ميناسيان حاضر في ذكرى الابادة الارمنية: السيناريو يتكرر في فلسطين وأمنيتي الصلاة من أجل المصالحة والعيش المشترك

عقد مجلس كنائس الشرق الأوسط، لمناسبة السنة ال50 لتأسيسه، محاضرة عن الإبادة الأرمنية بعنوان “من أجل إبقاء الذاكرة حيّة”، في حضور كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الكاثوليكية البطريرك روفائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان، على خشبة مسرح البطريركية الأرمنية الكاثوليكية – الجعيتاوي.
بداية، تحدثت ليا عادل وأكدت ان “الشعب الأرمني سيبقى متمسكا في قضيته، رغم دربه الطويل، وسيستصرخ قضيته العادلة في آذان العالم الصامت حتى يتكشف الصدع في جدار الصمت لينتصر العدل”، ثم تحدث الأمين العام للمجلس ميشال عبس عن المجاز والابادات التي تعرض لها الشعب المسيحي، وقال:”اجيال تحتضن أجيال، تدربها على الصبر والصمود، صفحات جديدة من القتل والتشرد والدمار والنهب. ما أشبه الليلة بالبارحة، المشهد نفسه منذ قرن وعقد، يتكرر بوجوه جديدة. ها هو المرتكب نفسه يفتح جرحًا جديدا اسمه ارتساخ. بينما الجرح ما زال مفتوحا ينزف ألما وذكريات، بينما يلملم الأرمن جراحهم التي لم تندمل بعد قرن وعقد ويجدون أن المعمورة هي على طريق الاعتراف بالإبادة التي حلت بهم.”
ميناسيان
بدوره قال ميناسيان:”أشكر الدكتور ميشال عبس على هذه المحاضرة القيّمة وعلى هذه المبادرة الأخوية التي تستحق كل اكرام وتقدير. فبهذه الجمعة لذكرى شهداء المذابح التي جرت على طوائف عدة من السريان والكلدان والروم بأغلبيتهم من الأرمن، نجتمع لنحيي ذكراهم بحزن وأسى عميقين. وهنا ستتعجبون إذ أبدأُ كلمتي هذه على الشكل الاتي: أذكر فيها ليس الأرمن فقط وليس جميع الطوائف المسيحية بل واذكر أيضًا مجزرة ومذبحة رواندا عام ١٩٤٩ وليس بمذبحة الأرمن في سنة ١٩١٥ والأعجب في ذلك هما الاثنان وقعوا في ذات الشهر من نيسان. لكنني أنا أيضا شخصيا أحس عكس ذلك الحزن والأسى، إنني أحس الفرح والابتهاج وأفتخر بتضحية هؤلاء الأجداد الذين أعطوا حياتهم في سبيل دينهم لأنّهم بموتهم أعطوا العالم أجمع أجيالا من عباقرة وفنانين وأدباء وحكماء أعطوا حياة جديدة، مثلما أعطانا المسيح المخلص بموته وصلبه وقيامته حياة جديدة أبدية وروحية”.
وتابع:”ولدنا من آباء وأمّهات يتامى شاهدوا ورأوا أهلهم مذبوحين وملطخين بدمائهم الطاهرة، واليوم مثل البارحة ، الغرب يشهد على هذه الجرائم ولا يبوح بكلمة عزاء. حتى اليوم مثل البارحة يسجلون التاريخ بما يشتهون ويتمنون، ويطمسون الحقائق ولن يحركوا سكينا. مثل الفاجعة التي وقعت على اختطاف إخوتنا المطارنة من جهة والكهنة الأجلاء من جهة أخرى، الذين منذ ذلك اليوم لم يعرف إلى ماذا آلت أحوالهم، غارقين في المجهول، تاركين ذويهم بقلب مكسور وبعدم حصولهم على أي حقيقة عن غيابهم”.
اضاف:”مع ذلك، فإن الأرمن بطبيعتهم رغم كل الاضطهادات أكملوا العطاء كلما أعطوا كلما حرموا من حقوقهم الإنسانية، فلا أريد الذكر عن عطائهم في العلم والفن وفي الابتكارات الصحية العالمية ولا في الهندسة الميكانيكية والمعمارية ولا في الرياضيات والاختراعات مثل سيارات الفورد وطيارات MiG على اسم المخترع ميكويان ولا MRI في الولايات المتّحدة وغيرها من الاختراعات على يد الأرمن”.
وختم:”أما المجرمون لا يزالون ما كانوا عليه في الماضي، فهم اليوم يتمتّعون بإجرامهم المدمّر. يا للقدر ما أصعبه واليوم السيناريو ذاته يجري ويتكرّر في حياة اخوتنا واخواتنا في فلسطين. اليوم نرى ما تحملناه في الماضي من ذبح وتهجير وتجويع ونفي وطمر جماعي في الصحاري من دون أي ضميرٍ. فلذلك أمنيتي تبقى أمنية وحيدة وهي صلاة من أجل السلام، الصلاة من أجل المصالحة والتسامح والعيش المشترك بالاحترام المتبادل”.