مجموعات كاثوليكية توحّد قواها للمطالبة باتخاذ إجراءات جريئة بشأن المناخ

تشجّع منصة عمل Laudato Si، وحركة Laudato Si، ومنظمة Caritas Internationalis المؤمنين الكاثوليك حول العالم على التواصل مع ممثلي بلدانهم وممثليهم الإقليميين في المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (COP28)، والذي سيُعقد في مدينة دبي في الفترة الممتدة بين 30 تشرين الثاني و1 كانون الأول.
وتشجّع هذه المجموعات على اعتماد ستة مسارات محدّدة للعمل المناخي:
1. إنشاء نظام تقييم عالمي أجل تقييم التقدم الذي تم إحرازه بالنسبة إلى تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ لإظهار مسارات واضحة وقابلة للتنفيذ ومحددة للمضي قدمًا.
2. مراجعة وتعزيز خطط المناخ الوطنية، المعروفة أيضًا باسم المساهمات المحددة وطنيًا، لخفض انبعاثات الكربون وسد فجوة التنفيذ القائمة حاليًا بين المساهمات المحددة وطنيًا المنشورة ومستوياتها الحالية. وتتطلّب هذه المراجعة التزامًا عالميًا بالتخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري في جميع القطاعات من خلال معاهدة عدم انتشار الوقود الأحفوري لاستكمال اتفاق باريس.
3. تحديد هدف عالمي للطاقة المتجددة يتمثل في مضاعفة القدرة العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات لتصل إلى 11,000 جيغاواط بحلول عام 2030 لخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري مع وقف استحداث جميع مشاريع التطوير الجديدة المرتبطة باستخدام الوقود الأحفوري.
4. مراجعة تمويل الأنشطة المتعلّقة بالمناخ من خلال:
– تحقيق هدف تمويل الأنشطة المناخية الحالي (2020-2025).
– وضع جدول زمني طموح للتخلص التدريجي من دعم الوقود الأحفوري.
– اعتماد سياسات مالية لاستبعاد الوقود الأحفوري تضمن حقوق الإنسان.
5. التوصل إلى اتفاق بشأن التمويل العام للأنشطة لتعويض المجتمعات المتضررة عن الخسائر والأضرار التي تحدث نتيجة لتغيّر المناخ.
6. تفعيل إطار عمل صندوق التكيف مع الأهداف العالميّة.
توافق مع الإرشاد الرسولي
تتوافق هذه الإجراءات الستة بشكل مباشر مع الرسالة الواردة ضمن الإرشاد الرسولي للبابا فرنسيس، والصادر في 4 تشرين الأول الفائت، “سبّحوا الله”، والذي يركّز على النداءات القوية من أجل العمل المناخي، وخصوصًا النداءات من أجل خفض استخدام الوقود الأحفوري.
وقال الحبر الأعظم فيه: “إذا كان هناك اهتمام صادق بجعل مؤتمر الأطراف الثّامن والعشرين تاريخيًّا، يكرِّمنا ويشرِّفُنا ككائنات بشريّة، فإنّنا نتوقّع العثور على طرق ملزمة في تحوّل الطّاقة تتميّز بثلاث خصائص: أن تكون فعّالة، وإلزاميّة، ويمكن مراقبتها بسهولة”. وتساءل: “لماذا تريدون اليوم الحفاظ على قوّة سيَذكرُها التّاريخ لعجزها عن التّدخل عندما كان ذلك مُلِحًّا وضروريًّا؟”، حاثًّا الكاثوليك وغيرهم على التأثر بمعاناة الكوكب وكل ما يعيش عليه، والاعتراف بالترابط بين كل الأمور، واتخاذ خطوات شجاعة.
جسور بين الإيمان والبيئة
وبصفته مديرًا لمنصّة عمل Laudato Si التي تُعتبر بمثابة المشروع البيئي الخاص بالفاتيكان، تم تكليف جون مونديل بمهمة إشراك الكاثوليك في جميع أنحاء العالم في العمل المناخي. ويقول إنّ “مد الجسور بين الإيمان والدعوة البيئية والاجتماعية هو أحد الأهداف الرئيسية لمنصة العمل، ويمكن للجميع، من العائلات والأفراد إلى ممثلي المجتمعات الدينية ومؤسسات الرعاية الصحية والتعليمية وعالم الأعمال، أن يؤدّوا دورًا في حث ممثليهم على اتخاذ تدابير سريعة بشأن المناخ خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ. إلا أنه لا يمكننا أن نترك الحلول الكبرى لصنّاع السياسات فقط. يدعو البابا فرنسيس جميع الأطراف إلى الانضمام والعمل على بناء معايير ثقافية جديدة تعطي الأولوية لمستقبل صحي وصالح للعيش للأجيال القادمة”.
وبحسب ما قال توماس إينسوا، المدير التنفيذي لحركة Laudato Si’، إنّ “الإرشاد الرسولي الأخير الذي وجّهه البابا فرنسيس ‘سبّحوا الله’ هو رسالة واضحة إلى الكاثوليك كافة وإلى الجميع في كل أنحاء العالم”. وأوضح بأنّ “التأثيرات تزداد سوءًا، واستجابتنا العالميّة للتعامل معها كانت ضعيفة في أحسن الأحوال. إنّ إيماننا الكاثوليكي وخيارنا التفضيلي للفقراء يدعواننا إلى المشاركة بشكل نبوي أكبر في هذه القمم العالميّة”.
أما رئيس الأساقفة تارسيسوس إيساو كيكوتشي، رئيس مؤسّسة كاريتاس الدوليّة، فقال: “يجدّد البابا فرنسيس دعوته لجميع أصحاب النيات الحسنة إلى اتخاذ إجراءات واضحة وملموسة في هذا الوقت الحرج”. وأضاف: “يجب أن يستجيب اجتماعنا العالمي لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين على هذا الأساس إذا أردنا أن تُتاح لنا فرصة للحد من التأثيرات المناخية الدراماتيكيّة”.