احتفل الأب العام في الرهبانية اللبنانية المارونية هادي محفوظ بالقداس من على مذبح دير مار الياس الرأس في جعيتا التابع للراهبات اللبنانيات المارونيات، عاونه رئيس دير مار انطونيوس- غزير الأب ايلي يمين ومرشد راهبات دير مار الياس الاب انطوان الاحمر، بمشاركة المدبر العام الأب ميشال أبو طقة، الام العامة دولي شعيا وأعضاء مجلس المدبرات العامات ورئيسة الدير الام لور بورزق وحشد من المؤمنين والمؤمنات.
وتوجه محفوظ. في بداية عظته إلى الام العامة للدير مهنئا اياها على “الثقة التي منحت لها وهي المعروفة بجديتها وثبات إيمانها وعمقه ورصانة أبحاثها في الكتاب المقدس”، ومتمنيا لها “كل الخير”. وأكد على “تماسك الرهبانية بكل فروعها لاكمال مسيرتها الإيمانية وتعزيزها في قلوب المؤمنين”.
وقال: “نعيد اليوم عيد مار الياس بإيمان عميق متوقفين عند مسيرته الكثيرة الغنى في مواقفها ومحطاتها المتشعبة نحو الايمان والانتماء إلى يسوع, لكنني سأتوقف عند واحدة منها وفيها دليل قوي على إيمانه وتعلقه بالله وبالانسان ومحبته لهما ولاسيما تعلقه بالانسان الضعيف: فالخوف الذي انتاب مار الياس عندما شعر بأن كل الكهنة الذين صادفهم أو عرفهم أصبحوا “كهنة البعل” اي كهنة الاصنام مبتعدين عن الله ومحبته ورحمته، فكثف صلواته إلى الله ليشدد إيمانه وينير دربه لإعادة الضالين منهم- اي كهنة البعل- إلى طريق الايمان الصحيح، وقد تمكن من ذلك. فثبت إيمانهم بالله، بعدما أظهر لهم الأخطاء التي كان أشار إليها وحذرنا منها مار الياس في دعوته لمحبة الله والإنسان، داعيا بجد لاقتلاع هذه الأخطار الإيمانية من عقولنا ونفوسنا بل مذكرا إياهم بان كل خير هو وزنة من عطايا الله على الارض, وتجاهلنا لهذه العطايا- الوزنات- هو تخل عن عبادتنا وعن مبادئنا وإيماننا بالله الحي الدائم فينا”.
ودعا المؤمنين والمؤمنات الى “تجديد إيماننا بالله وتعميقه”ـ وقال: “نشكره على كل خير وهبنا إياه، مؤكدين له التزامنا به وبتعاليمه قائلين له بكل صدق وإيمان: نحن متعلقون بك يا رب، ونشكرك على كل عطاياك وعلى كل خير معنوي أو نفسي او روحي وهبتنا إياه، وسنسعى إلى مضاعفة هذه الوزنات التي بين أيدينا، مدركين أن محبتك هي المحبة الحقيقية التي تدعونا الى محبة اخينا الإنسان لاسيما الأضعف بيننا وإلى نبذ الظلم والظالمين والاتجاه نحو الله لعبادته بصدق وإيمان صحيح”.
وختم محفوظ: “اثبتوا على إيمانهم بالمحبة التي منحها الله لنا مثابرين على الصلاة لنكتشف المزيد من محبة الله في حياتنا وفي الكنيسة وفي تعاملنا مع الآخرين، ولتكن مسيرة حياة مار الياس في حياتنا رمزا لإيماننا المسيحي الصحيح”.