احتفل راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة المطران أنطوان بو نجم بقداس لمناسبة افتتاح “مزار سيدة لورد” في كنيسة سيدة – عين الخروبة وعيد “الحبل بها بلا دنس”، عاونه فيه كاهن الرعيّة الخوري ريمون خوري وخادم رعية مار ضومط الراهب مارون اسطفان. وحضر القداس الرئيس امين الجميّل ووزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية نجلا رياشي وحشد من المؤمنين.
في عظته شدّد بو نجم على “أهميّة عقيدة الحبل بلا دنس، بحيث نالت مريم نعمة خاصّة أنّها لم تولد بالخطيئة الأصليّة لأنّ الله كان يحضّرها أن تكون أمّا لابنه”. وقال: “لفهم الخطيئة الأصليّة يجب أن نعود إلى سفر التكوين وكتاب الحكمة الذي يقول أنّ الله خلق الإنسان لحياة أبديّة وصنعها على صورته الخالدة. ولكن حسد إبليس دخّل الموت إلى العالم. وإبليس حسب التعليم المسيحيّ في الكنيسة الكاثوليكيّة هو ملاك متمرّد على إرادة الرب، وهذا الملاك متمثّل بالحيّة في قصة آدم وحواء، والحيّة هي التي شجّعت الإنسان على الخطئية، وعلى التمرّد. فالإنسان الأول المتمثّل بآدم وحواء، خلق حالة سوء إستعمال الحريّة، وشجّع الإنسان على التمرّد على الله. الخطيئة الأصليّة هي الحالة التي نولد فيها، حالة التمرّد، حالة رفض الله بحياتنا وعيش إرادته. مريم بنعمةٍ خاصّة لم تولد بالخطيئة الأصليّة. بالتالي ما أدّى إلى الخطيئة هي إساءة استعمال الحريّة بشكلٍ صحيح علمًا أنّ الحريّة هي هديّة من الله، ما أجمل أن يقرّر الإنسان كيفية عيش حياته”.
وختم: “عندما اختار الله أن تكون مريم أمّا للمخلّص أراد من خلالها سحق رأس الحيّة أي الخطيئة.فعقيدة الحبل بلا دنس تذكّرنا بحالة تمرّد عاشها الإنسان لأنّه أساء إستعمال حريّته، ونَعَم مريم أعطتنا حالة نعمة جديدة، وأعطتنا القوة للتخلّص من الخطيئة. عندما ننظر إلى مريم نرى فيها إمرأة طاهرة، عاشت حريّتها بطريقة صحيحة. فنحن مدعوون أن نكون مثل مريم على صورة الله؛ فكما قبلت يسوع في حياتها وقدّمته للعالم، علينا أن نقبل يسوع بحياتنا ونعطيه للعالم”.
فارس الجميّل
بعد القداس القى الزميل فارس الجميّل الذي تولى إقامة المغارة كلمة قال فيها: “اللقاء الذي يجمعنا في حمى امنا مريم العذراء بيحمل الكثير من المعاني واهمها روح الجماعة والمشاركة التي تتميز بها. علاقتي مع مزار سيدة لورد في فرنسا قديمة جدا واحببت أن اقيم هذا المزار ليكون رسالة امل ورجاء في هذا الزمن الذي يمر به وطننا. نحن متعلقون بشكل استثنائي بهذه الكنيسة وهي كل تاريخنا وباذن الله فان الوزنات التي اعطانا اياها الرب ستتضاعف بقوة الايمان والرجاء. نحن ابناء الايمان والرجاء ومغارة لورد التي رفعناها في ساحة سيدة المعونات ستبقى شهادة حية لايماننا بالله وبكنيستنا لكي نكمل مشوار هذه الحياة بعناية امنا مريم العذراء سيدة المعونات وسيدة لورد”.
في الختام افتتح بو نجم مغارة لورد امام الكنيسة.