عبر رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود عن قلقه حيال التصعيد الذي يرافق الحرب الدائرة في قطاع غزة، متوقعاً حصول سيناريو جديد من التهجير الجماعي، ومسلطاً الضوء على الحاجة الملحة للرعاية الصحية والطعام والملاجئ.
جاء نداء الأب عبود هذا في رسالة مفتوحة عبر فيها عن قلقه البالغ إزاء التوترات الإقليمية الراهنة، وحثّ شركاء كاريتاس لبنان وداعميها على مراقبة تطور الأوضاع في المنطقة. ولفت إلى أن الصراع المسلح الدائر بين الإسرائيليين والفلسطينيين يمكن أن تترتب عليه تبعات خطيرة على الساحة اللبنانية، لاسيما في المناطق الجنوبية، حيث تتسارع الأحداث بوتيرة مقلقة موضحا أن سكان تلك المناطق بدأوا يغادرون قراهم وبلداتهم بحثا عن مكان آمن، في وقت يُلقي القصف وانعدام الأمن بظلهما على المنطقة. واللافت أن أكثر من تسعة وعشرين ألف شخص تهجروا داخليا في لبنان منذ بداية شهر تشرين الأول أكتوبر الماضي، وفقاً لمعطيات نشرتها وكالة الأمم المتحدة للهجرات لأسبوع خلا.
بعدها أكد رئيس كاريتاس لبنان أن الحرب الدائرة اليوم تحمل انعكاسات خطيرة على الوضع الراهن في لبنان، وهذا ما علمنا إياه تاريخ لبنان إزاء الصراعات السابقة، وخصوصا إذا ما أخذنا في الاعتبار ارتفاع حدة التوتر على الحدود الجنوبية اللبنانية. وروى نقلا عن أحد سكان المناطق الجنوبية، الذي هو أب لثلاثة أطفال، أن بيته قريب جداً من الحدود الإسرائيلية، وهو يستعد للنزوح وترك القرية، وهذا ما يفعله باقي السكان أيضا.
هذا ثم شدد الأب عبود على ضرورة أن يكون لبنان جاهزا لأي وضع يمكن أن يطرأ مسلطاً الضوء على أهمية أن تُقدم المساعدات الإنسانية الطارئة، بما في ذلك المأوى والدعم الاجتماعي والمواد الغذائية والرعاية الطبية، مع العلم أن تقارير الأمم المتحدة تعكس مدى خطورة الوضع الراهن في لبنان، وأشارت مكاتبها المعنية بعمليات الطوارئ والشؤون الإنسانية إلى أنها تستعد لمواجهة سيناريو محتمل من النزوح بأعداد كبيرة.
تابع رئيس كاريتاس لبنان لافتا إلى الموارد المحدودة إزاء حجم الأزمة المتوقعة، وقال إن مواردنا محدودة والاحتياجات قد تكون هائلة، من هذا المنطلق وجه نداءً من أجل مد يد المساعدة للهيئة الخيرية الكاثوليكية مشيداً بجهود التعاضد في المرحلة الصعبة الراهنة.
عن هذا الموضوع سبق أن تحدث الأب عبود خلال لقاء للمنظمات الأعضاء في اتحاد كاريتاس الدولي، شاكراً كل الهيئات التي تقدم الدعم في هذا السياق وشدد على ضرورة أن تكون الرابطة جاهزة إزاء اتساع محتمل لرقعة النزاع الذي يمكن أن يشمل لبنان. وقال في تلك المناسبة إن الوضع اليوم يختلف عما كان عليه في العام ٢٠٠٦ (في إشارة إلى الحرب التي دارت بين إسرائيل وحزب الله) لأن المواطنين اللبنانيين يمرون اليوم بأزمة اقتصادية والعديد من العائلات عاجزة عن استقبال أقربائها، وإذا فعلت ذلك ستواجه صعوبات مادية جمة.
في ختام رسالته المفتوحة، عاد الأب ميشال عبود ليشجع جميع الأطراف على التضامن مع كاريتاس لبنان وقال: “نعلم أننا لسنا لوحدنا وأن الكنيسة تقف إلى جانبنا من خلال هيئات كاريتاس المنتشرة حول العالم”، مضيفا: “نأمل بألا نحتاج إلى شيء من المساعدات التي نجهزها وبأن تنتهي الحرب ويسودَ السلامُ العالم كله، لكننا نعلم في الوقت نفسه أن رغباتنا لا تتحقق دائما، لذا لا بد أن نكون مستعدين وأن نعمل على ذلك”.