عمّت الاحتفالات واقيمت القداسات بعيد انتقال العذراء مريم بالنّفس والجسد الى السماء في زغرتا والقضاء حيث ترأس الخورأسقف اسطفان فرنجية قداس العيد في كنيسة سيدة زغرتا، بمشاركة لفيف من الكهنة والرهبان والراهبات، وبحضور عدد من الفعاليات الإجتماعية، ممثلي الأحزاب وحشد من المؤمنين.
بعد تلاوة الإنجيل المقدس ألقى الخورأسقف فرنجية عظة قال فيها: “بهذا العيد لنتأمل في حياتنا قبل التأمل بحياة مريم، “أنتم في هذا العالم ولستم من هذا العالم، موجودون في عالمٍ حذّرنا منه يسوع، بحسب أجدادنا عاشوا حقيقة ألا وهي أننا في هذا العالم عابري سبيل، حقيقة واضحة لا شكّ فيها.”
مضيفاً:” عالم اليوم مبنيّ على ثلاث ركائز متصلة ببعضها كالمثلّث:
١-الشهرة، الناس تسعى إلى الشهرة، مميزة بمجتمعها.
٢-السلطة،الناس تسعى إلى السلطة “للي يتجيب الشهرة والمال”.
٣-المال
هذه ثلاث نقاط يسعى إليها الإنسان منذ القدم إلى يومنا هذا، ولكن هل كل هذه الأهداف تعطينا السعادة؟! تعطينا جواب عن الموت؟!
كثيرون يقولون “وين في سما؟ هون السما والمطهر وجهنّم عالأرض” ، أشخاص يحقّرون ويلغون “السما” وكلام المسيح، هذا هو أخطر ما يمكن أن يكون في مجتمعنا. الحقيقة واضحة، يجب أن تكون لنا الرغبة “بالسما”، أغمضوا عينيكم وصلّوا لأن الصلاة قوة عظيمة لننتصر على هذا العالم ونفوز بملكوت الله. صحيح أن الصلاة قوة عظيمة ولكن نريد أبرار يُصلّونها، فيقفون أمام الله بموقع صحيح.”
وتابع:” أولا، لنقف أمام الله، يجب أن نتحلّى بالتّواضع، الله لم ينظر إلى جمال مريم أو مالها إنما نظر إلى تواضعها. المتواضع امام الله هو الإنسان الذي يرى عُمق نفسه عندما يكتشف ضعفه وهشاشته “مش بشوف حالو على الناس”.
منشوف حالنا على الناس، ومنقول نحن ولاد ناس وبمالنا ونسبنا، إنو نحن من اهدن ومن زغرتا وصار عنا قديس! ومنصير شايفين حالنا عالعالم… ما تشوف حالك ع حدا… زكا العشار اكتشف ذاته وعمقه فقبل صلاته يسوع أما الفرّيسي المتكبر لم يقف أمام يسوع…”
ثم قال: “نخاف من المرآة أي كلام الله، نخاف من كلمة الله لأنها بالنسبة لنا” وجعة راس وتضعنا أمام مسؤولياتنا. لا نستطيع أن نقف امام يسوع بتكبر.
ثانيا: الثقة باللّه وأُبُوّته،” أثق به مش تا عَلمو، يارب عملي هيك وعملي هيك” قولوا له يا رب أنت أب وتعرف حاجاتنا ونطلب منه دائما ملكوت الله وبرّه.
لا تستغلوا صلاتكم للإنتقام من بعضكم فتكون صللة غير مقبولة.”
ثالثا: الغفران، يسوع يعطينا مثل المديون الذي عاد وطلب من صديقه المال بعد أن تم إعفاؤه من كل ديونه، فقال يسوع: الله أعفاك من الديون الكثيرة وأنت لم تعفِ أخاك من الدّين البسيط” علينا أن أغفر لأخي ليغفر لي الرب.
” ما فيك تكون وجهين أمام الله، كُن ابن سلام، تخرج من الكنيسة وتعكس صورة يسوع.
خلاص النفوس هو الهدف الأساسي في حياتنا، نعمل جاهدين لخلاص نفوس أولادنا لتكون علاقتنا جيدة مع يسوع.”
وخام:” هذه السنة، العيد مُميّز بتطويب البطريرك اسطفان الدويهي الإهدني، التّطويب هو مسؤولية، نحن نفرح بتطويبه، كرعية ومؤسسة البطريرك الدويهي، نحن لم نصنع أي شيء ، الصانع هو الله، الصانع هو البطريرك. كان شرفٌ لنا أن نكون مساهمين في هذه الاحتفالات الرائعة. هو القديس قبل مماته، قبل وبعد مماته كان يصنع العجائب، الكنيسة فقط أعلنته طوباويًّا. كونوا متواضعين “لأنو ما حدا إلو فضل على شي” مهما فعلتهم نحن عبيد بطّالون. صلاتنا أن تكون هذه الرعية، رعية اهدن – زغرتا التي وُلد فيها البطريرك الدويهي رعية متواضعة، فليكن افتخارنا به طريق جديد ذات منطق المحبة والوداعة التي عاشها الدويهي. مسؤولية كبيرة بتطويبه بالنسبة للرعية والكهنة والمؤمنين، لنصغ الى الروح القدس وكلام الله. نحن ننتظر ماذا يريد منه الروح وانشالله نكتشف ماذا يريد منه من خلال التّطويب. نتعمق بحياتنا المسيحية وانجيلنا. لنصغ الى مريم التي قالت افعلوا ما يأمركم به يسوع، عودوا الى الذات والانجيل. لنصمت ونصغي الى كلام الرب فالصمت علامة ربنا في حياتنا. رعية اهدن زغرتا قبل التطويب شيء وبعد التطويب شيء آخر، نحو الأفضل والأحسن وأقرب إلى الله، إلى مريم”.