“كم سيكون جميلًا أن نتمّكن، على الأقل، يوم الأحد، في كل رعية، في جميع أنحاء العالم، من أن نصلّي معًا لكي نستدعي حضور الرب في أعمال السينودس، قائلين: يا رب، أعطنا قلوبًا مُتَّقدة وأقدامًا تسير” هذا ما قاله الأمين العام لسينودس الأساقفة في مداخلته في المؤتمر الصحفي لتقديم الدورة الثانية للجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة
عقد عصر الاثنين ١٦ من أيلول سبتمبر في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي مؤتمر صحفي لتقديم الدورة الثانية للجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة وللمناسبة ألقى الأمين العام لسينودس الأساقفة الكاردينال ماريو غريك قال فيها السينودس هو أولاً زمن صلاة. والإصغاء الأول الذي نحتاج إليه هو الإصغاء للرب، لكلمته الموكلة إلى الكتب المقدسة، ولروحه الذي يخاطب قلوب المؤمنين. هذا الإصغاء “الأصلي” هو الذي يجعلنا قادرين على الإصغاء الحقيقي لبعضنا البعض، والتعرف على صوت الروح في ما يقوله الآخر. لدرجة تجعلنا قادرين على الجرأة نحو هذا الالتقاء الذي هو قلب كل عملية سينودسية. وفي هذا الصدد، أود أن أذكّر بما قاله البابا فرنسيس في ٩ تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢١، عندما افتتح للكنيسة جمعاء المسيرة السينودسيّة التي تصل الآن، مع هذه الدورة الثانية لجمعية سينودس الأساقفة، إلى ذروته: “إن رائد السينودس هو الروح القدس. إذا لم يكن هناك روح، فلن يكون هناك سينودس […] ليكن هذا السينودس زمنًا يقيم فيه الروح القدس […] الروح القدس هو الذي يرشدنا إلى حيث يريد الله، وليس إلى حيث تأخذنا أفكارنا وأذواقنا الشخصية”.
تابع الأمين العام لسينودس الأساقفة يقول من أجل الاصغاء إلى الروح القدس بالتحديد، وتكريم أولويّة كلمة الله على كلماتنا، سوف يسبق الجلسة الثانية – تمامًا مثل الأولى – يومين من الرياضة الروحية، والتي سنقوم بها في الفاتيكان. ونأمل أن نكرر الخبرة العميقة عينها التي شهدناها العام الماضي، والتي نالت استحسان المشاركين في السينودس بالإجماع. في يومي الاثنين ٣٠ أيلول سبتمبر والثلاثاء ١ تشرين الأول أكتوبر، سيرشدنا الأب تيموثي رادكليف، والأم إينيازيا أنجيليني، مرة أخرى بتأملاتهم، وسيواصلان بعد ذلك تنشيط الصلاة خلال أيام السينودس، مع الأب ماتيو فيراري، المسؤول الليتورجي، ورهبان دير كامالدولي. ونحن على اقتناع بأن الجمعية، بمساعدتهم، ستكون مرة أخرى جاهزة لذلك الاصغاء، وذلك الحوار، وتوافق الآراء الذي كنت أتحدث عنه من قبل.
أضاف الكاردينال ماريو غريك يقول أما الجديد، مقارنة بعام ٢٠٢٣، فهو عشية الصلاة التي ستتخللها رتبة توبة وستختتم الرياضة الروحية، والتي ستقام مساء الثلاثاء الأول من تشرين الأول أكتوبر في بازيليك القديس بطرس وسيترأسها قداسة البابا فرنسيس. سيكون هذا الحدث، الذي تنظمه الأمانة العامة للسينودس وأبرشية روما بالتعاون مع اتحاد الرؤساء العامين والاتحاد الدولي للرؤساء العامين، مفتوحًا لمشاركة الجميع، ولا سيما الشباب، الذين يذكّرونا على الدوام بكم يجب أن يكون إعلان الإنجيل مصحوبًا بشهادة مصادقة، والتي يرغبون أولاً في أن يقدّموها معنا للعالم.
تابع الأمين العام لسينودس الأساقفة يقول كذلك فإن صلاة الـ Adsumus، الصلاة القديمة التي رافقتنا منذ بداية المسيرة السينودسية ٢٠٢١- ٢٠٢٤، تقدم لنا معنى أن نصلّي بأسلوب سينودسي، معترفين بخطايانا، ساهرين… عشية هذا الحدث الكنسي المهيب، الذي هو السينودس، سوف نسمّي بأسمائها بعض الخطايا التي تسبب الألم والعار، مستدعيين رحمة الله. وسوف نصغي في البازيليك الفاتيكانية إلى ثلاث شهادات لأشخاص عانوا بسبب بعض هذه الخطايا. بعد ذلك، سيتم الاعتراف بأنواع مختلفة من الخطايا. لن يتعلق الأمر بإدانة خطيئة الآخرين، بل بالاعتراف بأنفسنا كجزء من الذين، بفعلهم أو على الأقل بالإهمال، يصبحون سببًا لمعاناة الأبرياء والعزل. وفي نهاية هذا الاعتراف بالخطايا، سيتوجه قداسة البابا، نيابة عن جميع المسيحيين، بطلب المغفرة إلى الله وإلى الأخوات والإخوة في البشرية جمعاء.
أضاف الكاردينال ماريو غريك يقول كذلك، بما أن السينودس سيكون قد بدأ، سنكرر هذا العام أيضًا مساء يوم الجمعة ١١ تشرين الأول أكتوبر، فإننا سنكرر خبرة الصلاة المسكونية، مع الأب الأقدس والمندوبين الإخوة الحاضرين في قاعة السينودس (الذين زاد عددهم بشكل ملحوظ من ١٢ إلى ١٦) وممثلين آخرين مختلفين عن الكنائس والجماعات الكنسية الحاضرين في روما. هذه المرة أيضًا، تم إعداد هذه الصلاة من قبل فريق مكون من الأمانة العامة للسينودس ودائرة تعزيز وحدة المسيحيين مع إخوة جماعة تيزيه، الذين سيكونون مستعدون لمساعدة أي شخص يرغب في تنظيم صلوات على مستوى محلي مماثل في هذا الصدد. مع الحدث الذي سيتم الاحتفال به في الفاتيكان، في “Piazza dei Protomartiri”، المكان الذي حدث فيه استشهاد الرسول بطرس، وفقًا للتقليد.
تابع الأمين العام لسينودس الأساقفة يقول هذا وقد تم اختيار تاريخ ١١ تشرين الأول أكتوبر لإحياء ذكرى يوم ١١ تشرين الأول أكتوبر لاثنتين وستين سنة خلت، عندما افتتح بشكل رسمي المجمع الفاتيكاني الثاني، الذي افتتح زمنًا مسكونيًا جديدًا للكنيسة الكاثوليكية، والذي يُعدُّ السينودس الحالي تعبيرًا عنه وشهادة، في الرغبة الفاعلة في مساعدة الكنيسة جمعاء على التقدم على طريق الوحدة الكاملة. وللتحضير للمرحلة الأخيرة من الجمعية، سنشهد يوم الاثنين ٢١ تشرين الأول أكتوبر مرة أخرى يومًا من الخلوة الروحية. سيكون ذلك بمثابة وقفة للتضرع إلى الرب من أجل مواهبه في ضوء التمييز في مسودة الوثيقة النهائية. وكما ترون، هناك تناوب في لحظات الصلاة الشخصية، والحوار والشركة بيننا، والشركة الأخوية في الإصغاء، والمحبة المتبادلة والمشاركة في الصلاة. وللتأكيد على قيمتها بالتحديد، أريد أن أتذكر اللحظات التي سنعيشها حول المائدة الإفخارستية. وفي هذا العام أيضًا، بالإضافة إلى قداس الافتتاح والختام، سنحتفل معًا بالإفخارستيا مرة واحدة على الأقل في الأسبوع. إن الإفخارستيا – التي هي سر الوحدة الكنسية ومصدرها – ستكون أساس ما سنعيشه في هذه الأيام، برفقة الكنيسة جمعاء.
وختم الأمين العام لسينودس الأساقفة الكاردينال ماريو غريك أتذكر بامتنان ومودّة جميع الذين، ومن جميع أنحاء العالم، يحرصون على تقديم آلامهم ويذكرننا أمام لله في الصلاة. بفضل شبكة صلاة البابا، نعلم أن صلاتنا ستدعمها صلوات آلاف المؤمنين. وبالتالي أدعو بشكل خاص الجماعات الرهبانية، ولاسيما جماعات الحياة التأملية، وجميع المؤمنين، إلى الانضمام إلى صلاة جماعية لكي يتمكن أعضاء الجمعية من أن يكونوا طائعين لصوت الروح القدس. كم سيكون جميلًا أن نتمّكن، على الأقل، يوم الأحد، في كل رعية، في جميع أنحاء العالم، من أن نصلّي معًا لكي نستدعي حضور الرب في أعمال السينودس، قائلين: يا رب، أعطنا قلوبًا مُتَّقدة وأقدامًا تسير.