نائب حارس الأرض المقدسة يشكر البابا فرنسيس على نداءاته من أجل السلام

أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأب إبراهيم فلتس، نائب حارس الأرض المقدسة، والذي سماه البابا فرنسيس ظهر أمس الأحد في أعقاب تلاوة صلاة التبشير الملائكي عندما دعا المؤمنين إلى ضم صلواتهم لصلوات الكاهن الفرنسيسكاني طالبين من الله أن تسكت الأسلحة. في حديثه لموقعنا الإلكتروني شكر فلتس الحبر الأعظم وقال إن أقوياء الأرض لم يصغوا لغاية اليوم إلى نداءاته، مضيفا أن لا أحد يشعر باحتياجات الغزاويين الذين فقدوا بيوتهم ويفتقرون إلى الطعام والكهرباء والمياه، متحدثا عن وجود عشرين ألف مصاب بلا علاج.
في كلمته بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي أمس الأحد جدد البابا فرنسيس نداءه من أجل وقف إطلاق النار في الأرض المقدسة، قائلا إنه يضم صوته إلى صوت الأب إبراهيم (فلتس). وشجع المؤمنين في مختلف أنحاء العالم على المطالبة بهدنة في الشرق الأوسط الذي يعيش في هذه الأيام أسوأ مآسيه. لم يخفِ الأب إبراهيم فلتس تأثره حيال كلمات البابا فرنسيس، ليس فقط لأن هذا الأخير ذكر اسمه يوم أمس، بل لأن الحبر الأعظم هو الوحيد بين الشخصيات النافذة في العالم التي طالبت بوقف إطلاق النار، وأكد أن الحرب هي هزيمة للجميع، وقال “البابا وحده هو من أطلق هذه النداءات”.
الأب فلتس كان قد ظهر على شاشة محطة التلفزة الإيطالية Rai Uno في برنامج A Sua Immagine أي “على صورته”، وأطلق من على هذا المنبر التلفزيوني نداء من أجل وقف إطلاق النار في الأرض المقدسة، وهو برنامج قال البابا فرنسيس إنه يتابعه باستمرار. ومما لا شك فيه أن الحبر الأعظم استمع إلى هذا النداء، وتركت في نفسه كلمات نائب حارس الأرض المقدسة أثراً كبيراً، وها هو يكرر نداء وقف إطلاق النار من على شرفة مكتبه الخاص أمام المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس، وملايين الأشخاص الذين تابعوه عبر التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي.
في اتصال هاتفي أجراه موقع فاتيكان نيوز مع الأب فلتس، المتواجد في القدس، قال هذا الأخير إنه يود أن يعرب عن امتنانه الكبير للبابا فرنسيس، بيد أن شكره هذا مرفق بالمرارة لأن نداءات الحبر الأعظم لم تلق لغاية اليوم آذاناً صاغية لدى أقوياء الأرض. وأضاف: لا أحد يصغي، ولا أحد يشعر باحتياجات سكان قطاع غزة الذين يفتقرون اليوم إلى المسكن والطعام والكهرباء والمياه، إنهم بحاجة إلى كل شيء.
تابع الكاهن الفرنسيسكاني حديثه لموقعنا الإلكتروني لافتا إلى أن العديد من الأطفال والنساء والمعوقين قُتلوا، وأن عدد القتلى تخطى عتبة العشرة آلاف خلال أربعة وعشرين يوماً من القتال والعنف. وأشار إلى أن عددا كبيرا من الأطفال والنساء قضوا تحت أنقاض البيوت المدمرة في غزة، ولا أحد يمد يد المساعدة لهذا القطاع. وأضاف: ثمة حاجة لكل شيء في غزة، هناك حاجة لمقومات العيش الأساسية، متحدثا أيضا عن وجود أكثر من عشرين ألف شخص من الجرحى يفتقرون إلى العلاج، وهم بحاجة لمن يعتني بهم وينقذهم من الموت. وعاد ليؤكد أن البابا فرنسيس وحده رفع صوته أكثر من مرة ليطالب بوقف إطلاق النار، معربا عن أمله بأن تلقى نداءات البابا العديدة آذاناً صاغية.
لم تخلُ كلمات الأب فلتس من الحديث عن الأوضاع الإنسانية المتردية في القطاع، والتي تزداد سوءا مع اقتراب موعد الغزو البري المعلن من قبل الجيش الإسرائيلي. وقال إنه تواصل مع بعض الأشخاص في رعية العائلة المقدسة في غزة، موضحا أنه تحدث إلى الأخت نبيلة صالح وراهبات الوردية المقدسة، ومع نائب خادم الرعية الأب يوسف أسعد، وأشار إلى أن هؤلاء الأشخاص بقوا هناك وسط الناس الذين يتألمون كثيراً، مع العلم أن الرعية المذكورة تستضيف حوالي سبعمائة شخص، يعيشون فيها، ينامون ويأكلون.
تابع قائلا: تصوروا سبعمائة شخص داخل كنيسة، فيما غزة محاصرة ويعيش في القطاع مليونان وثلاثمائة ألف شخص بلا طعام، وكهرباء ومياه وأدوية. إن أوضاعهم مأساوية ولا أحد يصغي أو ينظر إليهم. في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني ذكّر الأب إبراهيم فلتس بالتظاهرات التي عمت عدداً كبيراً من المدن حول العالم يوم السبت للمطالبة بوقف القصف على غزة، وقال إن ملايين المتظاهرين حثوا حكامهم على العمل من أجل وقف إطلاق النار في غزة ووضع حد لهذا الجحيم، مؤكدا أن الغزاويين يعيشون جحيماً وهذا الوضع لا يقتصر على القطاع وحسب بل يشمل الأرض المقدسة كلَّها.