مقابلة مع أسقف أبرشية خاركيف الأوكرانية للاتين المطران بافلو هونشوراك

أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع أسقف أبرشية خاركيف الأوكرانية للاتين المطران Pavlo Honcharuk الذي حاول أن يقدم صورة عن الأوضاع المأساوية الراهنة في المدينة الخاضعة للقصف المستمر من قبل القوات الروسية، مؤكدا أنه عازم على البقاء في المدينة.
الأسقف الأوكراني الذي يزور الفاتيكان كان قد التقى بالبابا فرنسيس يوم الأربعاء الفائت في أعقاب المقابلة العامة مع المؤمنين وشكره على الصلوات التي يرفعها إلى الله على نية أوكرانيا المعذبة، وعلى دعمه للشعب الأوكراني. وروى سيادته للصحفيين أن اللقاء تميّز بالحرارة الكبيرة، موضحا أن ملامح وجه الحبر الأعظم عبّرت عن تعاطف وتضامن كبيرين، وبدا واضحا أن أوكرانيا موجودة في قلبه.
في سياق حديثه عن الأوضاع الراهنة اليوم في خاركيف، لفت المطران Pavlo Honcharuk إلى أن الوضع يزاد خطورة، لأنه مع بداية الغزو الروسي لم يفكر السكان ملياً في النزوح عن المدينة أو لا. وأضاف أن الوحدات العسكرية الروسية بلغت أطراف المدينة، وكان هناك خطر أن يُفرض حصار على خاركيف، خلال فترة قصيرة جدا، لذا قرر العديد من السكان أن ينزحوا. لكن عندما تمكن الجيش الأوكراني من إبعاد القوات الروسية بدأ السكان بالعودة وسرعان ما عادت الحياة إلى طبيعتها، واستأنف المواطنون أشغالهم، بعد أن ذاقوا صعوبة العيش بعيداً عن بيوتهم بدون مصدر رزق أو مأوى.
أما اليوم، مضى سيادته إلى القول، وإزاء تصاعد حدة القصف، يجد الناس صعوبة في النزوح مرة ثانية، وثمة نسوة لا يردن الابتعاد عن المدينة لأن أزواجهن يقاتلون على الجبهات القريبة. وأكد أن المدينة تتعرض حالياً للقصف بواسطة القنابل الموجهة ويصل وزن بعض تلك القنابل إلى خمسمائة كيلوغرام، أو طنا أو أكثر، وهذا ما يولد دماراً هائلاً، ويسفر عن مقتل الكثير من الأشخاص.
وأوضح الأسقف الأوكراني أن أبرشيته تعيش هذه اللحظات الرهيبة يوميا، وأن المواطنين يحاولون الصمود على الرغم من الصعوبات والتعب، ولا أحد يريد الاستسلام، لأن الكل يعلم أن الاستسلام يعني الدمار. ويكفي أن ننظر إلى ما حصل في الأراضي الأوكرانية المحتلة من قبل القوات الروسية. ولفت إلى أن الأوكرانيين لا يريدون الحرب، وهذا ما يقوله أيضا الجنود الذين يؤكدون أنهم لا يريدون أن يقتلوا أحدا، يل هم يدافعون عن أهلهم ووطنهم وحسب.
مضى المطران هونشاروك إلى القول إنه في خاركيف لم يتبق الكثير من السكان الكاثوليك، ومع ذلك قرر البقاء في المدينة. وأشار إلى أنه يشجع أبناء الأبرشية على المغادرة إذا أتيحت لهم فرصة الذهاب إلى مكان ما، لأن الأمر أصبح خطيرا للغاية. وأضاف أنه تم إبلاغ الكهنة أيضا بأنه يجب على كل كاهن أن يتخذ القرار بنفسه بناءً على المواقف الراهنة، مؤكدا أنه سيبقى في خاركيف ما دام الشعب هناك، لأن وجوده ضروري أيضا لمساعدتهم على المقاومة. كما أن هذا الوجود مفيد أيضا بالنسبة للمتطوعين وعمال الإنقاذ. وقال: “إذا اضطررت إلى مغادرة المدينة، سأغادر مع المجموعة الأخيرة”.
في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني لفت أسقف خاركيف للاتين إلى أن الإيمان يعطيه القوة للصمود، وقال إنه يتمنى للجميع أن يختبروا الله وأن يجدوا أنفسهم فيه، لأن هذا يجعل المرء قويا، مؤكدا أنه إذا أردنا أن يكون عالمنا إنسانياً، يجب أن نجعل قلوبنا بشرية، ولن تكون قلوبنا بشرية إلا عندما تسكن محبة الله فيها.