البطريركية اللاتينيّة :
أحيت الكنيسة الكاثوليكيّة في الأرض المقدّسة، صباح الأحد 29 تشرين الأوّل 2023، عيد مريم العذراء ‘سلطانة فلسطين وسائر الأرض المقدّسة’، وذلك في المزار المُشاهد على اسمها في دير رافات، على بعد نحو 35 كيلومتر إلى الغرب من مدينة القدس.
وترأس القداس بطريرك القدس للاتين، الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، في كنيسة المزار بدلاً من باحتها، بمشاركة عدد قليل من المؤمنين، كون الأرض المقدّسة “تمرّ بواحدة من أصعب الفترات وأكثرها إيلامًا في تاريخنا المعاصر”، وفق قول غبطته في الرسالة التي وجهها قبل أيام إلى الأبرشيّة بأسرها.
وقال غبطته في عظة الاحتفال: “نلتقي ونجتمع اليوم بفضل الأم القادرة على أن تجمع أبناءها من حولها. كما ولإعادة تكريس الأرض المقدّسة والأبرشيّة للعذراء مريم، والتي تعني توكيل أمرنا لله، والثقة به خاصة في خضم الأحداث التي نعيشها، حيث لا نعاين أي رجاء أو أمل”.
الكلمة التي تمنح الحياة
وأشار بطريرك القدس للاتين إلى أهميّة الإصغاء إلى الكلمة مستخلصًا ذلك من القراءات التي سمعناها، وخاصة الإنجيل المقدس، فبكلمة كانت الحياة في أحشاء الأم مريم، التي هتفت بأعلى صوتها: “تعظم نفسي الرب” فهذه الكلمة منحتها الحياة، لتعطي هي أيضًا الحياة لنا.
ولفت إلى أنّ “الكلمة التي نسمعها اليوم في العالم هي ’السيطرة والتحكم‘، بينما يشير النص الإنجيلي إلى كلمة ’المتواضعين والودعاء‘، كما تقول التطويبة الإنجيلية: طوبى للودعاء فإن لهم ملكوت السماوات. وخلص البطريرك بيتسابالا رافعًا الصلاة قائلاً: لتعزينا أمنا مريم العذراء وترافقنا لنكون قادرين على الخضوع لكلمة الله، فتنمو فينا بذرة التواضع والثقة.
تكريس الأرض المقدسة
وبعد المناولة، تلى النائب البطريركي العام للاتين في القدس وفلسطين، المطران وليم شوملي، صلاة إعادة تكريس الأرض المقدّسة لقلب مريم الطاهر، لاسيما في هذه الظروف الصعبة. وعند نهاية القداس، أقيم تطواف في ساحات الدير وسط أناشيد مريمية وصلوات من أجل السلام.