انعقد مجمع (سينودس) الكنيسة الكلدانية في دورته السنويّة العادية من 15-19 تموز 2024، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو الكلّيّ الطوبى، في الصرح ّ البطريركي في المنصور/ بغداد.
وجه الإباء رسالة إلى قداسة البابا فرنسيس، يلتمسون فيها بركته الأبويّة، وصلاته من اجل ان تأتي نقاشات السينودس مثمرة لخير الكنيسة والبلد.
بعد كلمة الافتتاح، جرت المداولات الأخوية بين الأحبار الأجلاء، في أجواء من الألفة والديمقراطية والشركة المجمعية؛ وأثمرت عن عدد من المقررات والنقاط، منها ما يتضمنه هذا البيان وكالآتي:
1. شكر وامتنان لدولة رئيس الوزراء
لكون المجمع قد انعقد بعد العودة الرسمية للبطريرك إلى كرسيه الرسمي البطريركي في بغداد، فقد ثمن الآباء الأساقفة مبادرة دولة رئيس الوزراء السيد محمد شيّاع السوداني القانونية والشجاعة لإرجاع الحق الى كنيستنا بإصدار أمر ديواني يؤكد تسمية البطريرك ساكو بطريركا على الكنيسة الكلدانية، ومتوليا على أوقافها، وعبروا عن شكرهم له.
عبر البطريرك والأساقفة عن أملهم بان تتخذ الحكومة ومعها المسؤولون والأحزاب السياسية خطوات عملية ثابتة في بناء السلام والاستقرار، في مقدمتها: تطبيق القانون والعدالة، وترميم الوحدة الوطنية، وتعزيز مفهوم المواطنة، وتوفير الخدمات العامة الكافية لضمان العيش الكريم لجميع المواطنين. وتغليب مصالح الشعب العراقي على أي مصالح فئوية ضيقة.
زار غبطته مع السادة الأساقفة دولة رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني مساء الخميس 18 تموز 2024، وقد رحب بهم دولته. ودار حديث ودي حول الهم الوطني العام وهم المسيحيين.
2. معاناة المسيحيين
عانى كثيرا شعبنا المسيحي الأصيل المتجذر في البلاد، في العقدين الماضيين من سلب الحقوق، والتهميش والاقصاء والاستحواذ على الأملاك والمقدرات مما دفع الكثيرين منهم الى الهجرة بحثا عن بيئة افضل. لذا نطالب الحكومة الموقرة انصافهم بخطوات عملية لطمأنتهم وبناء الثقة وتعزيز التعاون الوطني، والاستفادة من مهاراتهم لتقدم بلدهم. كما نطالب باحترام حقوقهم كاملة كمواطنين متساوين في التمثيل والوظائف، ونرفض أي استيلاء على مقدراتهم بتفرّد أيّ جهة سياسية كانت أو حزبية.
3. الحرب في الأراضي المقدسة وتداعياتها على المنطقة
أعرب الأساقفة عن قلقهم العميق إزاء التحوّلات الدولية والصراعات والحروب التي تشهدها المنطقة العربية وبخاصة الأراضي المقدسة. انهم يشجبون العنف بجميع أشكاله، ويدعون المجتمع الدولي إلى حماية السلام، وتأكيده دائمًا، واتخاذ الإجراء المناسب من أجل الإنهاء الفوري للحرب المدمرة للبشر والحجر، والتوصل الى حل دائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بإقامة دولتين جارتين تعيشان بسلام وامان واستقرار وثقة متبادلة.
4. مستقبل مسيحيي المنطقة
ما يتعلّق بالمسيحيين في بلدان المنطقة، يجدد الأساقفة دعوة البطريرك ساكو الى الوحدة والتكاتف. إن الجامع الرئيسي الذي يجب ان يوحدنا هو ايماننا وارضنا. نحن ملتزمون ببعضنا وبمصيرنا المشترك مع سائر مواطني بلدان المنطقة، والاهتمام بالقضايا العامة، وهموم المواطنين، والحقوق والحياة الكريمة. اننا نعبّر عن تعاطفنا الأخوي مع سائر أساقفة بلدان الجوار، مؤكدين أن الكنيسة بحاجة الى رؤية جديدة حول المرحلة المستقبلية وخطوات عملية شجاعة، لتثبيت المسيحيين في ارضهم وهويتهم وتعزيز دورهم وحضورهم. إن في وحدتنا قوتنا وخلاصنا. وبالرغم من الجراح، نبقى نحب بلداننا، ومواطنينا، ونود التعاون معهم في إشاعة ثقافة العيش المشترك، واحترام اختلاف الآخر، وترسيخ الرجاء، في ظل مجتمع مدني عادل.