ترأس راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، قداسا احتفاليا في كنيسة سيدة الدوير – الفيدار، عاونه فيه خادم الرعية الخوري طوني الخوري وخدمته جوقة الرعية بقيادة فادي أبي هاشم، وأعلن خلاله وزير السياحة في حكومة تصرف الاعمال وليد نصار قرار الوزارة بإدراج الكنيسة وكنيسة ومار زخيا الاثريتين على خريطة السياحة الدينية في لبنان. وشارك في القداس الى نصار، النائب السابق نعمة الله أبي نصر، معروف محفوظ ممثلا مختار البلدة لويس محفوظ، عضوا مجلس إدارة شركة “الوردية هولدينغ” ياسمين ويوسف باسيل، رئيس نادي الفيدار الرياضي الاجتماعي ناجي باسيل، فاعليات البلدة وحشد من المؤمنين.
الخوري
في بداية القداس القى الخوري كلمة قال فيها: “احتفالنا اليوم يحمل عنوانا مميزا، إدراج كنيستي سيدة الدوير ومار زخيا الإثريتين على خارصة السياحة الدينية في لبنان، وهو أمر جلل لما لهاتين الكنيستين من موقع في ذاكرة الكنيسة المارونية والمنطقة”.
وحيا جهود نصار وشكره على هذه الإلتفاتة، “وكل من سعى معنا للكشف عن تاريخ هذين المعلمين الدينيين الشاهدين على حياة وإيمان شعب جاهد وواجه أقصى أنواع الإضطهاد والمشقة لتبقى الأرض لنا، ولنعبد الله بحرية كما عبده آباؤنا وأجدانا”. ورأى ان “إدراج الكنيستين على خريطة السياحة الدينية في لبنان يعود بنا إلى عمق التاريخ الماروني في هذه المنطقة الشاهدة على تلاقي وصراع الحضارات، وعلى حياة قطيع صغير استطاع أن يقهر بثباته على الإيمان، وحبه للأرض، وعشقه للحرية، ممالك سطت وتجبرت وبطشت واضطهدت، في النهاية اندثرت، وبقي هو”.
عون
بعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران عون عظة استهلها بتوجيه الشكر للوزير نصار لادراجه الكنيستين على خريطة السياحة الدينية والترويج لهما عالميا، منوها بالدور الذي يقوم به نصار في وزارته بالرغم من الظروف الصعبة التي تمر على البلاد. وإستذكر “كلا من المرحومين جوزيف وسمعان باسيل اللذين شيدا كنيسة مار زخيا إيفاء لندر لهما، والدكتور فرنسوا باسيل الذي بنى هذه الكنيسة على إسم سيدة الدوير من اجل استقبال المؤمنين لعيش الايمان وتربية شبابنا واطفالنا على الحفاظ على هذا الايمان وعيشه بكل امانة”، مشددا على “ضرورة الحفاظ على الارث الذي تركه لنا آباؤنا واجدادنا من تراث وكنائس واديرة وايمان وارض” .
ودعا “للصلاة بإيمان من اجل السلام في غزة وجنوب لبنان وكل منطقتنا المهددة والمعرضة لان تدخل في حرب شاملة”، معتبرا ان “كل اعمال الحقد والعنف ترتكز على مصالح مالية واقتصادية ومواجهتها تكون بالايمان والصلاة لان الطامعين سواء كانوا افرادا او دولا يريدون السيطرة على الخيرات في هذه الارض”.
وختم: “كلنا مدعوون لصلاة فردية وجماعية بالوردية، ليعود المسؤولون إلى صوت الرب، وندرك أن كل إنسان هو أخ لنا كما صنعنا الرب ، وان نصلي على نية السلام، كي يمنحه ملك السلام لمنطقتنا، وان يساعدنا على عيش الاخوة والمحبة ومساعدة بعضنا البعض لاسيما في هذه الظروف الصعبة وان يعم السلام في القلوب والاوطان” .
نصار
في الختام القى نصار كلمة اشار فيها الى “ما تختزنه بلدة الفيدار من معالم اثرية وسياحية وعائلات قدمت للوطن الكثير على الصعيد الاقتصادي والمالي والتجاري والروحي من بينهم الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي هادي محفوظ”، مذكرا “بما قام به الدكتور فرنسوا باسيل عندما أعاد بناء جسر الفيدار بعد حرب تموز ٢٠٠٦، وإيلي باسيل الذي له أياد بيض على صعيد إنماء البلدة وقرى بلاد جبيل ودعمه الدائم للمشاريع السياحية في المنطقة”.
واذ اعتبر ان “الظرف الذي تعيشه المنطقة استثنائي”، ذكر بأن “حكومة تصريف الاعمال اعدت خطة طوارىء”، داعيا جميع الافرقاء السياسيين لتجنيب لبنان اي عدوان اسرائيلي لانه اذا ما حصل سيكون مدمرا وسيقضي على ما تبقى من لبنان ونحن لم يعد بإستطاعتنا تحمل حرب الآخرين على ارضنا “. وشدد على “ضرورة الحفاظ على العلاقة الجيدة مع الدول العربية وان نكون واعين لخطورة المرحلة التي نعيشها”.
وقال: “الدفاع عن ارضنا حق لنا وكل انسان من موقعه يعرف كيف يدافع سواء بالسلاح او من خلال التواصل مع عواصم القرار او من خلال وضع خطة سلام، فكلنا مقاومون ضد اي عدوان اسرائيلي على لبنان”.
وختم متوجها الى الشباب “لان يبقى ايمانهم بوطنهم كبيرا وعدم اليأس”.
بعد ذلك زار نصار برفقة المطران عون وكاهن الرعية ويوسف باسيل الكنيستين الاثريتين في البلدة واطلع الجميع على معالمهما الاثرية.