د. ميشال عبس :
المسيح قام
خطوة مباركة، في بلاد مباركة
صاحب السيادة المطران خريستوفوروس عطالله الجزيل الاحترام،
أصحاب السيادة رؤساء الكنائس في الأردن وممثليهم،
السيدات والسادة الوزراء والنواب الحاليين والسابقين،
السيدات والسادة النخب الفكرية والثقافية والاقتصادية،
قدس الإباء الاجلاء،
حضرات القسس المحترمين،
أيها الحضور الكريم،
نحن اليوم بصدد افتتاح مكتب جديد لمجلس كنائس الشرق الأوسط في عمان، عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية. المكتب هو الجديد، وليس حضور المجلس في الأردن، اذ ان حضوره عريق هنا، بفضل القيادات الكنسية وأبناء الكنائس الملتزمين خدمة المتعبين وثقيلي الاحمال.
حضورنا هنا، وللفترة الطويلة التي سلفت، هو بفضل دعم غير محدود زودتنا به البطريركية الارثوذكسية الاورشليمية التي نوجه تحيات البنوة والمحبة الى بطريركها، كيريروس كيريوس ثيوفيلوس الثالث الجزيل الاحترام، والذي، بفضل دعمه، استطاع المجلس ان يعبر الازمة التي عصفت به منذ عقد ونيف، وهو الذي بادر الى القيام باللازم لتأمين استمرارية المجلس في الأردن.
اليوم، وبعد تحولات حصلت في سياسة العمل، نقوم بافتتاح هذا المكتب الاقليمي الجديد الذي قدمه لنا، بنفس كرم الكنيسة المقدسية المباركة، مطرانها في الأردن، سيادة المطران خريستوفوروس الجزيل الاحترام، راعي الأبرشية وقائد مؤسساتها المزدهرة والناشطة في خدمة المجتمع الأردني بكل شرائحه.
لقد ناقشنا، صاحب السيادة ومستشاروه، ونحن في المجلس، أساليب العمل الجديدة وطرائقه لكي نحفظ من جهة، حقوق الكنيسة الداعمة، ومن جهة أخرى، نظام المجلس الذي ما فتئ يتطور، بحكم تطور العمل، والخبرات، ومتطلبات الشركاء الدوليين. كل هذه المناقشات افضت الى وثيقتين، مذكرتي تعاون، واحدة تتعلق بالاستضافة المكانية، والأخرى تتعلق بالدعم بالكفاءات الإنسانية. جاء ذلك بعد دراسة جدوى للعمل في الأردن، حضرتٌها مع فريق العمل، وحظيت بموافقة رؤساء المجلس والامناء العامين المشاركين في المضي قدما.
المرحلة التالية هي مرحلة التعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في البلاد، كما سوف تردنا من تفاعلنا مع الميدان، إضافة الى التقرير الشهري الذي يحضره زميل لنا، مكلف القيام بالأبحاث ورصد التحولات في منطقة الشرق الأوسط. هذا التقرير يصدر في بداية كل شهر مع نشرتنا الأسبوعية مومنتوم، التي أطلقتُها منذ بداية خدمتي منذ أربعة سنوات، والتي تحمل الى الكنائس والمهتمين والمتابعين اخبار المجلس وكنائس المنطقة.
كل ذلك تجدوه على موقع المجلس الالكتروني وصفحات تواصله الاجتماعي التي لا تهدأ.
بدعم من سيادة المطران خريستوفوروس، لقد أصبح مندوبنا الإقليمي في الأردن، ونسميه (Country Representative or Director)، قدس الاب اغناطيوس خليفة، على ضوء اختصاصاته والكفاءات والخبرات والدراية التي يتمتع بها، وهو الذي سوف ينسق مع المكتب الرئيسي في بيروت، متابعة مشاريع المجلس في البلاد، وبلورة وإطلاق مشاريع جديدة تحاكي حاجات الناس وتطلعاتهم. سوف يكون التنسيق على اتمه مع الكنائس التي هي، في معظمها أساسا، عضوة في المجلس.
سيصبح الأردن، تدريجيا، مركز نشاط مكثف للمجلس، تنفذ فيه كافة مشاريعه، كما هي الحال في لبنان، والشام، وفلسطين، ولاحقا في بلدان أخرى من الشرق الاوسط. كما قد يكون الأردن منطلقا لمشاريع جديدة او لطرائق جديدة في العمل، ناتجة عن حاجات او خبرات محلية، يمكن نقلها كتجارب ناجحة (Pilot) الى مناطق أخرى.
لا بد ان نلفت نظر الكنائس الأعضاء في المجلس، والمؤسسات التابعة لها، ان هذه المكتب هو لجميع الكنائس، وهذه هي رؤية المطرانية المباركة التي تستضيفنا، وهذا ما عبره وأعلنه بصراحة تامة صاحب السيادة، وهو المتمرس بالعمل المسيحي المشترك، عبر مجلس رؤساء الكنائس في الأردن. تبعا لمعرفتي بصاحب السيادة، وبثقافة الشعب الأردني العزيز، الناتجة عن قيادة حكيمة، فإن هذا المكتب سوف يكون لكل اهل الأردن الذين يحيون وحدة في الحياة على كل مستوياتها.
إضافة الى ذلك، وقد ناقشنا الامر عدة مرات في المكتب في فريق العمل، لا بد لنا ان ندعو الى ندوات ومؤتمرات فكرية وثقافية دولية في الأردن، كما سوف يكون لإعلام المجلس الدور الكبير في ابراز النشاطات التي سوف تنفذ هنا.
عبر هذا المكتب الاقليمي، والفريق العامل فيه، وببركة صاحب السيادة، سوف يكون للمجلس تواصل مع المجتمع الأردني الغني بالطاقات والذي يقدم إمكانيات عمل لا يستهان بها، وهكذا نكون قد خلقنا تأزرا جديدا (synergy) بين المجلس، كمرتكز للعمل المسكوني في المنطقة، وبلاد واعدة لجهة مجالات العمل، من التنموي، الى التربوي، الى الـتأهيلي، الى البيئي، الى الثقافي، واللائحة قد تطول. هكذا نكون، كما كتب لنا ان نكون، أداةً مساعدةً او مكملةً لأدوات الرب في خدمة مخلوقاته.
في نهاية كلمتي، التي قصدت ان لا تكون مطولة، لا بد لي ان اشكر صاحب السيادة أولا، سيادة المطران خريستوفوروس الجزيل الاحترام، وفريق المطرانية ذو الكفاءات العالية، من قدس الإباء الاجلاء، الى الوكيل القانوني المتمرس، الى المساعدين الإداريين، وكل من لم التقيه بعد، على تعاونهم المحب والمعطاء، اذ هم تعاملوا معنا بتعاون ملحوظ، وجعلونا بذلك نشعر اننا أصبحنا واحدا في العمل، كما نحن واحد في الرب.
يطيب لي أيضا، في الختام، ان أتقدم بالشكر من المملكة الأردنية الهاشمية، قيادة ملكية وأجهزة حكومية فعالة، على كافة التسهيلات التي قدموها لنا طيلة فترة عملنا، والى الإيجابية التي شعرنا بها دوما من جهتهم، كما نؤكد لهم، ولقياداتنا الكنسية، اننا مؤسسة تعمل بموجب القوانين المرعية الاجراء، وبأعلى مستويات الشفافية والفعالية.
الحضور الكريم،
لقد بدأت كلمتي ان خاطبتكم بـ”المسيح قام”، نقولها حتى حلول يوم العنصرة وحتى انقضاء الدهر، وسوف انهي كلمتي ان اخاطبكم، انه لحقا حقا قام!