الخوراسقف اسطفان فرنجية وقع كتابه *منارة علم وقداسة* عن الطوباوي الدويهي والكلمات اشارت الى المزج الرائع بين العاطفة والمنهجية العلمية الرصينة

وقّع الخورأسقف اسطفان فرنجية، اليوم، كتابَه “منارة عِلم وقداسة” سيرة حياة الطوباوي الدّويهي الصادر بثلاثِ لغات: العربية، الإنكليزية والاسبانية، في ساحة كاتدرائية مار جرجس اهدن “الكتلة”، في اطار النشاطات التي تنظم في هذه المناسبة.
حضر الإحتفال النّائب البطريركي على نيابة اهدن – زغرتا المطران جوزيف نفّاع، راعي أبرشية فرنسا للموارنة والزّائر الرسولي على الموارنة في أوروبا المطران مارون ناصر الجميّل، مطران أستراليا وأوقيانيا أنطوان شربل طرابيه، رئيس دير مار سركيس وباخوس الأب زكا القزي، نقيبة المحامين السابقة ماري تيريز القوال، الرئيس السابق لـ “الجامعة اللّبنانية الثّقافية في العالم” الشيخ ميشال الدّويهي، البروفيسور اميل يعقوب، منسقة الإنتشار في تيار “المردة” كارول دحدح، كهنة الرعية والشمامسة، لفيف من الرهبان والراهبات، عدد من المغتربين الإهدنيين، الى جانب عدد من الفاعليات واللّجان الرعويّة والجمعيات والأخويات وحشد من أبناء الرّعية”.
ناصر الجميل
قدمت الحفل الإعلامية ليال جبرايل مرحبة بالمشاركين والحضور، ثم كانت كلمةٌ للمطران الجميل قال فيها:” ككل سنة نكون على موعد في اهدن لنتحدث عن شخصياتٍ إهدنية، هذه السنة شخصية البطريرك الدّويهي “فارضة حالها”، “سألونا ليش هلق وعيتوا وصرلو الزلمة ٣٠٠ سنة وأكثر متوفي، حاولنا أنو نعطي جواب بس ما كان عنا جواب، ما نحن منقرر” ، كان التّوقيت سماويا وكان للسماء جوابها، ففي الظرف الذي نعيشه في الشرق الأوسط، شرق نور جديد وأصبحنا نقرأ بشكل جديد سيرة حياة الطوباوي اسطفان الدويهي وبطولة فضائله. إن التّكريم والتّطويب والتّقديس ، كلّها تقسيم بشري، أما هو بشخصه فدخل الحياة التي لا تموت”.
واضاف: “قَبْلَ القديس شربل لم يكن لنا على مدى ألف سنة قديسون من الشرق، فكانوا القديسين من الألف الأول أي مار جرجس، مار نهرا، مار عبدا ومار ماما… الكنيسة الجامعة “ما كانت تعتبر إنه بيطلع منا قديسين”. مع الوقت، أصبح عندنا قديسون وصاروا مثالا ومقياساً على مستوى الكنيسة الجامعة وأصبح العالم يَعرف لبنان من خلالهم”.
وتابع: “لقد كان أجدادكم يطلقون عليه لقب البطريرك القديس على مقاييس قداستهم ونتيجة أعماله و مسلكه وآدائه الرّعوي، القداسة والتّطويب عمل الكنيسة الجامعة وهو أول بطريرك ماروني يُطوّب بالشّكل الشّرعي”.
وختم الجميّل:”كَتَبَ البطريرك الدّويهي تاريخ الكنيسة بشكلٍ عِلمي لأنه كان المُدبّر. دورُنا اليوم أن نفهم تاريخنا الذي هو ضمن ركيزتين: الأولى: الركيزة الشرقية الممثلة بالمسلمين، الثانية: الركيزة الغربية الممثلة “بالفرنجة” ومن خلال هذا الإنفتاح أعطانا هُويتنا، والشّعب الذي ليس لديه تاريخ ليس لديه هُوية”.
البروفيسور يعقوب
ثمّ ألقى البروفيسور اميل يعقوب كلمةً جاءَ فيها: “كَتَب قديسنا البطريرك الدّويهي سيرته بنفسه بعد أن طلبها منه القس بطرس مبارك، ثم كتب سيرته البطريرك سمعان عواد الحصروني وهذه السيرة أقدم السِير لقديسنا، ثم كتب المطران بطرس شبلي كتاباً يُعدُّ من أهم الكتب التّاريخيّة في حياة بطريركنا وكتب المطران ناصر الجميل الكتاب تلو الآخر في حياة بطريركنا فأبدع”.
أضاف: “وبعد، ألا يستحي المونسنيور فرنجية بكتابة تاريخ بطريركنا بعد هؤلاء الأعلام الأفذاذ، ألا يأتي كتابه كَمّا تراكمياً في سلسلة الكُتب التي تخصّصت في قديسنا البطريرك. لم يستحِ، فجاء كتابه مخالفاً كل من تَوَقّع أنه لن يضيف إلى ما قيل عن السيد البطريرك شيئاً. فقد تميز أولاً: بأسلوبه الواضح الشّفاف الذي يدخل القلوب، فهو من السهل الممتنع. ثانياً: هذا التّدرج الزمني في تناول مراحل حياة البطريرك بكل تفاصيلها ضمن فصول. ثالثاً: هذا المزج الرائع بين العاطفة الجيّاشة نحو البطريرك والمنهجية العلمية الرصينة، فلم أقرأ كتابات على كثرة ما قرأت التحمت فيه العاطفة والمنهجية العلمية في وحدة طبيعية مناسبة. رابعاً: إضافته الى كل الكتب المقدسة، فصلاً مُفصّلاً مُهمًا عن علاقة البطريرك بالفرنسيسكان. خامساً: إستثماره ما نشره المطران شبلي من رسائل البطريرك في هذه المنارة علماً وقداسة. سادساً: تضمّن الكتاب كل ما يريده القارئ عن حياة بطريركنا فهو موسوعة شاملة، بحيث أكادُ أقول: ليستحِ من أراد أن يكتب كتاباً عن البطريرك الدويهي بعد هذا الكتاب”.
وختم يعقوب: “أخيراً وليس آخراً، هذه الخاتمة العاطفية التي تكشف حياة كاتبها، حياة اسطفان فرنجية، مُجرداً من كهنوته، ومن إدارته مستشفى سيدة زغرتا الجامعي ولفريق السلام، هذا المؤمن بالعناية الإلهية. أشكرك بِدَوري لأنك أتحتَ لي فرصة الكلام على كتابك. أنت الذي أحببتَ البطريرك الدّويهي، وتسمّيت باسمِهِ وعلى دربهِ تَسير”.
الخور أسقف فرنجية
ثم تحدث الخورأسقف اسطفان فرنجية الذي شَكَرَ كلّ المُشاركين بهذا التّوقيع قائلا: “أحببتُ البطريرك الدّويهي نتيجة كتابات المطران بطرس شبلي الذي كتب بعاطفته، ومع المطران ناصر الجميّل تعرّفنا على المخطوطات للبطريرك سمعان عوّاد التي كتبها بعد سنوات قليلة من وفاة الدّويهي، هذه المخطوطات المُهمَّة تمَّ نَقلُها من الكرشونية إلى اللغة العربية ونشرتها رابطة البطريرك الدويهي في كُتيّب”.
واضاف: ” المطران ناصر كشف كنوز كبيرة وهي رسائل مكتوبة من البطريرك الدّويهي لروما ولمجمع إنتشار الإيمان أو الباباوات والكرادلة. رسائل للبطريرك الدويهي نشرها أيضا الأب حليم نجيم الفرنسيسكاني”.
وتابع: “كان ينتابني شعور الغصّة أثناء لقاءاتي بالمغتربين في بلاد الإنتشار “إنن ما بيعرفوا شي عن البطرك الدويهي وما بيعرفوا تاريخنا، كنت أتواصل مع سركيس كرم لترجمة “تاريخ اهدن” ليكونوا على معرفة ببلدتن اهدن الحلوي”، وعليه كان هدفنا اليوم ترجمة كتابي هذا “منارة علم وقداسة” إلى الإنجليزية ليتمكّن كل المنتشرين في أصقاع العالم أن يتعرّفوا على البطريرك العظيم الإهدني”.
واردف: “منذ صغري ” ما كنت إقشع”، كان عمري 11 سنة زرعت أول قُرنيّة بأميركا، وكانت أمي دائما على كامل ثقة أن البطريرك الدّويهي سيشفيني، كنت أتعذّب في عِلمي، أستندُ على حاسة السّمع في صفّي عندما يشرح الأستاذ، إمي تصلّي لي للبطريرك الدّويهي حتى إشفى وبعدها بتصلّي لي… طالما هِيِ موجودة أنا ما بعتل هَمّ… عمِلوا للي بَدكُن ياه، أمي عم تصلّي لي!
وختم فرنجية: ” لبنان هو البطريرك الدّويهي ويوحنا مارون ويوسف بك كرم وكل الآباء والأجداد، أشكر الدكتور إميل يعقوب والأب دانيال شديد الذي رافق صدور الكتاب باللّغات الثلاث ، إنّه كتاب عِلمي وتاريخي. أشكر “السنيور” سركيس يمين وابنه مومي الذين تكلفوا بترجمة هذا الكتاب للإسبانية كما أشكر تاد مرقس الدّويهي المندفع أيضا الذي تكلّف في ترجمته للإنجليزية وكل الذين اهتمّوا بإنجاح هذا الحفل”.