لمناسبة افتتاح العام الدراسي في معهد الحكمة الفنّي – الأشرفيّة، احتفل سيادة راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة ووليّ الحكمة المطران بولس عبد الساتر بالقدّاس الإلهي عاونه فيه رئيس المعهد الخوري هادي عبّود والقيّم فيه الخوري شربل موسى ومرشده الخوري كريستيان حلّاق، بحضور عائلة المعهد من إداريّين ومعلّمين ومعلّمات وموظّفين وموظّفات وطلّاب وطالبات.
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها:
– أبدأ عظتي بشكر الربّ على هذا اللقاء الجميل، لقاء المحبّة الذي يجمعني وإيّاكم حوله، هو الذي انتصر على الموت بقيامته وعلى البغض بمحبّته وعلى الشرّ بالغفران. وأشكره على ما أعطاكم من مواهب لمسْنا عيّنة صغيرة منها اليوم، والتي لا بدّ من أن تكون لخدمة الإنسان وبناء لبنان أفضل.
– في شهر أيّار الماضي قمت بزيارة المعهد ودخلت الصفوف وتحدّثت إليكم. وكم فرحت بهذه الزيارة لأنّني رأيت شبابًا وشابّات كلّهم حياة، وفرح، يعملون بكدٍّ من أجل بناء مستقبلهم بعناية معلّمين ومعلّمات كفؤ، علميًّا وإنسانيًّا. ثم تجوّلت في المعرض الفنّي ورأيت جمالكم الداخلي ينعكس على لوحاتكم. أيّها الأحبّاء، اجتهدوا في تحصيل العلم من أجل خيركم وخير الإنسان ولبنان وطنكم. إزرعوا الجمال والفرح والمحبّة حيثما وجدتم فتساهمون في تغيير وجه العالم إلى الأفضل.
– واجهوا المأساة التي تعيشها منطقتنا بالعناية بفقراء هذا العالم، وبمساندة المظلومين ومواجهة الظالم، وبعيش القيم الإنسانيَّة من صدق، ومجانيّة، وغفران.
– أشكر الأب الرئيس والآباء على جهودهم وعنايتهم، وأعضاء الهيئة التعليميّة والإداريّة على عطائهم ومرافقتهم لكم في مسيرتكم نحو مستقبل أفضل. وأشكركم أنتم أيضًا وذويكم على ثقتكم بمعهد الحكمة وأعدكم بأننا سنعمل دومًا لما فيه خيركم العلمي والإنساني.
وفي ختام القدّاس الإلهي الذي خدمته جوقة من تلامذة المدرسة، كانت كلمة للخوري هادي عبّود قال فيها:
“جميلة هي اللحظة التي يلتقي بها أفراد العائلة متحلّقين حول أبيهم على مائدة الطعام، وكم هي أجمل هذه اللحظة التي فيها اجتمعنا حول مائدة السماء بحضور أبينا وراعينا. مفتتحين سنتنا الدراسيّة بالقداس، مذكّرين أنفسنا بأنّ العلم يُشبع العقل، وهذا حسن، أمّا الروح فيُشبعها خالقها، وهذا أحسن.
صاحب السيادة، باركتم عامنا الدراسي وصلّيتم من أجلنا لتكون مسيرتنا في هذا العام مزيّنة بالعلم والفضائل والقيم والمبادئ. والآن بدوري أصلّي من أجلكم، مع كلّ الحاضرين، لتكونوا، كما أنتم دائمًا، على حسب قلب الله، مسخّرين مواهبكم لخدمة الإنسان: كلّ إنسان وكلّ الإنسان.
كما أشكركم يا صاحب السيادة، على محبّتكم وغيرتكم على بيت الله، الذي هو الإنسان أوّلًا، أكان في المدرسة، أم في الرعيّة أم على الطريق. أشكركم على اهتمامكم الدقيق بما فيه خير معهد الحكمة. أشكركم على ثقتكم وعلى حكمتكم: الداعمة عند الحاجة، والمرشدة عند الحيرة، والموجّهة عند الضرورة.
وأخيرا، لا بدّ لي أن أشكر مَن بفضل تعبهم وتفكيرهم ومثابرتهم، وبفضل ما هم عليه استطاع معهد الحكمة أن يشعّ ويظهر جمال الله الساكن فيه. أشكر الموظّفين أوّلًا، فهم عقل المعهد وسواعده. أشكر الأساتذة فهم قلب المعهد النابض. وأشكر التلامذة فهم موضوع خدمتنا وحبّنا. صحيح أنكم تتعلّمون في معهد الحكمة، ولكن كونوا على ثقة، بأنّكم معهدنا الذي فيه نتعلّم المحبّة. والمحبّة تضمّد الجراح وتشفي الأوجاع وتقود حتمًا إلى النجاح.
فليتحقّق ملكوت الله في معهدنا، بشفاعة مار يوسف العامل وجميع القدّيسين، آمين.”