مع اختتام البابا فرنسيس اليوم زيارته الرسولية إلى آسيا وأوقيانيا أراد مدير التحرير في الدائرة الفاتيكانية للاتصالات التوقف عند ما يعتبرها صورا لن تنساها العقول والقلوب.
زيارة لا تُنسى لبابا إرسالي، زيارة تضمنت صورا ولقطات ستحتفظ بها العقول والقلوب دائما. هذا ما كتب مدير التحرير في دائرة الاتصالات الفاتيكانية أندريا تورنييلي في مقال افتتاحي نُشر اليوم ١٣ أيلول سبتمبر مع اختتام البابا فرنسيس زيارته الرسولية إلى إندونيسيا وبابوا غينا الجديدة وتيمور الشرقية وسنغافورة. وعدد تورنييلي تلك اللقطات فأشار أولا إلى نفق الأخوّة الذي يربط في جاكرتا بين جامع الاستقلال وكاتدرائية العذراء سيدة الانتقال. وذكَّر مدير التحرير بمباركة الأب الأقدس لهذا النفق الذي هو علامة وبذرة رجاء، كما وأشار إلى لفتات الصداقة والمودة بين البابا والإمام الأكبر.
صورة أخرى هي تلك التي رأينا فيها البابا فرنسيس يتوجه على متن طائرة إلى فانيمو في بابوا غينيا الجديدة لزيارة مجموعة من الإرساليين الأرجنتينيين، وقد حمل الأب الأقدس معه مساعدات وهدايا زاد وزنها عن الطن. وأشار مدير التحرير هنا إلى رغبة البابا، الذي كان يريد ان يكون مرسلا في اليابان، في التوجه إلى هذا المكان في ضواحي الضواحي للتأكيد على أن الرسالة تعني الشهادة لوجه الله، لحنانه وشفقته.
ومن تيمور الشرقية، البلد الذي يشكل فيها الكاثوليك أكبر نسبة في العالم ويشكل فيه الإيمان عنصرا أساسيا في الهوية، حسبما تابع مدير التحرير، تأتي الصورة التالية التي لن تُنسى التي يتحدث عنها السيد تورنييلي، ألا وهي انحناء رئيس البلاد لمساعدة البابا فرنسيس على وضع قدمه على الكرسي المتحرك.
يشير المقال بعد ذلك إلى تلك الصورة المؤثرة التي تنقل معانقة البابا فرنسيس للأطفال المصابين بإعاقات في مدرسة تشرف عليها الرهبات في ديلي عاصمة تيمور الشرقية. وتحدث أندريا تورنييلي هنا عن لفتات ونظرات وكلمات قليلة للأب الأقدس تًذكِّرنا بأن هؤلاء الصغار الذين هم في احتياج كبير يعلموننا أن ندع الله يداوينا.
ثم كان شعب هذا البلد، تيمور الشرقية، الذي انتظر بأعداد كبيرة وأسفل شمس حارقة البابا فرنسيس ليترأس القداس الإلهي، الصورة التالية. وقد تأثر قداسة البابا، حسبما تابع مدير التحرير، بهذا الاستقبال الحار لما يزيد عن ٦٠٠ ألف شخص. وأشار تورنييلي في هذا السياق إلى أننا نتحدث عن بلد يشكل فيه الشباب دون الثلاثين من العمر نسبة كبيرة، ٦٥٪ من مجموع السكان، ما يشكل علامة رجاء.
سنغافورة من الأعلى، هذه صورة أخرى توقف عندها مدير التحرير، صورة تعكس بلدا يتمتع بالنمو والثراء، وتثير على الأرجح مقارنة مع الطرقات المتربة في ديلي عاصمة تيمور الشرقية التي كان البابا فرنسيس قد غادرها متوجها إلى سنغافورة. وفي هذا المكان أيضا عانق البابا الجميع مشددا على المحبة والتناغم والأخوّة.
وكانت الصورة الاخيرة التي تحدث عنها مدير التحرير في دائرة الاتصالات الفاتيكانية هي صورة الأب الأقدس ذاته حسبما كتب أندريا تورنييلي. البابا الذي، ورغم شكوك البعض حول قدرته على تحمل مشقة هذه الزيارة الطويلة، لم يتعب بل على العكس استعاد الطاقة وبدا شابا وسط الشباب رغم سنواته التي ستبلغ قريبا ٨٨، أي عشية الاحتفال بالسنة اليوبيلية.