عقدت رابطة “كاريتاس لبنان” جمعيّتها العموميّة الثّانية، ضمن دورة مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، في دير سيّدة الجبل فتقا. شارك في الجمعيّة العمومّية البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي والبطريرك الأنطاكيّ للسّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، والأساقفة والرّؤساء العامّين من مختلف الكنائس الكاثوليكيّة، إلى جانب المنتسبين إلى الرّابطة ورؤساء الأقاليم والمديرون والشّبيبة.
إستُهلّت الجمعيّة بالنّشيد الوطنيّ اللّبنانيّ ونشيد كاريتاس لبنان، وأدارها المطران ميشال عون. في البداية، تحدّث المشرف على أعمال رابطة كاريتاس المطران أنطوان بو نجم، الّذي شدّد على أنّ “لبنان يخرج من أزمة ليدخل أخرى، ورغم ذلك فإنّ كاريتاس تستمرّ في عملها، وهي تعمل وفق توجيهات الكنيسة، الأمر الّذي يحول دون السّماح لأيّ جهة مانحة بأن تلزمنا بأيّ برنامج لا يتوافق مع هذه التّوجيهات”.
ثم كانت كلمة للبطريرك الرّاعي لخّص فيها “الخدمات الّتي تقدّمها الكنيسة بثلاث: خدمة الأسرار، خدمة الكلمة والبشارة، وخدمة المحبّة، الّتي تشكّل محور رسالة كاريتاس، والّتي تعني المحبّة باللّغة اللّاتينيّة، والّتي تتجسّد من خلال أعمالها وجهودها في مختلف المجالات”. وحيا الرّاعي رابطة كاريتاس، رئيسًا وأعضاء مجلس إدارة وموظّفين وأقاليم وشبيبة ومتطوّعين، شاكرًا لهم جهودهم “في سبيل خدمة ومساعدة المحتاجين والفقراء خصوصًا في هذه الظّروف الاقتصاديّة والمعيشيّة الصّعبة”.
ورأى رئيس الرّابطة الأب ميشال عبّود أنّ “كاريتاس تظهر في قلب الأزمات، كشعلة أمل إلى جانب الفقراء والمهمّشين، ورمزًا للالتزام الثّابت”. وقال: “شهد عام 2022-2023 استمرار كاريتاس لبنان في مهمّتها، تمدّ يدها للمحتاجين وتعمل في الوقت نفسه على بناء مستقبل أكثر إشراقًا. والتّقارير المقدّمة تكون شهادة على التّفاني والإنجازات الّتي حقّقتها الرّابطة على مدى عام، مشدّدة على الجوانب الرّئيسيّة الّتي تميّز جوهر كاريتاس لبنان”.
أضاف: “إنّنا نلتزم بفخر بالمعايير الدّوليّة ونعمل بشفافيّة استثنائيّة، فالأموال الّتي تصل إلى كاريتاس هي وصيّة مقدّسة، هو “مال وقف” مكرّس لخدمة المحتاجين، ونحن ملتزمون بإدارة هذه الموارد بأقصى درجات المسؤوليّة والشّفافيّة. في أزمة الجنوب الأخيرة، عندما اندلعت نيران الموت في الأراضي المقدّسة، وضعنا الخطّ السّاخن في التّصرّف 1633، تمّ الاجتماع بأقاليم الجنوب، تحضّر قسم الطّوارىء، أنشئت الخليّة، ووزّعنا في اليومين الماضيين المواد الغذائيّة للعائلات الّذين سكنوا في بيوت أقاربهم في بيروت وجبل لبنان، كما تمّ التّنسيق مع مجموعة من الجمعيّات في الجنوب حيث وزّعوا خصصًا على الأهالي هناك”.
وشدّد الأب عبّود على أنّ “كاريتاس تعمل لجميع فئات المجتمع، وتحافظ في الوقت نفسه على هويّتها الكنسيّة وتلتزم بالمبادىء المسيحيّة”.
من جهته، تحدّث أمين السّرّ العامّ للرّابطة المحامي فادي كرم عن مختلف النّشاطات والبرامج السّنويّة، فيما عرض أمين المال نديم نادر الموازنة العامّة لسنة 2024.
وبعدها نوقشت التّقارير المعروضة، بالإضافة إلى محضر اجتماع الجمعيّة العموميّة الأولى. وفي ختام الجمعيّة، جرى التّصويت على موازنة 2024 من قبل أعضاء مجلس إدارة الرّابطة، وتمّ التّصديق عليها بالإجماع.