افتتح في حمانا مركز صحي، بدعوة من رابطة “كاريتاس” لبنان ووزارة الصحة العامة ودائرة الرعاية الصحية الاولية، ورعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في حضور المطران جورج أبي يونس ممثلا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي النائب بيار أبي عاصي، ممثل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط وكيل داخلية المتن عصام المصري، محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، رئيس رابطة كاريتاس الأب ميشال عبود المطران أنطوان بو نجم المشرف على كاريتاس وراعي ابرشية انطلياس المارونية، مديرة المراكز الصحية الأولية في وزارة الصحة رندا حماده، رئيس اتحاد بلديات المتن الأعلى كريم سركيس، رئيس رابطة مخاتير قضاء بعبدا المختار جورج رزقالله، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير وممثلين عن المؤسسات التربوية والجمعيات الكنسية والخيرية والروابط الأهلية في المنطقة. كما حضر المدير التنفيذي للرابطة السيد جيلبير زوين، أعضاء مجلس الإدارة، رئيسة إقليم المتن الاعلى – حمانا السيدة رولا مراد وأعضاء مكتب الإقليم، رئيس إقليم الحرف الأب سمير غاوي، رئيس إقليم عاليه حمانا السيد بول يمين، المسؤولة عن البرامج الصحية في كاريتاس لبنان سيندي حاكمة والطاقم الطبي في المركز الصحي.
قدمت الاحتفال الاعلامية باسكال بطرس، فقالت: “لأن الصحة هي حق للإنسان، تفتتح رابطة كاريتاس لبنان اليوم، بإصرار كبير وتحدًٍ أكبر، مركزها للرعاية الصحية الأولية في حمّانا، المجهّز بأفضل التقنيات والمعدات الطبية، وتحت إشراف نخبة من الأطباء، في وقت تعاني شريحة كبيرة من اللبنانيين من نقص بالخدمات الاجتماعية والصحية، وصعوبة بتأمين أبسط مقوّمات المعيشة، مضيفة، الهم الأساسي لرابطة كاريتاس لبنان في هذه الظروف الصعبة هو كيف تأمّن الرعاية الصحية غير المكلفة للمريض والقريبة من مكان سكنه. والمدخل الأساسي لهذا الموضوع هو مراكز الرعاية الصحية الأولية”.
الحجار
والقى الحجار كلمة باسم عبود وكاريتاس. قال فيها: “نفتتح اليوم مركزاً للخدمات الصحية مميزاً لينضم إلى شبكتنا الواسعة من المؤسسات الصحية المنتشرة في كافة أرجاء لبنان. ان الجهود المشتركة والتعاون بين العديد من الأيادي الكريمة والمؤسسات الداعمة، أثمر مركزاً صحياً مميزاً كما نراه اليوم. نشعر بفخر كبير ونحن نشهد تحقيق هذا الصرح الطبي. نشكر الله على نعمه الغزيرة التي ترشدنا وتقوينا في مسيرتنا لخدمة الإنسان. والشكر أيضاً لكل من ساهم ومد يد العون والدعم لجعل هذا المشروع واقعاً ملموساً”.
أضاف: “هذا المركز الطبي يقع على أرض هي هبة من أبناء بلدة حمانا، والبناء والإنشاءات هبة من صندوق الكويتي. بعدها بدأ بتقديم خدماته الصحية لأبناء بلدة حمانا والجوار إلى أن جاءت ظروف وأغلق المركز لسنوات. بعدها تم اتصال من السيد غسان سعد ابن بلدة حمانا ورئيس سابق لجمعية “أوكسيليا” بالأب ميشال عبود، متمنياً منه أن تتسلم كاريتاس المركز وتدير أموره لما لها من خبرة وشفافية في إدارة الأعمال الطبية في كافة مراكزنا”.
تابع: “بعد التواصل مع سعادة المحافظ القاضي محمد مكاوي واجتماعات ولقاءات عدة، أُسفرت عن توقيع اتفاقية تنص على استلام كاريتاس هذا المركز وإدارته. في هذا السياق المشجع والمساعد والمبارك على استلام كاريتاس إدارة هذا الصرح الطبي، سيادة المطران جورج أبي يونس، إلى جانب غالبية الفاعليات والمقامات في بلدة حمانا. إذ بذل سيادته وقدّم تسهيلات وحث الجميع على توفير الدعم المادي لكي تعود الحياة إلى هذا المركز الحيوي”.
تابع: “بعد إنجاز الأمور القانونية، بدأ المشوار لإعادة تأهيل المركز لتقديم الخدمات الطبية. أنجزت كاريتاس كل الخرائط وأشرفت على كل الموجودات والمعدات، ووُضع برنامج مفصل بالتكاليف الترميمية والتشغيلية، وطرحنا بعدها الصوت على الجميع وكان الصوت مدوياً لمد الدعم المادي والمساهمة لإتمام هذا المشروع. فكان صدى الصوت قوياً عند أصحاب الهمم. هنا لا يمكنني إلا أن أذكر صديقي العزيز المحامي جو غانم. طلب مني عدم ذكر ما ساهم به. احترمت تواضعه لكنني عدت إلى إنجيل (متى 5:16) وقرأت: “هكذا فليضئ نوركم أمام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات”. فاسمح لي أن أقول لك باسم كل الحاضرين معنا ألف شكر لك ولعائلة زوجتك الكريمة من آل سركيس على دعمكم المالي الكبير لتحقيق وإنهاء الأعمال العمرانية والتشغيلية لهذا المركز الذي يحمل اسم والدكم المرحوم دكتور جان غانم، مركز دكتور جان غانم الصحي حمانا. وأيضاً هناك داعمون كثر، سواء من التبرعات عبر الصفحة الإلكترونية التي وضعتها كاريتاس، خاصة لمركز حمانا، للتبرع من خلالها، وأيضاً من المقيمين الذين قدموا تبرعات مباشرة لرابطة كاريتاس”.
وقال: “ستبقي كاريتاس باب الدعم المادي من المحسنين مفتوحاً لكي نطوّر المشروع الصحي لننجز خدمات طبية متقدمة يحتاجها أبناء المنطقة. بعد إنجاز الأمور القانونية والعمرانية والتجهيزية، وصلنا إلى عصب وأكسجين المركز الطبي: الأطباء، الدواء، تشغيل المعدات وتطويرها. المحرك الأساسي والعصب الرئيسي لعمل المركز الطبي هو مديرية الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة. الركيزة الثانية هي البرامج الطبية المدعومة من جهات دولية مانحة والمطبقة في كل مراكزنا المنتشرة في لبنان، مما يؤمن استمرارية عمل المركز وتقديم الخدمات المطلوبة وتوفير الدواء. أما فيما يخص الأطباء من بلدة حمانا والجوار، ولهم الأولوية، أدعوهم للالتحاق بهذا المركز الصحي ليقدموا خبرتهم المهنية لأبناء بلداتهم ولخدمة الإنسان”.
وشكر الحجار لمديرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة رندا حمادة محبتها وعمق خبرتها وفهمها، و”تشديدها في كل لقاءاتنا على خير الإنسان وتوفير خدمة لأي إنسان دون تفرقة أو تمييز”. كما شكر الجهاز الإداري والتقني، في قطاع الهندسة والمعلوماتية واللوجستية والصحية والموارد البشرية والإداريين وكل من ساهم من وقته، بخاصة رئيسة إقليم المتن السيدة رولا وأعضاء مكتبها، حيث يتواجدون إلى جانب كل محتاج ومتألم”.
ختم:”إن العمل الصحي هو الركيزة الأساسية لحياة الأوطان وتقدمها. ولا يخفى على أحد مدى أهمية هذا القطاع في لبنان، خصوصاً حيث تشهد البلاد تحديات صحية واقتصادية ومالية تستوجب تكاتف الجميع. الصحة الجيدة هي العمود الفقري للمجتمع السليم، فهي ليست مجرد علاج للأمراض بل استثمار في مستقبل الوطن وأجياله القادمة. فنحن في لبنان نحتاج إلى أمل، ربما نخرج من الظلم والتحديات. من يمتلك الصحة يمتلك الأمل”.
المكاوي
وقال المكاوي:” نلتقي اليوم في حمانا لاعادة العمل في المركز الصحي بعد الانتهاء من تأهيله وتجهيزه من كاريتاس لبنان التي وقفت الى جانب اللبنانيين لأكثر من نصف قرن في الخدمة والعمل المتواصل، لتصبح موضع ثقة في جودة الخدمة ومستوياتها. ومن هذا المنطلق وقعت معها بلدية حمانا مذكرة تفاهم لترميم وتأهيل وتشغيل هذا المركز”.
أضاف: “حبذا لو كنا نحتفل اليوم بتوسعة هذا المركز الصحي وتطويره الذي مضت سنوات على اقفاله بدل ان نكون بصدد إعادة افتتاحه. نقول هذا لنؤكد ان الخراب سهل لكن البناء يتطلب مجهودا اكبر ويستغرق وقتا أطول. والجميع مدعو الى تضافر الجهود لتغليب الصالح العام وضمان الخدمة الفضلى للجماعة. اليوم يعود المركز الصحي الى العمل والمواطن بأمس الحاجة الى خدماته في ظل الازمات المتراكمة التي تثقل كاهله”.
تابع: “كاريتاس تعني المحبة. وهذا المركز الصحي يمثل فائض المحبة، وهذه المحبة تؤكد انه لكل رسالة ان تدرك وتحقق، ولا تتمثل فقط في نتائجها وآثارها بقدر ما تتمثل بعطاء وقدرة على التضامن والاخاء، تفيض منه من القريب الى البعيد حتى تعم الوطن بأسره. وإذ نعيد افتتاح المركز الصحي في حمانا بعد تزويده بالتجهيزات الضرورية والطواقم الفنية والطبية والتمريضية التي تعتمد في ممارستها على البروتوكلات الخاصة لتوفير خدمات تشخيصية وعلاجية ترقى لأفضل المستويات نؤكد ان الصحة ليست خلوا من المرض فحسب، بل هي حال من العافية والكفاية في الجسم والعقل تتيح للإنسان قدرة على الإنتاجية والتمتع بنوعية حياة هانئة. ونأمل ان تؤمن عودة هذا المركز الى العمل مصدر اطمئنان وثقة للذين يقصدونه من أبناء حمانا والمتن الأعلى طلبا لتشخيص إصابة بمرض مبكر او للحصول على علاج متيسر في زمن الضائقة المالية الاقتصادية”.
وشكر المكاوي من سعى إلى إنشاء هذا المركز قبل عقود من الزمن ومن تولى التمويل والتنفيذ. كما شكر كل من ساهم في تأمين التمويل لاعادة تأهيل المركز لتسهيل مهمة كاريتاس لتشغيله بالمستوى المتقدم.
حماده
بدوره، شرحت حمادة ماهية الرعاية الصحية الأولية، وتناولت الشراكة مع كاريتاس مؤكدة ان “الشراكة فعل عمل”، لافتة الى ان “الشبكة الوطنية تضم 312 مركزًا في كل لبنان وتنتمي الى 118 مؤسسة أهلية وتخدم اكثر من مليون وستمئة الف مواطن ومقيم على الأراضي اللبنانية”.
وأكدت أن “تعريف الرعاية الأولية هو ان نصل الى الناس في أماكن سكنهم بالخدمات الأساسية الصحية الوقائية والعلاجية”. وأشارت الى ان “كاريتاس كانت من أوائل المراكز التي انضمت الى هذه الشبكة”. وشددت على أن “الرعاية الصحية الأولية هي المدخل الأساس للنظام الصحي العام”، لافتة إلى أن “مراكز الرعاية تخضع لأجود أنواع الاعتماد العالمي والتي هي الاعتماد الكندي من حيث كونها افضل البرامج الاعتماد بالرعاية الصحية الأولية”.
بو نجم
كما تحدث المطران بو نجم منوها بـ “الجهود التي اجتمعت مع بعضها لإعطاء هذه النتيجة وهذا ما يجعلنا نفهم اننا تعبنا في لبان من النظام الأحادي. شخص يقرر عن جماعة”. وقال: “الكنيسة تدعونا لنعيش بنظام اسمه السينودس، أي نجتمع على الطاولة المستديرة ونفكر سويا. لا يوجد اطلاقا مكان للمصلحة الشخصية والانانية وللجيوب الخاصة. فالكنيسة مع البابا فرنسيس تضع نظاما جديدا “السينودس” بمعنى العمل سويا ، لا يوجد زعيم، الجماعة تقرر سويا لخير الجماعة”.
وقال: “الكنيسة من خلال “كاريتاس” مستمرة برسالتها وهي من خلال كاريتاس لا تسأل ابدا ما هي طائفتك ومن اين اتيت لأن يسوع لم يفرق بين انسان وآخر. واذا كان اليوم ثمة مسيحيون لا يسيرون بهذه الروح فهم ليسوا بمسيحيين. كاريتاس تعبر عن رسالة الكنيسة الرسمية المفتوحة أبوابها للجميع”.
ولفت الى ان “قداسة البابا طلب من الكردينال بارولين الذي يزور لبنان وأعلنها غبطة البطريرك السبت والأحد يومان للصلاة من اجل السلام في غزة وجنوب لبنان”، متمنيا على “كل الطوائف تخصيص هذين اليومين للصلاة والصوم وان نطلب من رب السلام ان يضع المحبة قلوبنا”.
الراعي
وألقى المطران جورج أبي يونس كلمة البطريرك الراعي، وقال: “البركة الرسولية تشمل أهالي حمانا والمنطقة الأعزاء. تفرحون اليوم بإعادة تأهيل وافتتاح مركز الدكتور جان غانم الصحي الذي تسلمت إدارته رابطة كاريتاس لبنان بعد إعادة ترميمه وتشغيله وتجهيزه بموجب إتفاقية تفاهم في شهر حزيران ۲۰۲۲. وكان ذلك بمساع حميدة لسيادة أخينا المطران جورج سعد أبي يونس راعي أبرشية شهداء لبنان في المكسيك، مع سعادة محافظ جبل لبنان السيد محمد مكاوي القائم بأعمال بلدية حمانا، والأب ميشال عبود رئيس كاريتاس لبنان”.
أضاف:”نفرح معكم يا أهالي حمانا وجوارها، لهذا الإنجاز الطبي مع رابطة كاريتاس لبنان. وقد أتي في وقته، لأن المواطنين اللبنانين باتوا في حالة عوز إلى دواء واستشفاء وفحوصات طبية، ونحن نعتقد أن كاريناس ستعمل جاهدة ومشكورة في هذا المركز الطبي لتلبية حاجات أبناء حمانا والمنطقة. ولا بد من استذكار تأسيس هذا المركز الطبي، والذين مؤلوه وتولوا إدارته. كان افتتاحه سنة ١٩٩٩ فأنشئ بتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بالتعاون مع وزارة الصحة وبلدية حمانا ومساعي النائب الدكتور جان غانم. وتم تشييده على أرض مساحتها ٣٧٥٠ مترا مربعا، مقدمة من بلدية حمانا ، وحجم البناء ۱۷۵۰ مترًا مؤلفا من ثلاثة طوابق. إستلم الدكتور جان غانم إدارة وتمويل المركز منذ ۱۹۹۹ حتى سنة وفاته ۲۰۰۲. فتكريما لجهوده المبذولة في إنماء المركز وتشغيله وتمويله وحسن إدارته، أصدرت بلدية حمانا القرار ٤٣، تاريخ ۲۰۱٥/٨/٦ بتسمية المركز باسم مركز الدكتور جان غانم الصحي. وفي سنة ۲۰۰۲ إستلمت إدارته وتشغيله مشكورة جمعية أوكسيليا حتى عام ٢٠١٩، إذ توقف بنتيجة الظروف الإقتصادية المتدهورة وكثرة المصاريف المتراكمة. فأقفل وأعيد إلى وزارة الصحة التي سلمته إلى بلدية حمانا سنة ٢٠٢١ لإعادة تشغيله”.
ختم: “في هذا اليوم الفارح السادس والعشرين من شهر حزيران، يسعدني أن أوفد إليكم سيادة أخينا المطران جورج سعد أبي يونس ليعرب لكم عن فرحي معكم لإعادة فتح مركز الدكتور جان غانم الصحي، سائلا الله أن يجعله على مستوى التطلعات في خدمة المرضى والمسنين والمحتاجين على يد كاريتاس – لبنان وحسن إدارتها وإمكان تمويله”.
في الختام جال الحضور في أقسام المركز مطلعين على تجهيزاته.