صدر عن دار النشر الإيطالية إيناودي كتاب جديد لمؤسس جماعة بوزيه، إنزو بيانكي، بعنوان Fraternità أو “أخوّة”. يبدأ المجلد بتوطئة بقلم البابا فرنسيس يسلط فيها الضوء على أهمية الأخوة في مجتمعاتنا اليوم والتي تشكل مقاومة لقساوة العالم.
كتب الحبر الأعظم أنه مذ أن وُجدت البشرية على سطح الأرض كان “بوليموس” شيطان الحرب موجوداً، ويظهر من خلال الخصومات التي تصل إلى حد نكران الآخر، وقتله، تماماً كما فعل قايين مع أخيه هابيل. ولهذا السبب لا بد أن تتجدد الأخوة باستمرار وبدون هوادة من أجل التصدي للخصومات التي تقود إلى العنف والحروب. واعتبر البابا أن الأخوّة هي ما يحتاج إليه العيش المشترك، وغياب هذه الأخوة هو ما يسبب المعاناة والآلام. وشدد فرنسيس على أنه بدون الأخوّة تبقى المساواة والحرية على الدوام قيمتين مهددتين وضعيفتين، لافتا إلى أن الأخوّة تُتخذ من خلال اختيار معين: ألا وهو نبذ الإقصاء، والرغبة في المصالحة والبحث عن شركة إنسانية عميقة.
بعدها كتب البابا أنه من خلال هذا المجلد الجديد، يسعى الأخ إنزو بيانكي، بعمقه الإنساني وذكائه الروحي المعهودَين، إلى إظهار الأخوة على أنها دعوة البشرية. وأكد فرنسيس أننا كلنا أخوة وأخوات في الإنسانية، إننا أشخاص قابلون للموت، لكن لدينا الوعي بأننا عائشون لندخل في علاقات مع بعضنا البعض. والهبة الأكبر التي يمكن أن نقبلها هي الآخر: قريباً كان أم بعيدا، معروفاً أو غريباً، صديقاً أو عدوا. وإذا ما وقفنا إلى جانب الآخرين نرى فيهم دائماً أخاً أو أختاً نتقاسم معهم الدعوة إياها: الانتقال من قول كلمة “أنا”، لقول كلمة “نحن” وللعيش معا.