ميناسيان إلى ممثلي الدولة اللبنانية خلال استقبال جثمان البطريرك أغاجانيان: أنظروا إلى الجثمان الراقد أمامكم ولكنّه يقول لنا لا تخافوا أنا معكم

أقامت بطريركية بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك، احتفالا وطنيا ورسميا في ساحة الشهداء لاستقبال جثمان البطريرك الكاردينال كريكور بيدروس الخامس عشر أغاجانيان، في حضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الرؤساء: أمين الجميل، ميشال سليمان، فؤاد السنيورة وتمام سلام، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري ممثلا سليمان فرنجيه، الوزراء جورج كلاس، جورج بوشكيان، وليد فياض وليد نصار، عبد الله بوحبيب، عباس الحلبي،
كما وحضر النواب: ستريدا جعجع، فريد البستاني، ميشال معوض، جورج طالوزيان، أغوب بقرادونيان، جهاد بقرادوني، غادة ايوب، ملحم الرياشي، أمين شري، جبران باسيل، الياس اسطفان، غسان عطالله، نزيه متى، رازي الحاج، سليم عون، زياد حواط، أغوب ترزيان، غياث يزبك، قائد الجيش العماد جوزاف عون، مدير الأمن العام بالوكالة اللواء الياس بيسري، المدير العام لأمن الدولة اللواء أنطوان صليبا وشخصيات ديبلوماسية وسياسية ودينية ومؤمنون.
وصول الجثمان
ووصل الجثمان مسجى بنعش زجاجي وأنزل من السيارة محمولا من 12 شابا يمثلون كل الطوائف اللبنانية، الإسلامية والمسيحية، إلى ساحة الاحتفال مترافقا مع عزف موسيقي للكشاف الأرمني، ونثر الأرز على نعشه، الذي لمسه المؤمنون للتبرك.
بعد وضع النعش على المذبح، بدأ الاحتفال بكلمة ترحبيبة لعريف الاحتفال الاعلامي ماجد ابو هدير، ومن ثم شريط وثائقي عن حياة البطريرك أغاجيان بصوت الفنان جهاد الاطرش.
ومن ثم قدمت فرقة من موسيقى الجيش بقيادة المقدم نديم عبسي الاسطا عزفا فنيا بالمناسبة.
ميناسيان
:ومن ثم القى بطريرك بيت كيليكيا للارمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، كلمة أشار فيها إلى آخر كلمات المثلث الرحمات الكردينال كريكور بيدروس الخامس عشر أغاجانيان الذي وصل للتو. ففي آخر كلماته قال: “. أنا عطشان عطشان لقداستكم أحبائي). نعم هذه كانت آخر كلماته وتمنياته لنا قبل مغادرته هذه الفانية”. وأضاق: “في هذه الأيام الصعبة والمخاطر التي تُحيط بوطننا الحبيب لبنان، والتحديات التي تَرجُمه من جميع الاطراف، أخذنا هذه المسؤولية الكبيرة وأتينا بجثمان خادم الرب الكردينال أغاجانيان إلى لبنان. أتينا به لهدف سامي وإن كان أرمنيًا فهو لبنانيًا بجنسيته ومن أوائل الشخصيات البارزة اللبنانية التي حملت لقبها الاستثنائي بجوازها الدبلوماسي في سنة 1943 سنة الاستقلال وليس بجواز سفر فقط لا بل حمل أيضًا وتمترس بوسام الأرز الذي ناله من فخامة الرئيس الراحل شارل الحلو. أتينا به إلى لبنان لنُظهر للعالم أجمع تماسكنا وتعاضدنا ومحبّتنا المتبادلة بين الطوائف وجميع الأطراف. هذه كانت صورة حَمْل النعش من جميع الطوائف التي تمثل العائلة اللبنانية.
فلذا أشعر اليوم بواجب الشكر العميق لوطننا العملاق وطن المحبّة والعطاء وطن الرموز الروحية والاجتماعية، ينبوع القديسين ووطن التعايش المشترك. أشعر بأكثر من واجب لأعبّر عن شكري العميق لشعب هذا الوطن، وطني لبنان وعلى رأسه اليوم مَن يُدير ويسعى لسلامته وأمنه وازدهاره من المسؤولين في سدة الدولة، وجميع الدوائر المختصّة التي لم تترك فرصة الا وتأتي بها لنكرّمَ سويّة خادمَ الرب البطريرك الكردينال أغاجانيان صاحب العدالة والسلام ولكِلاهِما نحن العاطشون.
وليس للوطن فقط أشكر، بل أنّني أشعر بأكثر من واجب شكر بل بمحبّة فائقة لكم أيّها الحفل الكريم لما تعبّرون بدوركم وبمشاركتكم من التقدير والإكرام ليس لخادم الرب فقط بل ولأولاد طائفته المتأصلة في لبنان منذ عصور عدّة. أشكركم جميعًا وأطلب من ربّي ومن خادم الرب البطريرك الكردينال أغاجانيان أن ينظر إلينا كما وعد هذا الخادم الوفي بأن يمن علينا من دار النعيم السماوي وخاصة في هذه الأيام الصعبة التي نمرّ بها، هذه المرحلة الدقيقة والمحقّة بطلبها للعدالة والسلام على أرضها المقدّسة. وهذا ما كان مبدأ غبطة بطريركنا الحبيب الذي نراه اليوم أمامنا غامض العينين ولكنّه مثلما قال وكتب في وصيته الروحية قائلاً: “أنا أعمى الآن، لا أستطيع رؤوية أي شيء، لكنّي عندما أغلق عينيّ إلى الأبدية عندها يمكنني مساعدتكم”. نعم، أنّي أؤمن بكلماته هذه ولي التجربة الخاصة في حياتي الشخصية حيث نلت منه بعد مماته نعمة خاصة لا تثمّن أنا الذي كان يريد الابتعاد عن دعوته الخاصّة وممارسة الحياة الدنيوية، أهداني دعوة الكهنوت التي لا أزال أمين عليها. نعم، إنّي أؤمن بوعده قائلاً سأساعدكم من الأبدية، كلمات رجل صادق وأمين ووفي فلذا أنا أكيد منه، أكيد بأنّه سيعطينا السلام المحق لهذا الوطن العزيز وطننا لبنان كما أعطاه أثناء حياته. أعطاه حقَّه المسلوب ودافع عنه واضعًا السلام والمصالحة بين أبناءه. وجودنا اليوم سويّة من جميع الطوائف برهان عميق لتلك الأمنية التي نهواها. برهان للسلام الذي نعمل من أجله والمصالحة السياسية والعيش المشترك والتآخي.
اليوم بعد رجوع خادم الرب البطريرك الكردينال أغاجانيان وطنه وهو أمامكم مُكرّمًا أطلب منه بإسمي وبإسمكم أن يمّن علينا هذا السلام العادل المرغوب، أن يعطينا هذه النعمة مثلما وعد. ولكنّي أريد الكثير والأكثر وأنا أمام جثمانه النقي أريد أن أخاطبه مباشرة بإسمي وبإسمكم سائلاً إيّاه هل ترى هذا الجمهور الغفير الذي يحتفل بقدومك يا آبتي المفضال؟ هل تشعر بما يشعرون به لك من محبّة واكرام؟ آبتي الحبيب انظر إلينا، أنظر إلينا كيف نحن متلاحمين جنبًا إلى جنب وقلبًا إلى قلب، نصبو إلى السلام والعيش الكريم متماسكين بالقيم الإنسانية والأخلاقية والإجتماعية والروحية.
انظر إلينا وباركنا بإسمه تعالى وحقّق لنا أمنيتنا لكي بنعمته نعود إلى ضمائرنا وننكب على واجبتنا الروحية والزمنية والوطنية، لبنان الكرامة لبنان الحرية. لبنان التآخي لبنان الرسالة. نعم يا آبتي، ها قد أتيت إلينا من المدينة المقدّسة لتشاركنا هذه الأزمة، لتعزّينا وتساندنا في هذه المرحلة ولتنظر بعيونك الأبدية إلى ضعفنا البشري وتقوي إرادتنا وتنوّر طريقنا وتحلّ مطالبنا بنعمة الإله الأزلي ونحن بدورنا نأخذ المبادرة للمصالحة مع ذاتنا واخوتنا، ومجتمعنا، نأخذ مبادرة المصالحة الوطنية والسياسية. ليعودَ وطننا لبنان إلى جماله وحبّه ورونقه مُرتديًا هيئته الدستورية ليكون له رئيسًا ودولة ومديرية وقضاء مبدأهم الخدمة والمحافظة على كيانَه بالمشاركة والمساواة. أمّا الآن فأعود إليكم إياها الأخوة الكرام ولكم أحبّائي السياسيون وممثلو دولتنا ووطننا الحبيب لبنان انظروا بدوركم إلى هذا الجثمان الراقد أمامكم ولكنّه معنا من السماء ينظر إلينا ويقول لنا لا تخافوا أنا معكم وسأساعدكم مثلما وعدتكم فهيّا قوموا وافعلوا ما يطلب منكم وبركة الرب تكون معكم. وآخيرًا وليس أخرًا أقدّم لكم بالغ شكري وتقديري ومحبّتي لكم جميعًا، أَنذُركم إلى العناية الربانية بشفاعة خادم الرب كريكور أغاجانيان الذي حبّنا ولا يزال يقدّم لنا حبّه بهذه الصورة الأخوية التي نعيشها الآن سويّة بروح التآخي لذا أنا أكيد إنّ هذا الحفل سوف لا يبقى أبدًا بدون ثمر… اخوتي واخواتي أقبلوا منّي مرة أخرى شكري العميق حانيًا رأسي أمامكم بكل احترام وشكر لمشاركتكم في هذا الحفل الكريم في تكريم صاحب العطاء خادم الرب البطريرك كريكور بيدروس أغاجانيان على طريق القداسة. وبركة الربّ تحل علينا أجمعين”.
الراعي
ومن ثم القى البطريرك الراعي الكلمة التالية: “بتقوى وخشوع نستقبل هذا المساء جثمان خادم الله الكاردينال البطريرك كريكور بتروس الخامس عشر أغاجانيان في وطنه لبنان، حيث سيكون ضريحه في كاتدرائية مار غريغوريوس ومار الياس النبي للأرمن الكاثوليك في ساحة الدباس في بيروت، وأول ما عرفته في سنة 1953 – 1954 عندما احتفل بقداس يسوع الملك بدعوة من الطوباوي ابونا يعقوب حداد الكبوشي، وأنا كنت طالبا في دير سيدة اللويزة الدير الام للرهبنة المارونية المريمية، وكنا نخدم قداسات العيد وكان ابونا يعلمنا خدمة المذبح، ومنذ ذلك الحين دخل البطريرك أغاجانيان في قلبيحتى رأيته من جديد في روما اثناء المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني 1962- 1965 وكان فيه الكاردينال البطريرك أحد رؤساء جلساته وكنت اساعد في اذاعة الفاتيكان مما مكنني من تصويب نظري الدائم اليه، وكان لدي احساس كبير بشخص هذا الكاردينال البطريرك، فلم أكن انظر الا اليه بين آباء المجمع، عندما قدمت دعوى تطويبه سررت جدا، وقلت أنه مستحق، والآن بفضل بقاء جثمانه سليماً، نأمل أن يسهّل ذلك في الدعوة، وفي كل حال سيكون طوباوياً وقديساً عظيما، نهنىء الكنيسة الكاثوليكية الارمنية وجميع الكنائس ولبنان بأسره، فعلا عجيب الله في قديسيه”.
ومن ثم أنشدت المرنمة ليال نعمه مطر ترتيلة بالمناسبة مترافقة مع عزف موسيقى الجيش
ميقاتي
ومن ثم القى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي كلمة قال فيها: “تجمَّعت في شخصِه هويّاتٌ عديدة، فباتَ على مثال لبنان، كثيرًا في واحد. هو الأرمنيُّ الجورجيُّ اللبنانيُّ، والحبرُ المشرقيُّ الرومانيُّ المسيحيُّ المنفتِحُ على الآخرِ بمحبةٍ وإيمان، المحافظُ من سُدّةِ كهنوتِ كنيستِه الجامعة، على ثباتِ انتمائه الوطني إلى لبنان، الأرضِ التي تَفيضُ ايمانا كلما تراكمت عليها المصاعب.
الكاردينال البطريرك كريكور أغاجانيان، لن أتحدّثَ اليومَ لا عن حياتِه، ولا عن كهنوتِه، ولا حتّى عن دورِه الوطني في لبنان، في زمنِ الازدهار والتطوّر، كما في زمنِ الانقسامات والثورات الداخليّة. فإن مآثرَه تتحدَّثُ عنه بأبلغَ الكلمات.
ما أريدُ اليومَ الحديثُ فيه، هو عن لبنان الرسالة ،خصوصًا وأن البطريرك الكاردينال أغاجانيان الذي نستقبلُ جثمانه بيننا، نموذجٌ بهيٌّ عن هذه الرسالة.
وأول ما يجبُ قولُه أن الشعبَ اللبنانيَّ الذي يعيشُ غنى التنوع في كل ميادين الحياة، مدعوٌّ لأن يعيشَ في الوقتِ نفسِه غنى الاتحاد والتلاقي بين مكوناته وفئاته. هذه هي رسالتُه ودوره في الداخل والمشرق والعالم: أن يعطي المثال للإنسانية كلها على أن الاختلاف والتنوع لا يعنيان التخاصم والحروبَ وإلغاءَ الآخر. بل هما السبيل الأفضل للتعارف المؤدي إلى بناء الحياة.
والكاردينال البطريرك أغاجانيان عاش هذه التجربة الفريدةَ في داخل كيانِه،كما في المواقع التي تبوَّأَها على الصعيدين الكنسي والوطني، فكان خير تعبير عن نعمةِ التلاقي، القيمةِ الإنسانية النبيلة التي ينبغي لجميع اللبنانيين أن يجسّدوها في عيشهم معًا.
لكن نعمة التلاقي لا تتحققُ إلا بالحوارِ الذي ليس فقط حوار الأفكار والمعتقدات والتوجهات،بل هو أولًا وقبل كل شيء،حوارُ الحياة اليومية التي بها يتأمن للجميع فعلُ المشاركة في صنعِ المصير الوطني الواحد. هذا الحوار هو مسؤولية المجتمع بقواه الحية طبعًا ومسؤولية الدولة أيضًا، لأنها الحضنُ الطبيعي الذي تأوي إليه جميعُ الأطياف، فينبغي لها بمؤسساتِها الدستورية أن ترعى جنبًا إلى جنب حوارَ الفكر وحوارَ الحياة، بعيدًا عن كل ذرائع التعطيل والمقاطعة.الدولةُ وُجِدَت لتعملَ وتنتجَ وتبني، لا لكي تَتجمَّدَ وتتوقَّف.
وبالمناسبة، فإن هذه المنطقة من وسط بيروت، حيث نقف الآن، لم يكن يتصاعدُ منها في الحرب المشؤومة إلا الدخانُ الأسود. اليوم، يتفاءلُ جميع اللبنانيين بحلول جثمان البطريرك الكاردينال كريكور أغاجانيان فيها، ويعقدون على ذلك الآمالَ بأن يتصاعدَ هذه المرة منها دخانٌ أبيض يعلن البشارة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، تيمنًا بمشاركة غبطتِه في انتخابات أكثر من بابا على كرسيّ روما.
أيها الحفل الكريم
الكاردينال أغاجانيان، البطريركَ المتواضعَ الممتلئَ بمحبة الإنسان، ولا سيما المحتاج والفقير والمريض والمشرد، العامل على تأسيس المدارس والجمعيات ودور الأيتام، أحبَّ لبنان حبَّ الابنِ لأهلِه، وأحبّ اللبنانيين حبَّ الأبِ لأولاده. وها هو اليوم في أرضه وبين أهله، بعد أكثرَ من نصف قرنٍ على وفاته، يرفضُ أن يفصلَ الموتُ بينه وبين وطنه، فيرقدُ فيه .
قبل الختام لا بد من توجيه التحية الى صاحب الغبطة بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بدروس الحادي والعشرين مينيسيان الذي يعمل بصمت ومثابرة على التقريب بين مختلف العائلات الروحية اللبنانية، وهذا الحشد الوطني اليوم خير دليل على ذلك، ويجمع أبناء الطوائف الارمنية الكريمة على كلمة سواء وفعل محبة.فله منا كل التحية والتقدير.
ختاما، لكم منّا جميعًا أسمى آيات التقدير والاحترام، على أمل أن نبنيَ يدًا بيد هذا البلدَ الحبيبَ، ونجعله آمنًا مزدهرًا، كما أراده الكاردينال أغاجانيان”.
باديشاه
بعدها القى الاسقف كريكور باديشاه المعاون لأبرشية بيروت البطريركية قال فيها: “مِن قَلبِ ساحةِ الشُّهَدَاءِ في لُبنَانَ، حيثُ ارتوتْ تُرابُ الوَطَنِ بدَمَاءِ الأَبرَارِ، وحيثُ تتجسَّدُ مَعاني التَّضحيةِ والفداءِ، نَرْفَعُ أكُفَّ التَّقديرِ والإجلالِ إلى حضَرَاتِكُم الكِرامِ جَميعًا، دَولةُ الرَّئيسِ، أصحابُ الفَخامةِ والدَّولةِ والمَعالي والسَّعادةِ، أصحابُ الغُبطةِ والسَّماحةِ والسِّيادةِ والنِّيافةِ، حضَرَاتُ رُؤساءِ الأَجْهِزَةِ العَسكَريةِ الأَمنيةِ والقَضائيةِ، وجميعِ الشَّخصياتِ الدِّينيةِ والسِّياسيةِ والوَطَنيةِ والاجتماعيةِ، على حُضورِكُم الكَريمِ في هذا الاحتفالِ المَهيبِ لاستقبالِ جِثمانِ خادمِ الرَّبِّ الكَاردينالِ البطريركِ أغاجانيانَ.
نَشكُرُ شِركةَ I.C.E. على جُهُودِها في إضفاءِ لَمْسَةٍ مِن الرَّقيِّ والجمالِ على هذا الحدَثِ الجليلِ، وتحويلِهِ إلى لوحةٍ دينيَّةٍ ووطنيةٍ تُعَبِّرُ عن مكانةِ هذا الرَّجُلِ الكَبيرِ. كما نَشِيدُ بدورِ وسائِلِ الإعلامِ في نَقلِ رسالةِ الكَاردينالِ إلى كُلِّ مُحِبِّيهِ في أرجاءِ العالَمِ.
إنَّ ساحةَ الشُّهَداءِ، بهذا الحضورِ البهيِّ، تُؤكِّدُ مجدَّداً أنَّها لَيسَتْ مَجَرَّدَ مكانٍ، بل هي رَمْزٌ وطنيٌّ جامعٌ لِكُلِّ اللُّبنانيِّينَ، مهما اختلفت انتماءاتُهم. إنَّها بارقةُ أملٍ تتلألأُ في سماءِ وطنِنا الحبيبِ، وتُذكِّرُنا دومًا بقيمِنا المشتركةِ ووحدتِنا الَّتي لا تُقهرُ.
إنَّ حضورَكُم هنا اليومَ هو رسالةٌ للعالمِ أجمعِ، تُؤكِّدُ أنَّ الشَّعبَ اللُّبنانيَّ شَعبٌ حيٌّ، وأنَّ روحَهُ الوطنيَّةَ لا تزالُ مشتعلةً، وأنَّنا سَنَظَلُّ متمسكينَ بهويَّتِنا وقيمِنا، مهما كانت التَّحدياتُ”.
وفي الختام رفع الجثمان مجددا والقاء نظرة عليه في تطواف نحو الكنيسة.