الكتاب الذي نشرته HarperCollins والذي سيصدر في عدة دول في أوروبا والأمريكتين، يمزج بين قصة حياة البابا فرنسيي الشخصية والأحداث الكبيرة التي طبعت القرن العشرين حتى يومنا هذا: “عندما نبلغ سنًا معينة، تصبح الذكرى أمرًا هامًا، حتى بالنسبة لأنفسنا. إنه تمرين للتمييز يجب أن نقوم به جميعًا قبل أن يفوت الأوان”.
“Life. La mia storia nella Storia” هذا هو عنوان الكتاب الجديد للبابا فرنسيس والذي يروي لأول مرة قصة حياته من خلال الأحداث التي طبعت البشرية، من اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام ١٩٣٩ عندما كان عمره ثلاث سنوات تقريبًا، وصولاً إلى يومنا. سيتم نشر الكتاب من قبل HarperCollins Publishers التي أعلنت عنه اليوم. وإذ تم تصوره بالتعاون مع HarperCollins Italia، يمثل هذا الكتاب مشروعًا عالميًا سيتم نشره في ربيع عام ٢٠٢٤ في إيطاليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا والبرازيل وفرنسا وألمانيا والمكسيك وبولندا والبرتغال وإسبانيا وأمريكا الجنوبية.
إنها المرة الأولى التي تنشر فيها HarperCollins، دار نشر مقرها في نيويورك، كتابًا للبابا فرنسيس. “الحياة. قصتي في التاريخ” هو رحلة استثنائية عبر العقود لاستعادة اللحظات الأكثر أهمية في زماننا من خلال ذكريات البابا. من بين هذه اللحظات: سقوط جدار برلين، انقلاب فيديلا في الأرجنتين، هبوط الإنسان على القمر في عام ١٩٦٩، وأيضًا كأس العالم عام ١٩٨٦ الذي سجل فيه مارادونا الهدف الذي أصبح مشهورًا باسم “يد الله”. ذكريات راعٍ تروي، من وجهة نظره الشخصية، سنوات إبادة النازية لليهود، وقصف هيروشيما وناغازاكي بالقنبلة الذرية، الركود الاقتصادي العالمي في عام ٢٠٠٨، سقوط البرجين التوأمين لمركز التجارة العالمي في نيويورك، والجائحة، تخلي بندكتس السادس عشر عن الخدمة البطرسية، والكونكلاف الدي انتخبه حبرًا أعظم باسم فرنسيس. هذه الأحداث – نقرأ في المذكرة الصادرة عن دار النشر – تتشابك مع حياة الـ”بابا الشوارع” الذي يعيد فتح صندوق ذكرياته بشكل استثنائي لكي يروي، بالصراحة التي تميزه، تلك اللحظات التي غيّرت العالم.
في الوقت عينه، يطلق البابا فرنسيس رسائل هامة حول قضايا ساخنة في عصرنا: الفوارق الاجتماعية، أزمة التغير المناخي، الحروب، الأسلحة النووية، التمييز العرقي، والكفاح في سبيل الحياة. ويتناوب صوت البابا مع صوت الراوي، فابيو ماركيزي راغونا، صحافي من مجموعة التلفزيون ميدياسيت، الذي يصف في كل فصل السياق التاريخي الذي عاش فيه البابا.
وتحتوي المذكرة على تعليق البابا فرنسيس حول هذا الكتاب: “في هذا الكتاب نروي قصة، قصة حياتي، من خلال الأحداث الأكثر أهمية ومأساوية التي عاشها البشرية خلال السنوات الثمانين الأخيرة. إنه كتاب يرى النور لكي يتسنى للشباب، بشكل خاص، أن يسمعوا صوت مُسنٍّ ويتأمَّلوا حول ما عاشه كوكبنا، لكي لا يكرِّروا أخطاء الماضي. لنفكر، على سبيل المثال، في الحروب التي اجتاحت وتجتاح العالم. لنفكر في الإبادات، والاضطهاد، وكراهية الإخوة والأخوات من مختلف الديانات! كم من الألم! عندما نبلغ سنًّا معينة، يصبح من المهم، حتى بالنسبة لأنفسنا، أن نفتح كتاب الذكريات ونتذكّر ما عشناه: لكي نتعلم من خلال النظر إلى الوراء في الزمن، لكي نستعيد الأمور السيئة، وتلك السامة التي عشناها بالإضافة إلى الخطايا التي ارتكبناها، وإنما أيضًا لكي نعيش مجدّدًا كل ما منحنا الله إياه من صالح. إنه تمرين تمييز علينا جميعًا أن نقوم به، قبل أن يفوت الأوان”.
وفي هذا السياق قال بريان موراي، الرئيس والمدير التنفيذي لدار نشر HarperCollins: “يشرفنا أن ننشر كتاب البابا فرنسيس. من حياته في الأرجنتين إلى انتخابه حبرًا أعظم للكنيسة الكاثوليكية، عاش البابا فرنسيس حياة استثنائية، وشهد بعض اللحظات الأكثر حسما في التاريخ الحديث. ونحن متحّمسون لكي نحمل قصّته للقراء حول العالم”.