ترأس سيادة المطران جوزيف نفاع، النائب البطريركي العام على نيابة إهدن – زغرتا، الذبيحة الإلهيّة في كاتدرائية حلب المارونية، وذلك احتفالًا بتطويب البطريرك اسطفان الدويهي الإهدني. تم وضع ذخيرة البطريرك في الكاتدرائية بحضور رسمي وشعبي مميز. شارك في القداس راعي أبرشية حلب المارونية، المطران جوزيف طوبجي، والخورأسقف اسطفان فرنجيّة، وعدد من الأساقفة والكهنة والشمامسة.
بعد الإنجيل، ألقى المطران نفاع عظة قال فيها: “إنجيل اليوم (مرتا ومريم) نسمعه دائمًا، وأظن أن البعض قد لا يكون مقتنعًا بموقف يسوع تجاه مرتا، التي كانت تخدمه من قلبها. تصرّف مرتا كان جميلًا، لكن كان يشوبه خطأ واحد، وهو أنها كانت مهمومة وليست فرحةً في الخدمة. فعندما قال لها يسوع: “تهتمين بأمورٍ كثيرة والمطلوب واحد”، كان يُشير إلى أن الهم لا يجب أن يملأ قلبها. الاختلاف بين مرتا ومريم يكمن في أن مريم كانت تقول: “الله يدبّر”، بينما مرتا كانت تقول: “أنا أدبّر”. وأضاف في عظته: “الله يريدنا أن نكون أطفاله، نقبل رغم كل الصعوبات والهموم، أن نقول له بثقة أننا أولادك وأنت ستدبّر كل شيء”.
وتابع المطران نفاع قائلًا: “الله اختار هذا الإنجيل اليوم في اجتماعنا سويًا للاحتفال بتطويب البطريرك اسطفان الدويهي الإهدني الذي بدأ رسالته هنا في حلب. البطريرك الدويهي عاش كل حياته بين الحروب والاضطهادات والهموم، لكنه كان يردد دائمًا: “الله يدبّر”. وإذا تأملنا في إنجازاته وأعماله، يبدو واضحًا أنها كانت جميعها مشيئة الله. اليوم، يتوجه البطريرك الدويهي إلى كل واحد منا، وخصوصًا هنا في حلب، قائلاً: نواجه يوميًا مشقاتٍ وصعوباتٍ كثيرة، لكن الله يردد لنا من خلال البطريرك الدويهي: “أنا لا أترككم!”. فالله لم يعد البشرية بحياة سهلة، لكنه وعدنا بأنه إذا حملنا صليبنا بفرح، سيحمله معنا. أما إذا رفضنا حمل الصليب، فسوف نخسر يسوع. علينا أن نتعلم من البطريرك اسطفان الدويهي أن نثق بالله دائمًا”.