عشية عيد انتقال العذراء مريم بالنّفس والجسد الى السماء، توافد العديد من المؤمنين سيراً على الأقدام في تقليدٍ سنوي من اهدن الى زغرتا، وعند وصولهم الى كنيسة سيدة زغرتا الأثرية، شاركوا بالذبيحة الإلهية التي ترأسها الخورأسقف اسطفان فرنجية وعاونه الخوري أنطونيو الدويهي والشماس وليام مكاري، بحضور وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري ، النائب ميشال معوض، الوزير السابق اسطفان الدويهي ،النائب السابق جواد بولس وعقيلته وحشد غفير من المؤمنين.
بعد تلاوة الإنجيل المقدس ألقى الخورأسقف فرنجية عظة في المناسبة قال فيها :
“اليوم الكنيسة تحتفل بعيد انتقال أمنا مريم العذراء بالنّفس والجسد الى السماء،
هذا الانتقال هو من العظائم التي أعطاها يسوع لأمه مريم.
مريم عظيمة لأن الله اختارها أماً له، ميّزها، وشاء أن ينقلها بالنّفس والجسد. نظر الى تواضع أمته أي نظر الى تواضع مريم”.
مضيفاً:” في مجتمعاتنا اليوم يسعى الانسان بكل قوّته الى اثنين: الشهرة والمال. يسوع عسك الأمور، إذا كنتم الأولين في حياتكم يجب أن تكونوا خُداماً لبعضكم وتَعوا حقيقة ضعفكم البشري.
ألَم تلاحظون أن لا أحد يشعر بالخطيئة، “انا ما عندي شي!” لأننا لسنا على مقرُبة من الإنجيل وكلام يسوع…اليوم مات الضمير وأصبحنا متمسّكين بديانة خارجية فقط. ألهنا يقول: يا بُني أريدُ قلبك”.
وتابع: “ربنا ما بدو منا انو نمشي من اهدن ع زغرتا ونحنا عنا حقد ع حدا، خلونا نتواضع امام الله، لا المال ولا السلطة بترفعنا. ” دعا الله موسى ليقود شعبه الى الحرية فقال له: أنا لستُ أهلا ً يا رب إختر أحداً آخر، مخلص العالم هو الرب يسوع، كذلك بالنسبة للقديس بطرس عندما رأى مجد الرب اكتشف ضعفه وقال ليسوع إبتعد عني لأني رجل خاطئ.
لِنَكن على مثال بطرس، كلما زاد قربنا ليسوع نكتشف ضعفنا وخطيئتنا. ”
ثم قال:” الطوباوي البطريرك إسطفان الدّويهي الإهدني عندما انتُخِب بطريركاً رفض لأنه اعتبر نفسه انه ليس مستحقاً لأنه كان يبحث عن مشيئة الله في خدمته في كل عمل توكِلُه به الكنيسة، اتاه درع التثبيت من البابا وعاش حياة البطريرك بالتواضع.
وختم: “نحن نفرح بتطويبه، كرعية ومؤسسة البطريرك الدويهي، نحن لم نصنع أي شيء ، الصانع هو الله، الصانع هو البطريرك. كان شرفٌ لنا أن نكون مساهمين في هذه الاحتفالات الرائعة. هو القديس قبل مماته، قبل وبعد مماته كان يصنع العجائب، الكنيسة فقط أعلنته طوباويًّا. كونوا متواضعين “لأنو ما حدا إلو فضل على شي” مهما فعلتهم نحن عبيد بطّالون. صلاتنا أن تكون هذه الرعية، رعية اهدن – زغرتا التي وُلد فيها البطريرك الدويهي رعية متواضعة، فليكن افتخارنا به طريق جديد ذات منطق المحبة والوداعة التي عاشها الدويهي. مسؤولية كبيرة بتطويبه بالنسبة للرعية والكهنة والمؤمنين، لنصغ الى الروح القدس وكلام الله. نحن ننتظر ماذا يريد منه الروح وانشالله نكتشف ماذا يريد منه من خلال التّطويب. نتعمق بحياتنا المسيحية وانجيلنا. لنصغ الى مريم التي قالت افعلوا ما يأمركم به يسوع، عودوا الى الذات والانجيل. لنصمت ونصغي الى كلام الرب فالصمت علامة ربنا في حياتنا.”
وبعد القداس، كان زيّاح لأمنا سيدة زغرتا ومن ثم توجه الخورأسقف فرنجية وبارك” هريسة العيد”.