نصار خلال الاحتفال بإدراج دير سيدة الزيارة على الخارطة السياحية: للتخلص من المحاصصة لتطوير البلد والسير به نحو الأفضل

أقام دير “سيدة الزيارة” في عينطورة – كسروان، احتفالا لمناسبة إدراجه على خارطة السياحة الدينية ببركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ممثلا بنائبه والمشرف على الدير المطران يوحنا علوان، برعاية وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار وحضوره وحشد من أصدقاء الدير من رهبان وراهبات وابناء البلدة والبلدات المجاورة.
مطر
وبعد عرض لنشاطات جمعية “فيلوكاليا” الروحية والثقافية والموسيقية والمهنية منذ أربع سنوات تاريخ تأسيسها في الدير، ولنشاطاتها التي تنوي تحقيقها للسنوات المقبلة، تناول صديق الدير سهيل مطر “تاريخ هذا الدير العريق الذي تأسس عام ١٧٤٤ نزولا عند رغبة فتاة تدعى روزا ، أو روز الخازن، وهي ابنة الشيخ موسى الخازن، ليكون ديرا خاصا للفتيات المرسلات على اسم راهبات الزيارة، وقد قوبل طلبها بسرعة دون تردد من والدها، فكان لها ما أرادت، بحسب وثيقة أساسية رسمية كتبت باللغة العامية لغة ذلك الزمان جاء فيها: “برضانا بيتعمر دير عينطورة في أملاك بيت الخازن لتترهب فيه الفتيات تحت قانون مار فرنسيس وطاعة سيدنا البطريرك، وتحت ارشاد الرهبانية الفرنسيسكانية، ولا دخل لنا عليه”. وكان أول المنتسبات إلى الرهبنة الجديدة ٤ فتيات من بينهن روزا أو روز الخازن، وبعد فترة زمنية انضم إليهن ١٢ فتاة من الفتيات الحلبيات، ثم مجموعة من الفتيات والراهبات من كل الأطياف السريانية والمارونية والأرمنية وغيرها من الطوائف المسيحية، وكن جميعا محصنات، رحن يعلمنا ويعملن للتقوى والصلاة والتأمل ويمارسن مهن نول الحرير والخياطة”.
ولفت مطر الى أن “كنيسة الدير بنيت عام 1837 واضيفت في ما بعد إلى أملاك الدير الذي تحول إلى مكان للحج والصلاة والتأمل، وقد اقفل مرارا عبر تاريخه نتيجة الحروب والحرائق والعوز والفقر والجوع التي مرت على لبنان، واعيد بنيانه بإيمان مطلق بإرادة إلهية فتحول إلى مكان للقاءات والرياضات الروحية وتجمعات للكشافة. وفي العام 2020 سمح صاحب الغبطة البطريرك الراعي لجمعية “فيلو كاليا” بأعادت تجهيزه وتحويل قسم منه إلى مقر للجمعية حيث يتعلم الوافد إليها الموسيقى والرسم وفنون ثقافية أخرى”.
نصار
ثم تحدث الوزير نصار، فاستهل كلمته بالكشف عن قرار رسمي أصدره في السابع من الشهر الجاري أدرج فيه “دير سيدة الزيارة ضمن مناطق السياحة الدينية في لبنان”، طالبا بادراجه “على القوائم العالمية للسياحة، أكانت المكاتب السياحية في لبنان أو في دول الانتشار”، ولفت الى انه أوجز عددا من المشاريع المثمرة أعدتها الوزارة تنتظر التنفيذ، “وهي أمور تم إدخالها حديثا إلى الوزارة سعيا للتطور والاستثمار فيها مما يزيد من صحة لبنان وتعافيه”.
واكد اننا “سنكون جميعا إلى جانب هذا العهد الجديد الذي نرى في أفقه آمال كثيرة وكبيرة، ومنها عودة الدول العربية إلى لبنان والعكس صحيح أيضا وكذلك الدول الأوروبية سعيا للاستفادة من هذه الفرصة المتاحة اليوم بوجود الثقة الممنوحة لفخامة الرئيس من الدول الداعمة للبنان”.
ودعا نصار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام، “لتشكيل حكومة واعدة على قناعة تامة بأعضائها تتميز بالكفاية والرؤيا والنزاهة ونظافة الكف بالتوافق مع رئس الجمهورية والتوجه بها إلى مجلس النواب لنيل الثقة وأصدار مرسوم بها، بهدف تحميل المجلس النيابي المسؤولية تخلصا من المحاصصة التي تعيق تطور البلد والسير به نحو الأفضل”.
وختم مثنيا على “ما تقوم به رئيسة الدير من جهود بناءة لدعم المجتمع المدني والروحي لخلق انسان يتميز بالرؤيا الصحيحة والكفاية والنزاهة والتطور والايمان سعيا لبناء انسان جديد في مجتمع افضل”.
بعدها سلم الوزير نصار النسخة الرسمية لإعلان دير “سيدة الزيارة” معلما من معالم السياحة الدينية.
سعد
بدوره اعتبرت رئيسة الدير الاخت مارانا سعد، أن “اللحظة التي نعيشها الآن تاريخية في مسيرتنا الروحية والايمانية، حيث تلتقي معا في إطار يوبيل الـ ٢٠٢٥ المعلن من قبل قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس بعنوان “حجاج الرجاء”. هذه الخطوة تؤكد ايمانكم بلبنان والرجاء والمحبة”، ورأت ان “ادراج اسم الدير في الخارطة العالمية للسياحة الدينية هي اعتراف للدير كمعلم روحي ديني عميق يفتح آفاقا جديدة في مختلف المجالات، أكان على الصعيد الروحي كونها ثروة وطنية تستحق الاهتمام والتقدير حيث يعيش الانسان فيه بسلام داخلي”.
واوضحت أن “الدير المبارك، يتيح مساحات أكثر للتأمل، بعيدا عن الضوضاء والضحيج ويتيح البعد الثقافي والتاريخي للحياة المكرسة والبعد السياحي الذي يجمع بين الإرث الروحي والثقافي والبعد الجمالي، الروحانية الإلهية التي تعكس بهاء الله في النفوس كما تعكس البعد الثقافي. وكما ذكر الاستاذ سهيل مطر، سيبقى صالون الدير منارة روحية للحوار وتحفيز الأجيال الطالعة للتعمق بحضارة لبنان”، واعلنت أن “الدير اصبح بالتعاون مع جمعية فيلوكاليا، مركزا للابداع والتراث وصورة عصرية يتفاعل فيها مع الثقافات والحضارات الأخرى”، وكشفت عن “عمل فني جديد بإدارة الاستاذ شربل روحانا وعمل ثقافي اخر لعدد من الفنانين والمخرجين والموسيقيين سيعلن عنهما في موعدهما”، وشكرت “الأصدقاء الذين يعملون دائما على إنجاح نشاطات الجمعية”.
المطران علوان
أما المشرف على الجمعية المطران حنا علوان، فنقل تحيات البطريرك الراعي وتمنياته وبركته “الذي كان يتمنى الحضور لولا التزامه بلقاء مع رؤساء الكنائس للصلاة من أجل المسيحيين وكل لبنان”.
وكان المطران علوان أعلن قبل الاحتفال عن مستندات تم اكتشافها متعلقة بالدير، واطلع الوزير نصار عليها، وهي تحتاج إلى إعادة ترميم.