كلمة صاحب السيادة المطران جوزف معوض السامي الاحترام خلال حفل إطلاق جمعية بلد to build

​حفل اطلاق جمعية بلد to build، مناسبة للتوجه بالتهنئة الى مؤسسيها، رئيسة وأعضاء، وللتوقف عند المحاور التالية: هوية هذه الجمعية، وعلاقتها بالدولة، ورسالتها الانسانية.
ـ هوية هذه الجمعية: هي جمعية مدنية خيرية نحتاج اليها في هذه الظروف الصعبة التي نعاني منها في لبنان. فمن المجالات الأساسية التي تخوض فيها كما نُقل الينا، تطوير المجتمع من خلال ايجاد فرص عمل، وهذه حاجة ملحة في لبنان اذ ان عدد العاطلين عن العمل يتكاثر. ومن أهدافها مساعدة المعوزين. وخبرتنا في الكنائس تدلّ كيف أن الكثيرين لا يزالون يرزحون تحت أثقال الهم المعيشي والاستشفائي، ومتوجبات التعليم العالي. تحاول الكنائس ان تساعد بالمتوفر لديها، وبتبرعات بعض الهيئات المحلية الخارجية، وعبر بعض المبادرات الشخصية. وتسعى جمعية بلد to build الى تعزيز دور المرأة في صناعة القرار المحلي والوطني. ولا بد هنا من القول ان المرأة عبّرت عن مواهبها في غير مجال، مثل التربية والتعليم والسياسة والادارة والعلم. ومن الحق الاعتراف بما حباها الله من مواهب. وعلى المجتمع ان يساعدها على تطويرها، وهذا يعود عليه بالخير لأنه بدوره سوف يجني ثمارها.
​وتتّصف جمعية بلدto build بانفتاحها على الجمعيات المماثلة المحلية والوطنية والأجنبية للتعاون والتشبيك معها، ما يزيد من فعالية عملها الانساني والانمائي.
​وتحترم جمعية بلدto build كرامة كل انسان مهما كان دينه أو ثقافته او انتماؤه. فهي تعمل تحت لواء العدالة للجميع، والمساواة بين الناس. وتشهد ان الناس اخوة، لديهم حقوقهم وواجباتهم. وبذلك تترسخ العدالة الاجتماعية ويوطد السلام.
2ـ علاقتها بالدولة اللبنانية: ان جمعية بلدto build ومثيلاتها ترفد الدولة في عملها الانمائي والاجتماعي. فعلى عاتق الدولة، وهذا ما نراه في الدول المتحضرة، ان توفر للمواطن ما يحتاج اليه ليعيش حياة كريمة. فتقدم له العلم المدرسي والجامعي بنوعية جيدة، والطبابة والاستشفاء، وضمان الشيخوخة، والانماء الشامل، وسير المعاملات الادارية والقضاء بشفافية وعدالة، وايجاد فرص عمل.
​ان لبنان في الظروف الاقتصادية والمالية الحالية يجد نفسه غير قادر ان يطور قطاع التعليم، والضمان الاجتماعي، والتطبيب والاستشفاء، وخلق فرص عمل، ورفع الدخل الفردي، فتتحسن المعيشة وتخف الهجرة. وهو غير قادر على تحقيق الانماء المتوازن في مختلف الأراضي اللبنانية وهذا يضعف العدالة الاجتماعية والاستقرار.
​وفي هذا السياق نصّ الدستور اللبناني المعدّل نتيجة اتفاق الطائف 1989، في مقدمته، حرف ج:
“لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية، تقوم على احترام الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد، وعلى العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز او تفضيل”
وفي حرف د: “الانماء المتوازن للمناطق ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً ركن أساسي من أركان وحدة الدولة واستقرار النظام”.
​وفيما نشكر وزارة الشؤون الاجتماعية بشخص وزيرها المحترم معالي الاستاذ هيكتور حجار على جهودها في هذه الأوقات الصعبة، نناشد الدولة اللبنانية ان تقوم بأسرع وقت ممكن بالاصلاحات الاقتصادية والمالية الضرورية، وان تقضي على الفساد، فتستطيع بذلك ان تحسن الظروف الاجتماعية للمواطن، ولاسيما في التعليم والاستشفاء، وان توفر الدخل المناسب وبالتالي العيش الكريم. ولكن يبقى المطلوب الأول الاصطلاح السياسي، فقد بات معروفاً ان الوطن متى اصطلح سياسياً اصطلح اقتصادياً.
3ـ رسالتها الانسانية: ان لجمعية بلد to build رسالة انسانية. فهي تسعى لتقديم المعونة لمن يحتاجها، وتحثّ على التضامن وعلى تعامل البشر فيما بينهم بالحس الانساني. ومساعدة المحتاج هو أيضاً مطلب روحي دعت اليه مختلف الأديان، وهو لا تتطلبه فقط المحبة او الرحمة، بل العدالة الاجتماعية، فخيرات الدنيا هي للجميع، ومن حقّ كل انسان ان يحصل منها على كفافه.
​هنيئاً لجمعية بلد to build بانطلاقتها، مع أطيب الدعاء ان تحقق الأهداف المرجوة.
​​​​​​​+ المطران جوزف معوض
​​​​​​​راعي أبرشية زحلة المارونية