سويف احتفل بقداس عيد مار سمعان العامودي في إيلات – عكار

إحتفل رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف، بقداس عيد مار سمعان العامودي، في رعية ايلات، عكار، على تلة مار سمعان المخصصة لبناء كنيسة ومركز مار سمعان الرعوي، عاونه النائب الاسقفي الخاص في عكار المونسنيور الياس جرجس، الخوري كامل كامل خادم الرعية، الخوري لويس سعد والخوري سمعان سعادة. بحضور رئيس البلدية رزق معيط، وأبناء الرعية والرعايا المجاورة.
بعد الانجيل المقدس، تمنى سويف، أن “يحمل عيد مار سمعان العامودي الصحة والعافية للجميع، وللرعيّة”، معيّدا كل من يحمل إسم القديس سمعان، محيّيا الخوري كامل كامل خادم الرعية على جهوده مع أبناء الرعية ولجنة الوقف واللجان العاملة ورئيس البلدية والمختار وأبناء البلدة، التي تعد رمزاً لبنانياً عريقاً، شاكراً الرب على الخطوة الجديدة المتمثلة ببداية الحفر ليتم بناء كنيسة وتجمع مار سمعان الرعوي، الذي سيكون منارة مميزة، ليس فقط لايلات، بل للمنطقة ككل.
وشدد على أن “أرض الوقف في ايلات وقطعة الأرض المقدمة من المطرانية للرعية ستبقى لايلات الى الابد. معتبرا أن الأهم هو أن نستفيد من الأرض للمحبة والإيمان والشهادة الحقيقية بالرب يسوع المسيح”، مستذكرا ومترحما على المطران جورج بو جودة الذي بدأ هذا المشروع، ونحن بكل قناعة وفرح نكمل هذا المشروع، مع الخوري الطيب والهدية من الرب الخوري كامل”، معلنا أنه “سيتم تسجيل الأرض المفرزة من المطرانية باسم رعية ايلات لتبقى اشعاعاً لكل المنطقة”.
وتابع: ” أن الهم الاساسي عنده هو أن نعيش إرادة الله في حياتنا كمعمدين ومعمدات. فمار سمعان العمودي، هذا القديس العظيم من التراث الأنطاكي السرياني الماروني، إفتتح نهج لاهوتي، تبشيري، روحي، تقشفي وزهدي من خلال الصلاة والتسبيح والعبادة وعلاقة الحب مع الله. فمار سمعان الذي عاش على العامود، أي ارتفع وترفع، فمن خلال ترفع الإنسان عن منطق العالم والأرض الفانية، كما قال الرب بالإنجيل: لا تعملوا للقوت الفاني بل اعملوا للقوت الباقي للحياة الأبدية”، الارتفاع على العمود الذي أصبح نهج أساسي تبشيري وشهادة للرب يسوع لصليبه وقيامته، ولعيش جذرية الانجيل كما سمعنا بإنجيل الشاب الغني، أن يبيع كل شيء ليتبع المسيح. مشددا على أهمية أن يشهد قلب الإنسان للحق والحقيقة، فنحن نئنّ ونترجى المجد واللقاء بالمسيح القائم من بين الأموات”.
أضاف: “في هذا العيد، نطلب النعمة من الرب لنتحرر من القيود الدنيوية ومنطق هذا العالم والإنسان القديم، ونرتقي لنعيش العلاقة مع الله، رغم محاولات الشيطان لينزلنا عن العمود من خلال الاغراءات الدنيوية. حياتنا هي صراع بين الارتقاء إلى الرب إلى الحب إلى عمق وجمال رسالتنا المسيحية وبين منطق هذه الدنيا الموحلة، التي تعبر عن الإنسان الضعيف والخاطئ. ولكن لا خوف فنحن أبناء الرجاء والقيامة واجسادنا هي هيكل الروح القدس الذي يجددنا ويقوينا”.
وختم، معتبرا أن “مشروع المركز الرعوي والكنيسة الذي يتم العمل عليه في ايلات سيجعل منها مركز تفكير وإرشاد ومركزا للرياضات الروحيه والإشعاع الروحي. هذه رسالة وتراث وثقافة ايلا، فلنعبر عن الإرث التاريخي، الأصالة والعمق”، داعيا الجميع لأن “نرتقي لمستوى شهادتنا ليسوع المسيح وصليبه ورسالته. خصوصا في لبنان الذي هو بأمس الحاجة لفكر وأخلاق وإنجيل المسيح. وفي الشرق الذي ينتظر الفرح والحب والسلام”.
في ختام القداس وبعد أخذ البركة الختامية، بارك المطران بالمياه المقدسة مكان الحفر المعد لأنشاء الكنيسة والمركز الرعوي.