استقبل راعي أبرشية زحلة المارونية المطران جوزيف معوض في دار المطرانية في كساره وفدًا من الرابطة المارونية برئاسة السفير خليل كرم ضم أعضاء المجلس التنفيذي للرابطة بحضور عضو تكتل لبنان القوي النائب شربل مارون، الوزير والنائب السابق إيلي ماروني، محافظ البقاع القاضي كمال ابو جوده، نقيب المحررين جوزيف القصيفي، فعاليات ثقافية اجتماعية وعسكرية، كهنة ورجال دين.
وتوجه معوض الى الوفد شاكرًا لهم الزيارة وقال: ” نحن نتابع اعمال الرابطة ونحن بأمس الحاجة اليها اليوم بعد الاحداث والحرب التي حلت على الجنوب اللبناني، كما نتمنى ان يكون وقف اطلاق النار نهائي وبصورة دائمة وان يكون مقدمة لكي يستعيد لبنان كامل عافيته بهدف تأمين الازدهار والاستقرار لمواطنيه. وبما ان الرابطة تتابع أوضاع اللبنانيين لا بد لي من لفت النظر والتوقف عند اربعة محاور تتعلق بالوضع الراهن.
أولاً: في المحور السياسي لفت معوض الى “ضرورة دعم الدولة من خلال انجاز الخطوة الاولى وهي انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة قادرة ان تدير أوضاع البلد, وعلينا تحصين الدولة بالوحدة الوطنية التي تتحقق بحب الوطن بتجرد، كما نطالب ان تبسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها”.
المحور الثاني الذي طرحه معوض يتعلق بالشق الاقتصادي، وازمة ال 2019 وما بعدها، وقال :” يجب ان يكون هناك إرادات صادقة قادرة ان تقوم بخطة تعافي تساعد لبنان على استعادة استقراره وازدهاره الاقتصادي، وذلك من خلال القضاء على الفساد وتوقيف الهدر، والحوكمة الرشيدة، ولا ننسى طلب اعادة تعزيز دور القطاع المصرفي وكسب الثقة فيه”.
وطالب معوض في المحور الثالث تحقيق الإنماء المتوازن بخاصة في البقاع، تنفيذا لما نصت عليه مقدمة الدستور اللبناني، ومع خبرتي الشخصية كراعي للأبرشية هناك العديد من البقاعيين اضطروا لمغادرة بيوتهم واراضيهم بحثا عن عمل ولقمة العيش. فيجب البحث عن مشاربع استثمارية في المنطقة نؤمن فرص العمل”.
ولفت معوض في طرحه الرابع للمستقبل الاستشرافي الذي يجب ان يتضمن وضع رؤية استراتيجية للمستقبل، مشيرًا الى” الدور الذي يمكن ان تلعبه الرابطة المارونية لان اعضاءها هم من نخبة المفكرين على الصعيد الوطني، وقادرون على مناقشة واعادة طرح انشاء مجلس الشيوخ، وتحقيق اللامركزية الادارية وإلغاء الطائفية السياسية، وطرح مفهوم الدولة المدنية، وكيف نثبت الهوية اللبنانية”.
وختم:” كل هذه المحاور أطرحها أمامكم لما للرابطة من دور مساهم في هذه المحاور داخل الرابطة وعلى الساحة الوطنية”.
السفير كرم استذكر في مستهل كلمته الشاعر والاديب والمفكر الراحل سعيد عقل بمناسبة مرور عشر سنوات على رحيله، كما رحب بالمحافظ ابو جوده مثنيًا على دوره في زحلة والبقاع وقال: لقد صالحتنا بأدائك مع ادارات الدولة”.
ثم توجه الى الحاضرين مرحبا بهم وقال:” نحن اليوم في دار هذه الأبرشية لحوار يتناول شؤون الوطن وشجونها واوضاع الطائفة المارونية وهي احدى الطوائف الرئيسية المؤسسة لدولة لبنان الكبير وللوقوف على ارائكم ومقترحاتكم والتفكير بما فيما يجب عمله لانقاذ لبنان وربط المواطن بارضه وعدم الياس والسعي لان تكون مرحله فيما بعد ولاده جديده للبنان الذي نطوق اليه جميعا”.
وأردف:” نحييكم جميعا ونثني على العمل الجبار الذي تقومون به في رعاياكم بتوجيه من سيادة راعي الابرشية الذي يعمل بفاعلية وصمت وتواضع ونقدر لكم ما تطلعون به من دور من دور مبرور بالحفاظ على العيش المشترك والتفاعل الايجابي مع جواركم وتصرفكم الانساني الحكيم في هذه الازمة الخانقة وما تسببت بها بعد حركة النزوح لاهلنا في المواطنه فانتم كنتم وما زلتم ابناء امناء على رسالة الحويك متحملا اعباء التحدي الحضاري الذي خاضه بثبات من اجل وطن تعددي قائم على التنوع والحرية. وان الرابطة المارونية تولي اهتماما خاصا للأبرشيات في المناطق البعيدة عن العاصمة انطلاقا من حرصها على الحفاظ على الارض وثباتها وخلق علاقه جدلية عضوية بينهما تولد فعلا تجذريًا عميقًا يتمثل في استمرارية البقاء في هذه البقعة اللبنانية السخية برجالها ونتاجها الزراعي والصناعي ودورها الخدماتي”.
وأضاف:” نعبر عن سرورنا لوجودنا معكم اليوم فاننا نطمح الى حوار شفاف وصريح نطرح فيه الهواجس ونحدد المعضلات ونتدارس الحلول في اطار الشراكة والمحبه بين جمهور الإكليروس الماروني والهيئات العلمانية في الطائفة من اجل النهوض بها. فمن دون الموارنة لا مسوغ لبقاء لبنان في هويته الحضارية الجامعة التي تكرس لقاء الاديان السماويه وتقاطعها على ارض وطن الارز وتحت ظلاله تنسج ثقافه الحوار المسكون الانساني ونشرها من اجل العدالة والسلام في العالم”.
بعد كلمة السفير خليل كرم قدمت أمينة صندوق الرابطة المارونية المهندسة جوهينه منيّر هيكل عرضا عن التطبيق الإلكتروني للرابطة المارونية الذي يبث حاليا باللغتين العربية والإنجليزية. على أمل أن يبث بلغات خمس فور توافر التمويل اللازم. وقد نال التطبيق موافقة البطريرك الماروني الذي تمنى أن يكون موسوعة مارونية. وهذا التطبيق يتضمن كل المعلومات عن تاريخ الطائفة المارونية وابرشياتها ومؤسساتها، والرابطة المارونية ونشاطاتها.
بدوره، أشار عضو المجلس التنفيذي للرابطة العميد منير عقيقي في كلمته قبل بدء الحوار بين الحاضرين ان ‘المطلوب إعادة تعريف لذاتنا، انطلاقا من ديننا وتاريخنا ودورنا. فالماروني نسي انه صاحب الأرض التي داستها أقدام السيد المسيح منذ ما يقارب الفي سنة، وعلينا ان نفتخر بتاريخنا ونتعظ من اخفاقاتنا ونستخلص منها ما يجب تصحيحه”.
.
وتابع:” علينا اعادة تعريف الذات للأجيال وهذا لا يعني الانغلاق والانعزال بل يعني بالدرجة الاولى عدم ضياع الهوية. لذلك، يجب علينا ان نسأل انفسنا نحن الموارنة، هل نريد أن نعيش على هذه الأرض؟ فالمسار الذي تسير عليه الطائفة لا يبشر بالخير.
لهذا السبب ارى انه من الضروري ان نضع عنوانا ننطلق منه لنحدد حقيقة ماذا نريد.لأنه امام التطورات في المنطقة، ورسم الخرائط السياسية والاقتصادية والديموغرافية وحتى ربما الجغرافية، يبقى السؤال: اين نحن الموارنة؟ هل لدى الموارنة وجهة نظر مشتركة للحاضر قبل المستقبل؟ هل حقيقة نعرف ماذا نريد؟”.
وتابع:” في علم بناء الدولة هناك قاعدة اساسية تقول: ارض زائد شعب زائد مال يساوي كيان وطن ينبثق منه دولة. هذا ما جرى في العام 1920. هل حافظنا على هذا المثلث الذي يحمي وجودنا؟ بالطبع اذا حصل اختلال بأي ضلع من هذه الأضلاع الثلاثة، يتهاوى الكيان.
كل ما اريد ان اقوله انه لا يجب ان نتأخر ككنيسة واحدة، وكرابطة مارونية عن الجواب على هذه الاسئلة لنحافظ على ارض المسيح عليه السلام. الموارنة الذين أسّسوا لبنان، هل يجوز بعد قرن التنكر لدورنا وقد طبعت المارونية في كل مراحل حضورها ازدهارا، ووضعت لبنان في مصاف الدول المتحضرة.
أين نحن اليوم من ذلك فعلا ، إنها فرصة تاريخيّة لاستعادة دورنا وحضورنا”.
بعدها انتقل الجميع على مأدبة غذاء اقيمت على شرف الرابطة المارونية لبّاها الى جانب الحاضرين الوزير السابق خليل الهراوي، وراعي أبرشية زحلة والبقاع للسريان الارثودكس يوستنيوس بولس سفر.