الحياة الروحية، الدراسة، الحياة الجماعية والعمل الرسولي، هذه هي العناصر الأربعة الأساسية التي أراد البابا فرنسيس تذكير الإكليريكيين بأهميتها وذلك خلال استقباله اليوم جماعة إكليريكية خيتافي الكبرى في إسبانيا، إكليريكية مريم العذراء سلطانة الرسل.
استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم السبت ٣ آب أغسطس جماعة إكليريكية خيتافي الكبرى في إسبانيا، إكليريكية مريم العذراء سلطانة الرسل. وسلَّم قداسته ضيوفه كلمة أعدها لهذه المناسبة أعرب في بدايتها عن سعادته لاستقبال أعضاء جماعة الإكليريكية، والذين يرافقهم أسقف الأبرشية المطران خينيس غارسيا بيلتران والأسقف المعاون المطران خوسي ماريا افيندانيو، وذلك خلال حج الجماعة لزيارة قبرَي القديسَين بطرس وبولس في إطار الاحتفال بمرور ٣٠ سنة على تأسيس الإكليريكية. وأعرب البابا لأعضاء جماعة الإكليريكية عن الشكر على هذه الزيارة وأكد من جهة أخرى الرجاء أن يساعدهم هذا الحج في الاستعداد الروحي للاحتفال بفرح باليوبيل القريب، يوبيل ٢٠٢٥.
توقف البابا فرنسيس بعد ذلك عند القديس جان ماري فيانيي شفيع الكهنة، والذي يُحتفل به غدا ٤ آب أغسطس، وذكَّر قداسته بكلمات هذا القديس الذي قال إننا إن فهمنا جيدا ما هو الكاهن في الأرض فسنموت لا خوفا بل محبةً. وتابع الأب الأقدس قائلا للإكليريكيين أنه وانطلاقا من هذه الكلمات، والتي يختزل بها القديس حياته المكرسة بالكامل لله ولمؤمني الرعية، يريد تذكيرهم بأنهم هم أيضا قد تلقوا دعوة محبة الله هذه وأنهم يستعدون بمساعدة المكونين وكثيرين آخرين لينالوا عطية الكهنوت. وواصل قداسته أن مسيرة التماهي هذه مع يسوع، الراعي الصالح، لا تخلو من الصعاب، ولهذا فإنني في كل مرة التقي فيها الإكليريكيين، قال البابا فرنسيس، أُذَكرهم بأن عليهم السير على هذه الدرب منتبهين إلى أربعة عناصر أساسية. وعدَّد قداسته هذه العناصر الأربعة وهي الحياة الروحية، الدراسة، الحياة الجماعية والعمل الرسولي. وواصل الأب الأقدس كلمته إلى الإكليريكيين مشددا على ضرورة ألا يغفلوا أبدا عن تحقيق التناغم بين هذه العناصر الأربعة وذلك لأن الرب والكنيسة ينتظران منكم أنتم الإكليريكيين، قال قداسته، أن تكونوا أولا بشرا مستقيمين وأسخياء في الاستجابة إلى الدعوة التي تلقوها، مستعدين دائما للإصغاء وللمغفرة، وعازمين على أن يعيشوا بأكثر الأشكال عمقا الالتزام التام إزاء الله والأخوة مع منح الأولوية لمن يعانون بشكل أكبر، الفقراء والمقصيين.
تحدث الأب الأقدس بعد ذلك عن إكليريكية خيتافي الكبرى مذكرا بكونها تقع في Cerro de los Ángeles، أي تلك المنطقة التي تُعتبر المركز الجغرافي لشبة الجزيرة الإيبرية. وقال البابا إنه ليس من الصدفة أن توجد الإكليريكية في هذه المنطقة التي يوجد فيها أيضا صرح القلب المقدس ومزار Nuestra Señora de los Ángeles، العذراء مريم سلطانة الملائكة شفيعة خيتافي.
وفي ختام كلمته إلى جماعة إكليريكية خيتافي الكبرى، إكليريكية مريم العذراء سلطانة الرسل، أراد قداسة البابا فرنسيس تأكيد تضرعه إلى الرب يسوع كي يكون لكل واحد منكم، قال قداسته، مركز حياته، وأن يشكل قلوبكم حسب قلبه وأن يجعلكم دائما ملتصقين بقلبه. كما وتضرع قداسته طالبا من مريم العذراء سلطانة الملائكة أن تحرسهم وترافقهم في مسيرتهم. ثم وجه البابا فرنسيس الشكر إلى الجميع.