يعرب المونسنيور ألدو بيراردي عن فرحته بالإعلان عن الزيارة الرسولية الثالثة إلى المنطقة، ويتحدث عن اليوبيل الاستثنائي للنيابة الرسولية في شمال وجنوب شبه الجزيرة العربية والذي بدأ رسميًا في ٤ تشرين الثاني/نوفمبر: “لقد أعطى حضورنا لونًا مختلفًا للمجتمع الذي نعيش فيه”.
وصل خبر زيارة البابا فرنسيس الرسولية الثالثة إلى شبه الجزيرة العربية، وبالتحديد إلى دبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، من ١ إلى ٣ كانون الأول ديسمبر، بمناسبة انعقاد مؤتمر الـ COP28، فيما كان في البحرين، يتمُّ فتح الباب المقدس، في كاتدرائية سيدة شبه الجزيرة العربية في عوالي، لبداية اليوبيل الاستثنائي للنيابة الرسولية في شمال وجنوب الجزيرة العربية، في مناسبة الاحتفال بمرور ١٥٠٠ عام على استشهاد القديس حارث ورفاقه الشهداء. ويتزامن موعد الافتتاح الرسمي لليوبيل مع الذكرى الأولى لزيارة البابا فرنسيس الرسوليّة إلى البحرين، بمناسبة انعقاد “منتدى الحوار” بين الأديان، والذي أعقب الزيارة التاريخية لأبو ظبي، في الإمارات، في شباط فبراير ٢٠١٩، مع توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين البابا فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب. وللمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع النائب الرسولي لشمال شبه الجزيرة العربية المطران ألدو بيراردي، تحدّث فيها عن اليوبيل وعن زيارة البابا فرنسيس إلى دُبي.
قال المطران بيراردي نحن مسيحيون كثيرون في هذه المنطقة، وهذه فرصة جديدة لإبراز حضورنا وسنوات العمل من أجل البشارة والارتداد الشخصي، والتي أعطت لونًا مختلفًا للمجتمعات التي نعيش فيها”. وكذلك اليوبيل الذي يحتفل باستشهاد القديس حارث وأكثر من ٤ آلاف مؤمن مسيحي قتلوا في اضطهاد ٥٢٣ “من أجل إيمانهم الراسخ بالمسيح المصلوب”. حدث تاريخي، يجعل المسيحيين وغير المسيحيين يدركون الوجود القوي للمؤمنين بالمسيح، في شبه الجزيرة العربية، قبل وصول الإسلام، ولكنه أيضًا حدث روحي عميق. لأنه، كما يوضح المونسنيور بيراردي، “مسيحيون كثيرون عاشوا إيمانهم هنا في ظروف صعبة”، منذ ١٥٠٠ عام، “وبالتالي نحن أيضًا، الذين نعيش الآن في هذه المنطقة، يمكننا أن نجمع شهادتهم ونكون أمناء وشجعان في الدفاع عن إيماننا وتعزيز روح الإنجيل”.
في جوابه على السؤال حول كيف يرى اهتمام البابا الخاص بالخليج، لاسيما بعد أن أكد الكرسي الرسولي رسميًا زيارة البابا المقبلة إلى دبي قال النائب الرسولي لشمال شبه الجزيرة العربية إنَّ الخليج مقسم إلى دول كثيرة، وهناك فرح لمعرفة أن البابا مهتم بهذه المنطقة. لقد جاء مرتين، والآن ستكون المرة الثالثة. في وضع مختلف قليلاً، لأنه يأتي لحضور لقاء الأمم المتحدة هذا حول البيئة وإنقاذ الكوكب. ربما سيلقي كلمة حول هذا الأمر، لا أعرف بالضبط، لأننا ليس لدينا البرنامج بعد. نحن نتذكر زيارته إلى للبحرين، وقد احتفلنا بالذكرى في ٤ تشرين الثاني نوفمبر. ومن ثم حضوره في أبو ظبي: هذا كله أثار الاهتمام بالحوار بين الأديان، لأنه كانت هناك أيضاً خطب ووثائق. وهو أمر مستمر، مع لقاءات للتأمل في وثائق البابا، وحتى على مستوى زعماء الديانات المختلفة هناك لقاءات لمتابعة هذه الوثائق. لذلك يسعدنا حقًا أن نعرف أن هذه المنطقة، التي بقيت في الظلام إلى حد ما لسنوات عديدة، أصبحت الآن مثيرة للاهتمام. نحن مسيحيون كُثر في هذه المنطقة، وهذه فرصة جديدة لكي نُبرز حضورنا وسنوات العمل من أجل البشارة والارتداد الشخصي، والتي أعطت لونًا مختلفًا للجماعات التي نعيش فيها. لذا، فهي بركة بالنسبة لنا أن نستقبل البابا مرة أخرى.
تابع المطران بيراردي مجيبًا على السؤال حول الأهمية الروحية والتاريخية لليوبيل وقال يريد اليوبيل أن يعيدنا إلى حدث وقع قبل ١٥٠٠ عام في جنوب الجزيرة العربية، وهو استشهاد العديد من المسيحيين، في زمن البشارة في المنطقة. حدث تاريخي، لأنه يدخل في تاريخ هذه المنطقة، لأنه من المثير للاهتمام أن نعرف أنه كانت هناك جماعات مسيحية وأديرة وكنائس وأساقفة في هذه المنطقة. إنه بالنسبة لنا إعادة اكتشاف آثار الجماعات المسيحية التي نحن ورثها الآن. ولكنه أيضًا حدث روحي، وهو أن نفهم أن أسلافنا، المسيحيين، عاشوا إيمانهم في ظروف صعبة، وبالتالي نحن أيضًا، الذين نعيش الآن في هذه المنطقة، يمكننا أن نجمع شهادة هؤلاء المسيحيين ونكون أمناء وشجعان. في الدفاع عن إيماننا وتعزيز روح الإنجيل. ولهذا السبب، فهو حدث يشعر به بعمق جميع المسيحيين الذين يحتفلون بهذا اليوبيل.
وخلص النائب الرسولي لشمال شبه الجزيرة العربية المطران ألدو بيراردي حديثه لموقع فاتيكان نيوز مجيبًا على السؤال حول الجو الذي يتمُّ فيه الاحتفال بهذا اليوبيل في شبه الجزيرة العربية وقال هناك حماس مهم جدًّا لأنه اكتشاف لتاريخ محلي لم يعرفه الكثيرون. إنه استعادة لجميع هذه النصوص القديمة، في حماس كبير للبحث التاريخي، وإنما أيضًا لمعرفة الواقع والارتباط بالماضي. هناك فرح الاحتفال بالقديسين ولذلك تركنا أيضًا الحرية في كتابة الأغاني والصور والكتابات، ويحاول الكثيرون التعبير عن إيمانهم أيضًا من خلال الفن. ومن ثم هناك فضول غير المسيحيين الذين، بسبب هذا الحدث، يتساءلون عما حدث ويعيدون أيضًا اكتشاف جماعات المؤمنين الذين عاشوا هنا قبل تأسيس الإسلام. وبالتالي هناك أيضاً هذا البحث التاريخي والأثري، الذي أصبح أكثر إثارة للاهتمام لأن المسيحيين يطالبون بهذا الإرث. لذلك، هناك هذا الحماس بين المسيحيين الذي يدفعنا إلى الاحتفال بإيماننا وتقديم شهادة آنية لحضورنا وإيماننا في هذه المنطقة.