قلوبنا: “وَلْيَتَغَلَّبْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلَامُ اللهِ، السَّلَامُ الَّذِي إِلَيْهِ دُعِيتُمْ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ” (كولوسي 3: 15)”.
أضاف: “مرّت هذه البلدة الغالية بتجربة أليمة. القصف الذي استهدفها لم يُميز بين الحجر والبشر، فوصل إلى مدافنها، مسببًا آلاماً عميقة لانتهاك حرمة الراقدين الذين تطايرت بقاياهم ذخائر مقدسة حمت البلدة. لكن وسط هذه القسوة، برزت حقيقة واحدة: سلام الله لم يغب عن قلوب المؤمنين. بولس الرسول يدعونا إلى جعل سلام الله يتغلب في قلوبنا. لكنه لا يشير إلى سلام يبعدنا عن الألم، بل سلام يحملنا خلاله. إنه سلام يثبتنا ونحنُ في وسط العاصفة، يحوّل الخوف إلى ثقة، والدموع إلى صلاة. وهذا ما اختبرته رياق وأهلها؛ فقد كان سلام الله حاضراً في حماية الأحياء وفي تماسككم كجسد واحد في الإيمان. “السلام الذي إليه دُعيتم في جسد واحد”. هنا يُذكّرنا بولس أن السلام لا ينفصل عن الوحدة. ما رأيناه في رياق هو تجسيد حيّ لهذه الوحدة: كاهن رعيتكم المقدام، الأب أومير عبيدي، كان مثالًا للرعاية والمحبة، وأبناء الرعية الذين وقفوا معًا في وجه المحنة، متعاضدين، متضامنين. لكن الوحدة لم تقتصر على أهل البلدة، بل شملت كل من مدّ يد العون، سواء بالصلاة أو بالدعم المعنوي. هذه الوحدة ليست مجرد تصرف إنساني، بل استجابة لدعوة الله الذي يريد أن يكون جسده واحدًا، متماسكًا ومملوءًا بالسلام”.
وتابع: “في نهاية هذا المشوار المؤلم، نرفع قلوبنا بالشكر لله الذي حفظ حياتكم وأعادكم إلى بيوتكم سالمين. كما نقدم شكرنا للأب أومير عبيدي، الراعي الذي عَكَسَ محبة الراعي الصالح في أحلك الظروف، ولأبناء الرعية، الذين أثبتوا أن الإيمان عمل وتضحية، ولكل من وقف إلى جانبكم في هذه المحنة”.
وختم ابراهيم: “لتكن هذه المحنة فرصة لتجديد إيماننا وسلامنا. ليكن سلام الله هو الحاكم في قلوبكم، وليستمر تضامنكم وشهادتكم على أن الكنيسة هي عائلة الله، التي لا يتخلى عنها مهما اشتدت العواصف”.
وبعد القداس انتقل الجميع الى صالون الكنيسة حيث تشاركوا “لقمة محبة”.