ترأس الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الأباتي إدمون رزق، قداس الشكر للآباء الجدد شربل جرجس القسيس، إبراهيم كميل بو ضوميط، شربل أمين أبو خير، على ضريح المؤسس المطران عبدالله قرعلي في دير سيدة اللويزة – زوق مصبح.
بعد الانجيل آلقى رزق عظة قال فيها: “كلمتي اليوم هي للأباء الجدد، اليوم تلتقون بقداس شكر مع الرئيس العام والأهل على ضريح المؤسس، المطران عبدالله القراعلي. وهذا تقليد رهباني عريق، منذ عقود كثيرة. تلتقون هنا في ذبيحة شكر أولى بعد سيامتكم الكهنوتية، تأخذون بركة الرب وبركة المؤسس لتنطلقوا في حياتكم الكهنوتية، بعد أن تشكروا الرب على نعمته، بإتمانكم على قطيعه، رعاة نالوا حظوة العمل والسهر ورعاية أبناء الله، أبناء الملكوت. ولكن، لما هذا اللقاء؟ لأنه على صخرة قراعلي بـنيت رهبانيتنا، ومن روحه ارتوينا حياة رهبانية وبصلاته ودموعه، لا زلنا نثمر حتى اليوم! كانت الرهبانية حلم لديه، بذل حياته ليحققه. وحلمه لم يكن خاصا به، بل أراد أن يجتمع من يرغب بأن يعطي حياته ليسوع، تحت راية واحدة، راية الرهبانية، ليصلوا معا وينموا معا ويخدموا معا شعب الله المسيحي المؤمن. هو أسس، والرب ثبت البنيان وأعلاه، وغاية المثلث الرحمة المطران عبدالله القراعلي السامية، لا زالت تعطي أجود الثمار: رهبانا وكهنة يطمحون إلى الكمال والنقاوة والقداسة، ويسوقون قطيع الرب إلى الخلاص”.
أضاف:”يقول يسوع ” من ثمارهم تعرفونهم. أيثمر الشوك عنبا، أم العليق تينا؟ كل شجرة جيدة تحمل ثمرا جيدا، وكل شجرة رديئة تحمل ثمرا رديئ ” (متى 7:16).
أيها الكهنة الجدد، أنتم ثمار شجرة جيدة، لا بل طيبة، لا بل عريقة، لا بل صامدة، تتألق اليوم بدعوتكم الرهبانية والكهنوتية، وتشكر الله أنه لا زال يرزقها! إن مؤسسنا يفرح اليوم فيكم، أيها الكهنة المباركين. لأنكم بقبولكم الدعوة الرهبانية والكهنوتية، حققتم رغبة قلبه. وهو يشكر الله معنا عليكم في ذبيحة الشكر هذه ؛ أنتم رجاؤه في عالم مليء بالتجارب والاضطهاد والجهل والعتاب، والفقر والجوع والعطش … كل هذه ستعيشونها بالطوبى، لأن من كان مع الرب لا يعطش ولا يجوع أبدا ! الرب وحده يكفي! إن الرسالة الكهنوتية، هي سر كبير من أسرار الكنيسة، لأنها تخدم كل الأسرار: سر المعمودية، سر التثبيت، سر المصالحة، سر الإفخارستيا، سر الزواج وسر مسحة المرضى. وهذا السر عظيم لأنه متواضع، فالكاهن لا يبحث أن يرى ويمجد، بل لا يهمه إلا تمجيد الله ورعاية شعبه. أقول هذا لأذكركم بأنكم منذ لحظة مسح الميرون في سر الكهنوت أصبحتم مسحاء، جنودا للكلمة، خداما لجسد الرب السري، أي الكنيسة. بين يديكم سترفعون جسد الرب ودمه، كما سترفعون كنيسته، ولن يكون همكم سوى تكريم هذا الجسد، وإعطاء الأبناء الغذاء في حينه”.
وتابع: “في إنجيل هذا الأحد، يقرأ يسوع آية من نبؤة آشعيا هي نفسها، ما أنتم عليه اليوم: “روح الرب علي، ولهـذا مسحني لأبشر الـمساكين، وأرسلني لأنادي بإطلاق الأسرى وعودة البصر إلى العميان، وأطلق الـمقهورين أحرارا، وأنادي بسنة مقبولة لدى الرب “، فطوبى لكم إذا أدركتم أهمية دوركم في مشروع الخلاصي، وإن وثقتم بأن الله الذي “اختاركم أولا” لن يترككم في رسالتكم. فلا تخافوا أن تذهبوا حيثما يأخذكم الروح، ولا تتكاسلوا في المحبة والخدمة لجميع البشر، حبا بالمسيح. أنتم من سلالة جبار في الحب والتفاني في سبيل الكلمة، أصلي أن تدركوا هذا: أنكم في رسالتكم الكهنوتية الجديدة، أنتم لستم وحدكم، فهذه الرهبانية تصلي لكم مع مؤسسها ورهبانها منذ التأسيس حتى اليوم. اسلكوا في السيرة الحسنة وسيروا في النور وصلوا متحدين مع بعضكم البعض، وليكن كهنوتكم تاج غار تتغنون به في خدمة الكنيسة”.
وقال: “لا تخافوا أن تسلكوا في طريق القداسة، فهذا كان هم مؤسسنا، ونحن نفتخر بأن الرهبانية أعطت كهنة قديسين كثيرين، علمونا التجرد من كل شيء، ما عدا الله. أبقوا نظركم على الهدف، أي يسوع، فلا تضلوا في الطريق، ولا تنسوا أن التجارب ستقسى عليكم، ولكن أنتم مزودون بكل ما يلزم لتنتصروا عليها. أوصيكم بأن تتجددوا كل يوم بمحبة المسيح، وتسيروا كل يوم إلى أعمق. ففي العمق نور الرب سيرشدكم إليه، وأنتم بدوركم سترشدون شعب الله نحوه. من اليوم وصاعدا، أنتم آباء وأمهات من يقصدونكم، ولكم أن تبلسموا جراحاتهم بمحبة المسيح!”
وختم: “بين يدي الرب، وتحت جناحي سيدة اللويزة، الأم الساهرة، أضعكم. أصلي كي تبقوا كهنة جددا، تفرحون كل يوم بكهنوتكم، ولا تملوا أن تتعبوا في سبيله. هنيئا لنا وللكنيسة، كونوا ثمارا طيبة، وثابروا في العطاء وزرع الإيمان والمحبة والرجاء”.
ثم تقبل الآباء التهاني طيلة النهار في صالون الدير.