نفاع ترأس قداسا في كنيسة مار شربل – إهدن لمناسبة تدشينها وعيد القديس شربل السبت 20 تموز 2024

احتفل النائب البطريركي العام على نيابة إهدن- زغرتا المطران جوزاف نفاع بالذبيحة الإلهية في كنيسة مار شربل – إهدن، لمناسبة عيد القديس شربل والذكرى السنوية الأولى لتدشين الكنيسة التي تبرع بتكاليف تشييدها طوني حميد فرنجية وزوجته فافي منصور يمين، عاونه الخورأسقف اسطفان فرنجية، والكهنة يوحنا مخلوف، حنا عبود، أنطونيو الدويهي، ريمون إيليا والأب الأنطوني إيلي كعوي ونافذ صعيب والشماسان إدوار فرنجية ووليام المكاري.
شارك في القداس وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال المهندس زياد المكاري، النائبان طوني فرنجيّة وميشال معوض، النائب السابق جواد بولس وعقيلته، المحامي نعيم دويهي ممثلا حزب “القوات اللبنانية”، منسق “التيار الوطني الحر” في زغرتا عبدالله بو عبدالله، الى جانب عدد من الراهبات واللّجان الرعوية والجمعيات والأخويات وحشدٌ من المؤمنين.
وألقى المطران نفاع عظةً قال فيها: “إنجيل اليوم الرسل يقولون ليسوع: فسر لنا مثل زوان الحقل، لنطبقه ونعيشه. إنّ يسوع المسيح والرسل يقولون لنا اليوم أن إيماننا ليس بسيطًا، فالإيمان علينا أن نطوّره ونفهمه حتى ينمو رجاؤنا في يسوع المسيح”.
وأضاف: “هذا الإيمان القوي هو ما جعل الكنيسة والمسؤولين فيها يشبكون يدهم بيد السيد طوني حميد فرنجية لبناء كنيسة مار شربل على مدخل إهدن، والتي نحن اليوم بأمسّ الحاجة إليها. فكنيسة مار شربل في إهدن هي علامة رجاء، ووجودها له تأثير إيجابي عظيم وهي إعلان بشارة لجميع الناس أن غدًا يوم أفضل”.
وشكر المطران نفاع لطوني حميد فرنجية جهوده ومجانيته وثقته بالإكليروس، وقال: “علينا أن نتمثّل بالقديس شربل بالعمل والجهد والإيمان القويّ، فالرب يدعونا أن نكون قديسين. وأطلق خلال عظته مجلة “ينابيع” التي تشرح الأيقونات في الكنيسة وتفاصيلها”.
وختم قائلاً: “نشكر الله لأنه أنعم علينا أيضًا وعلى إهدن تطويب البطريرك اسطفان الدويهي وفتح ملف بطل لبنان يوسف بك كرم”.
فرنجية
قي ختام القداس ألقى الخورأسقف فرنجيّة كلمةً قال فيها: “منذ تعييني رئيسًا للجنة وقف إهدن – زغرتا ، وأنا أسعى لبناء كنيسة لمار شربل في منطقة المطلّ – إهدن، وقد تسلّمت هذا الهدف من مثلث الرحمات المطران بولس إميل سعادة. كيف سارت الأمور، ومن خطّط لها حتى تحقق الحلم؟ صراحة، لا أعلم، وما أعلمه أنّ «الله دبَّر»، ومار شربل أراد أن تكون كنيسته في هذا الموقع، وأن يقدّم أرضها ويبنيها على نفقته السنيور طوني حميد فرنجية وزوجته فافي منصور يمّين بكل سخاء وتواضع وصمت وإيمان وفرح. هذه هي إرادة الله هي رغبة مار شربل”.
أضاف: “أقف حائرا أمام هذا العمل الذي تحقق بغفلة عين، ولمحة إيمان، ولحظة حب، أقف خاشعًا أمام كلّ ما جرى معي منذ انطلاقة فكرة البناء. أقف خاشعًا أمام لجاجتي وإلحاحي على طوني لشراء الأرض، أو مبادلتها إلى حين أعلن استسلامه وموافقته على إعطائنا العقار بشرط واحد، وهو: (أنا لا أبيع ، ولا أبادل، بل أقدّم هذه الأرض لمار شربل، وفاء لوالدتي، ورحمة لها، وعلامة لحبي لها). يومها، طرت من الفرح شكرت الربّ وشكرت مار شربل؛ لأنه سيكون في إهدن كنيسة جديدة تحت شفاعته. أتذكر يا طوني، يوم اتصلت بي وكنت في الديمان أحضر لزيارة صاحب الغبطة البطريرك بشارة الراعي إلى إهدن؟ أتذكر يومها طلبت مني إذا أمكن وضع حجر الأساس للكنيسة خلال تلك الزيارة؟ هنا، أتذكر تلك اللحظات الحاسمة والمعبرة أتذكّر أنني انحنيت على صاحب الغبطة، وهو يتناول طعام الغداء في المقرّ البطريركي في الديمان همست في أذنيه طلبك، فقال لي: لما لا؟ الله يبارك عندها جاوبتك بالموافقة بثوان قليلة، وقلت لك : تعال إذا من إلمانيا، ولم نكن قد اتفقنا على شيء، إلا على السير بكل بساطة بما يريده الله ،منا، ولم نختلف على شيء منذ ذلك الحين حتى اليوم”.
وتابع: “طوني وفافي، بالتعاون سرنا معا سنوات، والحصاد أمام عيونكم الآن قلوب متخشعة تقصد الكنيسة التي أصبحت مزارا لبنانياً في سنتها الأولى، وصلوات ترتفع منها إلى الله بشفاعة مار شربل وسيستعملها الله أكثر فأكثر لمجده، ولبنيان شعبه، وخلاص النفوس. طوني وفافي لقد غمرتمانا بمحبتكم وتقديركم لرعيتنا إهدن – زغرتا. لقد تعاملتما معنا بكل ثقة ما بعدها ثقة واحترام ما بعده، احترام واندفاع ما بعده اندفاع. لقد بنيتما الكنيسة ومنتفعاتها بكل سخاء كالذي يبني بيته وأكثر. لقد سمح لكما الله أن تبنيا له بيتا كلّ شيء، فيه يتكلم بمجد الله. لقد زدتما على جمال إهدن جمالاً، وعلى كنائسها كنيسة، وعلى شفعائها شفيعًا. فطوبى لكما، وهنيئا لكما عملكما هذا الذي نلتقي فيه الآن. لقد كنتما لنا مثال المؤمنين الذين يعطون من دون حساب، ومثالاً في التواضع والوداعة والسهر على الرعية ومحبتها، لأنها صورة يسوع الراعي والمدير والمعلم، وكنتما مدرسة في الحب والتقدير. لقد أحببتما إهدن وشعبها، وهم أحبوكما، وأخذتما المكان اللائق في حاضرها وتاريخها، وفي قلوب الأوفياء والمؤمنين. كل صلاة ترتفع من هذه الكنيسة، وكل إشارة صليب يرسمها على وجهه مؤمن عابر أمامها، لكما فيها الأجر والثواب”.
وأردف: “طوني وفافي بارككما الله وأعطاكما قبل أن سنوات واتعطياه. أعطاكما التواضع في الحياة، والقرب من الناس والحكمة قلوب متفي أخذ القرارت والتوفيق في العمل وكسب احترام الناس أينما أصبحت حللتما والاندفاع في عمل الخير والإحساس مع الضعيف، وأعطاكما عائلة رائعة ولطيفة وأحفادا هم فرحة للقلب وبهجة للحياة! طوني وفافي، بارككما الله، وسيبارككما أيضًا. أعطاكما الخيرات الروحية من إيمان ومحبة، من اندفاع وجرأة وتحمّل وصبر على تخطي الصعوبات التي اعترضتكما بفرح وتسليم لإرادة الله. ليغمر كما الله برحمته ويزيدكما نعمة فوق نعمة، ولتحرسكما شفاعة أحباء الله وقدّيسيه مريم ويوسف وشربل ونعمة، الله والبابا بولس السادس والطوباوي البطريرك إسطفان الدويهي الإهدني”.
وختم: “وأخيرًا، أتشرف بإعلامكما وإعلام أبناء الرعية وبناتها قرار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وصاحب السيادة المطران جوزيف نقّاع ، النائب البطريركي في إهدن – زغرتا، وكهنة الرعية منحكم الميدالية الذهبية لرعية إهدن – زغرتا، وذلك تقديرا لما أنجزته العناية الإلهية من خلالك يا طوني ومن خلال شريكة حياتك السيدة فافي منصور يمّين، وتقديرًا لتقديمكما هذا العقار الذي نقف عليه اليوم، وبنائكما الكنيسة ، ومنتفعاتها، ولغيرها من أعمال الرحمة التي، إن دلّت على شيء، فهي تدلّ على عمق إيمانكما، وصدق ،محبتكما، وقوة رجائكما. عزّزت أعمالكما الخيرة، وتعزّز دور رعيّة إهدن – زغرتا في نشر كلمة الله وتقديس النفوس، وخدمة المحبة. شكرا لكما وبارككما الله”.
وبعدها قدّم المطران نفاع والخورأسقف فرنجية الميدالية لطوني فرنجية وزوجته فافي يمين.