مقابلة مع رئيس كاريتاس اليابان بشأن الهزة الأرضية التي ضربت البلاد الأسبوع الفائت

في أعقاب الهزة الأرضية المدمرة التي ضربت اليابان في الأول من الجاري موقعة أكثر من مائتي ضحية أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع أسقف أبرشية نيغاتا ورئيس كاريتاس اليابان المطران دايسوكي ناروي الذي سلط الضوء على الصعوبات الراهنة، لافتا إلى استحالة بلوغ بعض المناطق المنكوبة نظراً للأضرار الجسيمة التي تعرضت لها الطرقات، ما أدى إلى عزل العديد من القرى التي باتت تفتقر إلى اللوازم الضرورية.
بعد أسبوع على الزلزال الذي ضرب الساحل الغربي لليابان ما يزال آلاف المواطنين يعانون من انقطاع المياه والتيار الكهربائي، بانتظار بداية أعمال إعادة الإعمار. بلغت شدة الزلزال سبع درجات ونصف من مقياس ريختر، وسُجل في شبه جزيرة نوتو وأدى إلى مقتل أكثر من مائتي شخص وإصابة ما لا يقل عن خمسمائة آخرين ناهيك عن الأضرار الجسيمة التي سببها. وقد زاد من صعوبة الأوضاع تدني درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، بالإضافة إلى الثلوج والأمطار الغزيرة، ما أعاق وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المنكوبين.
في حديثه لموقعنا الإلكتروني تطرق رئيس كاريتاس اليابان وأسقف أبرشية نيغاتا إلى الأوضاع الراهنة متوقفاً عند أبرز التحديات المطروحة، وعند ما ينبغي فعله من أجل تخطي الأزمة. وقال إنه يود أن يعبر عن امتنانه للبابا فرنسيس، الذي سبق أن زار اليابان في تشرين الثاني نوفمبر ٢٠١٩، على قربه من الشعب الياباني، وعلى دعوته في أكثر من مناسبة إلى عدم التقليل من أهمية قوة الصلاة، علما أن الحبر الأعظم، وفي مقابلته العامة مع المؤمنين، يوم الأربعاء الفائت غداة وقوع الزلزال، عبر عن قربه الروحي من اليابانيين.
في سياق حديثه عن الأضرار الناجمة عن الهزة الأرضية لفت سيادته إلى أن الكارثة الطبيعية أدت إلى انهيار عدد كبير من المساكن وقد شعر بها السكان بقوة. وأضاف أنه قام بجولة على بعض المناطق المنكوبة، خلال اليومين الماضيين، ورأى المنازل التي تحولت إلى أنقاض، كما أن الزلزال أدى إلى ارتفاع المنطقة الساحلية أربعة أمتار، مشيرا إلى أن من يشاهد الأضرار يصاب بصدمة، وقال إن الهزات الترددية لم تتوقف لغاية اليوم.
بعدها صرح سيادته بأن آخر حصيلة رسمية للضحايا تتحدث عن مائتين وقتيلين، أما عدد المفقودين فيصل إلى مائة واثنين والجرحى هم خمسمائة وخمسة وستون. كما تم إجلاء أكثر من ثمانية وعشرين ألف شخص يقيمون في أكثر من أربعمائة مركز. وأضاف أن المشكلة الأكبر تكمن في وجود العديد من القرى والبلدات المعزولة التي يتعذر بلوغها بسبب انقطاع الطرقات.
ردا على سؤال بشأن المشاريع التي وضعتها كاريتاس اليابان من أجل مساعدة السكان المنكوبين، لفت المطران ناروي إلى أن الهيئة تقوم عادة بنشاطات خارج البلاد، وليست لديها أي مشاريع في اليابان، بيد أن كل أبرشية كاثوليكية تقوم بنشاطاتها الخيرية على الصعيد المحلي. وعندما تقع كوارث كبيرة بهذا الحجم تقوم الدولة عادة بمساعدة الأبرشيات المتضررة.
وأوضح سيادته أن الأبرشية الأكثر تضررا نتيجة الزلزال الأخير هي أبرشية ناغويا، مشيرا إلى أنه قام بجولة فيها، بصفته رئيس كاريتاس اليابان، برفقة الأسقف وبعض الكهنة وممثلين عن مجلس أساقفة اليابان. وقال إنها توجد في المناطق المتضررة رعيتان صغيرتان، وتضمان دارين للحضانة، وهي تسعيان اليوم إلى بلوغ السكان المنكوبين لتقدما لهم الطعام والمياه واللوازم الصحية وغيرها.
وذكّر المطران ناروي – في الختام – بأن كاريتاس اليابان تتعاون عادة مع المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، وهي تنظر اليوم في كيفية تقديم المساعدة المطلوبة دعما للأشخاص المنكوبين، موضحا أنه نظراً لتدني درجات الحرارة وموجة الصقيع قد تبدأ الهيئة في توفير وسائل التدفئة.